مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بركان ثائر في الفيليبين يرغم السكان على الفرار ويثير فضول السياح

ورة التقطتها طائرة دون طيار تظهر اندفاع حمم بركان مايون بالفيلبين المستمر في ثورانه . الصورة التقطت في 24 كانون الثاني/يناير 2018. afp_tickers

استمرت حركة النزوح من القرى المحيطة ببركان مايون الثائر الاربعاء مع فرار سبعين ألف شخص، بحسب أجهزة الدفاع المدني في حين قدم الى المنطقة سياح لرؤية حمم البركان وسحب الرماد العملاقة المتصاعدة منه.

وقالت السلطات المحلية ان عدد من نزحوا تضاعف خلال ثلاثة أيام وفاق عددهم 70 الفا تكدسوا في مدارس ومباني عامة حولها.

ثار بركان مايون قبل أسبوعين وحذرت هيئة البراكين الفيليبينية الاثنين من “ثوران خطر وشيك”.

وتم منذ ذلك التاريخ توسيع المنطقة الواجب اخلاؤها تدريجيا وباتت اليوم تبعد تسعة كلم حول البركان.

لكن حتى أبعد من هذه الدائرة غادر سكان منازلهم التي غمرها الرماد.

وقال سيدريك دايب رئيس اجهزة الدفاع المدني في اقليم الباي حيث يوجد البركان “ليسوا في منطقة الخطر لكن تملكهم الخوف”.

واضاف ان نحو 360 الف شخص اي ثلث سكان الاقليم استنشقوا رمادا بركانيا.

وفي بعض المآوي ينام اشخاص تم اجلاؤهم مفترشين الارض وعليهم تقاسم دورة مياه واحدة لكل خمسين شخصا. وهناك مراكز ايواء لا تتوفر فيها مراحيض أصلا، بحسب مسعفين.

وقالت ماريا ايفيلين غرولو التي تدير مدرسة باتت تؤوي أكثر من أربعة آلاف شخص على مشارف مدينة ليغازبي “قالوا لنا ان الحكومة المحلية ستوفر لنا حمامات نقالة) لكن حتى الان ليس هناك شيء”.

وقالت روز ريفيرو المديرة الاقليمية للصليب الاحمر ان من تم اجلاؤهم وأغلبهم من أسر القرويين، يعيشون بفضل مساعدات غذائية تؤمنها الحكومة وجمعيات خيرية. ويوفر الصليب الاحمر مياه الشرب إضافة الى مستلزمات النظافة الشخصية والارشاد.

وقالت سوزان نولاسو بعيد وصولها الى مأوى الى قناة “جي ام ايه”، “لم نكن نرغب في المغادرة لاننا نعرف ان الحياة صعبة في مراكز الايواء (..) لكن بالامس تساقط الرماد بكثافة كبيرة فعلا”.

-حقول أرز تحت الرماد-

واظهرت مشاهد صورتها طائرة بدن طيار وبثها التلفزيون مدينة غينوباتان الزراعية التي يعيش فيها 65 الف نسمة غرب بركان مايون وقد غطاها بساط من الرماد وبدت من السماء أشبه برداء من الثلج المتسخ تظهر من خلاله خضرة بساتين الارز.

واضافت ريفيرو “بالرجوع الى تاريخ ثوران مايون، سيحتاجون الى ثلاثة الى اربعة اشهر ليتمكنوا من العودة الى منازلهم”.

وبحسب هيئة البراكين الوطنية فان فرص عودتهم قبل تلك المدة ضعيفة.

وتحدثت الهيئة الاربعاء عن انبعاث حمم “بصورة قوية لكن متقطعة مع سيل من الحمم من فوهة البركان عند قمته” اثناء ليل الثلاثاء الى الاربعاء مع سحب من الرماد وصل ارتفاعها حتى خمسة كلم. واندفعت حمم وصخور متوهجة على جنبات البركان.

وقال اصحاب فنادق في المنطقة ان ثوران البركان اثار فضول سياح اميركيين واوروبيين ومن كوريا الجنوبية.

وقالت نيكس اورتوينو موظفة الاستقبال في فندق اورينتل هوتيل في لاغازبي وهو فندق من فئة اربع نجوم لم تعد فيه غرفة شاغرة “اجتذبهم نشاط بركان مايون يريدون رؤية الامر من قرب”.

ويغادر النزلاء غرفهم التي تكلفهم 110 دولارات يوميا، لرؤية الانفجارات المتقطعة للبركان وهم في امان انطلاقا من شرفة مطعم الفندق.

واضافت الموظفة الشابة (22 عاما) “هذا جيد للاعمال لكنني من سكان المنطقة وأتأثر بالامر” مشيرة الى انها بقيت حتى الان مع أبويها في منزلهم.

وتقع الفيليبين على “حزام النار” في المحيط الهادىء حيث تلتقي الصفائح التكتونية ما ينجم عنه نشاط زلزالي وبركاني كبير.

ويشتهر بركان مايون في الفيليبين بفوهته المخروطية المتسقة بشكل شبه تام. ويقع على بعد نحو 330 كلم جنوب شرقي مانيلا على ارتفاع 2460 مترا ويعد الاقل استقرارا بين براكين الفيليبين الناشطة وعددها 22.

وشهد هذا البركان 51 حالة ثوران خلال ال 400 سنة الاخيرة، وكان آخرها في 2014. وفي 1814 لقي اكثر من 1200 شخص حتفهم تحت سيل الحمم المندفعة من البركان والتي دمرت مدينة كاغساوا باستثناء جرس كنيسة بات مصدر جذب سياحي.

وتم غلق مطارات المنطقة وباتت بعض الطرق غير سالكة بسبب تراكم الرماد. ونصح السكان بوضع اقنعة ونظارات لحماية انفسهم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية