مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوتين يزور مدينة ماريوبول للمرة الأولى منذ سقوطها في يد الجيش الروسي

صورة وزّعها المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) مع حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف (يسار) والمتروبوليت تيخون شيفكونوف (يمين) خلال مراسم تدشين مدرسة فنون للأطفال في شبه جزيرة القرم في 18 آذار/مارس 2023 afp_tickers

أعلن الكرملين الأحد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بزيارة غير معلنة إلى ماريوبول هي الأولى له إلى هذه المدينة منذ الاستيلاء عليها من أوكرانيا في بداية الغزو، ما أثار غضب كييف التي نددت ب”انعدام الشعور بوخز الضمير” لدى الرئيس الروسي.

وعقب ساعات فقط من زيارته القرم في الذكرى التاسعة لضم شبه الجزيرة، نشر الكرملين فيديو لوصول بوتين على متن مروحية إلى ماريوبول، المدينة الساحلية التي سيطرت عليها موسكو بعد حصار طويل الربيع الماضي.

وأثارت الزيارة ردود فعل غاضبة من قبل أوكرانيا، حيث انتقد مساعد للرئيس فولوديمير زيلنسكي “خبث” بوتين و”انعدام الشعور بوخز الضمير” لديه.

وجال بوتين في المدينة وشوهد وهو يقود سيارته بنفسه. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي تفقد مسرحا موسيقيا أعيد بناؤه واستمع إلى تقرير عن أعمال إعادة إعمار هذه المدينة المنكوبة.

بدوره أوضح الكرملين أن بوتين قرر في اللحظة الأخيرة التوجه إلى ماريوبول بعد زيارته السبت شبه جزيرة القرم مشددا على الطبيعة “العفوية” لرحلته.

وقال أحد سكان ماريوبول لبوتين “إننا نصلي من أجلك”، واصفا مدينته بأنها “قطعة صغيرة من الجنة”، بحسب لقطات فيديو بثها التلفزيون الروسي وأظهرت حصول الزيارة ليلا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن زيارة بوتين كانت “عفوية”، مشيرا إلى أن تنقّلاته في المدينة واللقاءات مع السكان المحليين لم يكن مخططا لها.

وأضاف أن الزيارة تمت “في وقت متأخر جدا” السبت وفي الساعات الأولى من صباح الاحد.

وهذه هي الزيارة الأولى لبوتين إلى منطقة دونباس الشرقية منذ غزو أوكرانيا في شباط/فبراير العام الماضي، وتأتي بعد عام تقريبا من إعلان السيطرة على ماريوبول بعد حملة أدت إلى تدمير مصنع آزوفستال للصلب، المعقل الأخير للقوات الأوكرانية في المدينة.

– “انعدام الشعور بوخز الضمير”

وتعرضت ماريوبول لدمار كبير بعد أن قصفت موسكو بلا هوادة المدينة الواقعة على شواطئ بحر آزوف وأخضعتها لحصار وحشي.

وقال ميخايلو بودولاك مساعد الرئيس الأوكراني على تويتر “المجرم يعود دائما الى ساحة الجريمة (…) قاتل الآلاف من عائلات ماريوبول جاء ليعرب عن اعجابه بأنقاض المدينة ومقابرها. إنه خبث وانعدام الشعور بوخز الضمير”.

أما وزارة الدفاع الاوكرانية فذكرت في تغريدة أن “بوتين زار مدينة ماريوبول الأوكرانية مثل لص تحت جنح الظلام. أولا هذا أكثر أمانا. كما أن الليل يسمح له بأن يركز على ما لا يريد إظهاره، ويبقي المدينة التي دمرها جيشه بالكامل وسكانها القلائل الناجين بعيدا عن الأنظار الفضولية”.

وندد مجلس مدينة ماريوبول المنفي على حسابه في تلغرام بالزيارة، قائلا “لقد تفقد +إعادة بناء المدينة+ ليلا. ربما من أجل عدم رؤية المدينة التي دمرتها +حربه التحريرية+ في وضح النهار”.

وجاءت زيارة بوتين قبيل زيارة يجريها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو، تعتبر بمثابة إنجاز دبلوماسي لبوتين.

من ناحيتها اعتبرت بكين، الحليفة الاستراتيجية لموسكو، أنها “زيارة من أجل السلام”، وذلك فيما تسعى للعب دور الوسيط في الحرب في أوكرانيا.

وسعت الصين، وهي من حلفاء روسيا الرئيسيين، إلى التموضع كطرف محايد في النزاع الأوكراني، وحضت موسكو وكييف على بدء مفاوضات.

لكن زعماء غربيين انتقدوا بكين مرارا لعدم إدانتها الهجوم الروسي واتهموها بتوفير غطاء دبلوماسي لموسكو في حملتها.

والتقى بوتين أيضا خلال زيارته قادة عسكريين، من بينهم قائد الأركان العامة فاليري غيراسيموف الذي اجتمع به في مدينة روستوف-أون-دون (جنوب روسيا) قرب الحدود مع أوكرانيا، وفق الكرملين.

وكان بوتين قد قام بزيارة مفاجئة لشبه جزيرة القرم السبت، حيث عرض التلفزيون الروسي الحكومي لقطات له في مدينة سيفاستوبول الساحلية برفقة ميخائيل رازفوجاييف الحاكم المحلي الذي عينته موسكو .

– مذكرة باطلة –

وضمّت روسيا القرم في 18 آذار/مارس 2014 إثر استفتاء لم تعترف به كييف ولا الأسرة الدوليّة.

وأتت زيارة بوتين بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية الجمعة مذكرة توقيف بحقه على خلفية “ترحيل” أطفال أوكرانيين.

وتقول كييف إن أكثر من 16 ألف طفل أوكراني رُحلوا إلى روسيا منذ بدء النزاع في شباط/فبراير 2022، وُضع العديد منهم في معاهد أو لدى عائلات حاضنة.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لوكالة فرانس برس عندما سئل عما اذا كان بوتين سيُعتقل اذا توجه إلى أيّ من تلك دول المحكمة البالغ عددها 123 “هذا صحيح”.

ولم يعلق الرئيس الروسي البالغ 70 عاما على مذكرة التوقيف، غير أن الكرملين رفض القرار معتبرا أنه “باطل ولاغ” لأن روسيا ليست طرفا في الجنائية الدولية.

في أنقرة أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن الجانبين وافقا على تمديد اتفاقية سمحت لأوكرانيا، أحد كبار مصدري الحبوب، استئناف صادراتها بعدما حاصرت سفن حربية روسية موانئ البحر الأسود.

لكن برز سجال بشأن مدة الاتفاق، فبينما أعلن وزير البنى التحتية الأوكراني تمديد الاتفاق لمدى 120 يوما، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو وافقت على تمديده 60 يوما.

ميدانيا يتركز القتال في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، خاصة في مدينة باخموت.

وأعلنت روسيا الخريف الماضي ضم دونيتسك إلى جانب ثلاث مناطق أوكرانية أخرى هي لوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، على الرغم من عدم بسط سيطرتها عليها بشكل كامل.

وأفادت الإدارة الإقليمية أن قصفا روسيا الأحد أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين في قرية كاميانسكي في منطقة زابوريجيا الجنوبية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية