مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بنغلادش تخطط لانشاء أحد أكبر مخيمات اللجوء في العالم لايواء الروهينغا

نازح من الروهينغا يعبر الحدود من بورما الى بنغلادش 29 أيلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

أعلنت بنغلادش الخميس انها ستبني واحدا من أكبر مخيمات اللجوء في العالم لايواء أكثر من 800 الف من المسلمين الروهينغا الذي لجأوا اليها هربا من العنف في بورما.

فقد شكّل وصول أكثر من نصف مليون نازح اضافي من الروهينغا منذ 25 آب/أغسطس ضغطا كبيرا على المخيمات الموجودة حاليا في بنغلادش، حيث تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة.

وأعطى أحد وزراء حكومة بنغلادش تفاصيل عن هذا المخيم الضخم المزمع افتتاحه، اذ تخطط السلطات لتوسيع مخيم في منطقة كوتوبالونغ قرب بلدة كوكس بازار الحدودية من اجل استيعاب جميع اللاجئين الروهينغا.

وكان قد تم تخصيص أرض بمساحة ألفي فدان (790 هكتارا) الى جانب مخيم كوتوبالوغ الشهر الماضي من أجل اللاجئين الجدد، لكن بما ان عدد الوافدين من بورما تجاوز 500 ألف شخص أضافة الى ال 300 ألف لاجيء الموجودين أصلا، تم اقتطاع ألف فدان اضافية وتخصيصها من أجل المخيم الجديد.

وقال وزير ادارة الكوارث والاغاثة في بنغلادش مفضّل حسين تشودري مايا انه سيتم نقل جميع الروهينغا من 23 مخيما قرب الحدود ومخيمات أخرى عشوائية حول كوكس بازار وتجميعهم في المنطقة الجديدة.

وصرح الوزير لفرانس برس “كل هؤلاء الذين يعيشون في اماكن متفرقة سيتم نقلهم الى مكان واحد. لهذا نحتاج الى مزيد من الأراضي، وشيئا فشيئا سيحضرون جميعا”، مضيفا ان عائلات بدأت بالانتقال الى الموقع الجديد المعروف باسم “مخيم كوتوبالونغ الموسع”.

-“سخاء فوق العادة”-

الأمم المتحدة أثنت على “روحية السخاء الاستثنائية” لبنغلادش التي عمدت الى فتح حدودها امام الروهينغا.

لكن المدير التنفيذي لمنظمة “اليونيسف” أنطوني لايك ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، قالا في التماس لطلب مساعدة بقيمة 430 مليون دولار “احتياجات (الروهينغا) تتنامى بوتيرة أسرع أكثر من قدرتنا على تلبيتها”.

وأضافا “المأساة الانسانية التي تتكشف في جنوب بنغلادش مذهلة في حجمها وتعقيدها وسرعتها”، كما وصفا هذه الأزمة بأنها “أكبر أزمة لاجئين نموا في العالم”.

ويزعم الروهينغا الذين وصلوا الى بنغلادش ان الطفرة في عدد اللاجئين تأتي بعد حملة تخويف جديدة لجيش بورما في أجزاء من راخين التي ما زالت موطنا للمسلمين.

لكن مكتب قائد الجيش البورمي مين أونغ هلينغ أعلن في بيان ان الحرائق في سبعة بيوت في قرية بوثيداونغ الاربعاء يقف وراءها احد ال “أينو”، أي مقاتل من جيش انقاذ الروهينغا في أراكان.

واضاف البيان الذي نشر على فيسبوك ان “ارهابيا متطرفا من جيش الانقاذ كان يحث الناس على الهرب” عبر الحدود الى بنغلادش.

وبدأت الأزمة بعد شن مسلحين من جيش انقاذ الروهينغا هجمات على مواقع لشرطة بورما في 25 آب/أغسطس أدت الى رد فعل عسكري قاس من القوات البورمية.

وقالت الأمم المتحدة ان الحملة العسكرية لبورما قد ترقى الى “التطهير العرقي”، بينما حمّل القادة البورميون الروهينغا المسؤولية عن النزاع.

وفيما يبدو ان المرحلة الأسوأ من العنف قد تراجعت، فان انعدام الأمن ونقض الأغذية والتوتر مع البوذيين ما زالت تدفع بآلاف الروهينغا لخوض رحلة العبور الخطيرة الى بنغلادش.

وقال مسؤولون بنغلادشيون ان السلطات أتلفت ما لا يقل عن 30 قارب صيد اصحابها متهمون بتهريب الروهينغا والمخدرات الى البلاد.

وضبطت السلطات بحوزة اصحاب المراكب حوالى 100 ألف من حبوب “يابا” المخدرة، وهو منشّط معروف في بنغلادش، بحسب مسؤول في حرس الحدود.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية