مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تأكيد مشاركة لاعبين كوريين شماليين في “أولمبياد السلام” بالشطر الجنوبي

رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ يتوسط وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية في كوريا الشمالية كيم ايل غوك (يسار) ووزير الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا الجنوبية دون جونغ-هوان خلال حفل توقيع الاتفاق بين الجارتين في المتحف الأولمبي، لوزان في 20 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

صادقت اللجنة الأولمبية الدولية السبت على الاتفاق الذي توصلت اليه الكوريتان والذي يقضي بمشاركة بيونغ يانغ في الأولمبياد الشتوي الذي تستضيفه كوريا الجنوبية الشهر المقبل بـ22 رياضيا، مؤكدة أن وفدي الجارتين اللتين لا تزالان رسميا في حالة حرب سيسيران معا في حفل الافتتاح.

وتزامن الإعلان مع إبلاغ كوريا الشمالية الجنوب بانها سترسل وفدا الاحد للاعداد للنشاطات الثقافية التي ستجرى على هامش دورة الالعاب الاولمبية، بعدما كانت ألغت الزيارة في وقت سابق، بحسب ما أعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية.

وتأمل سيول بأن تساهم الألعاب الأولمبية التي تجري في بيونغ تشانغ في 9 شباط/فبراير وأطلق عليها “أولمبياد السلام”، بتخفيف حدة الأزمة في شبه الجزيرة التي عاشت شهورا من التوترات جراء برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية.

وفي إعلان مفاجئ بمناسبة العام الجديد، أعرب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون عن موافقته إرسال وفد إلى بيونغ تشانغ.

وقبل الاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع في مقر اللجنة الأولمبية الدولية في مدينة لوزان السويسرية، اتفقت الكوريتان على سلسلة من التفاهمات بينها أن يسير وفدا البلدين معا خلال حفل الافتتاح إضافة إلى تشكيل فريق نسائي موحد في لعبة الهوكي على الجليد.

وكان البلدان لا يزالان بانتظار الحصول على موافقة اللجنة الأولمبية الدولية حيث يتطلب الاتفاق تعليق عدد من القواعد الأولمبية الأساسية وهو ما تحقق السبت.

وكشف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ عن الموافقة على مشاركة 22 رياضيا من كوريا الشمالية في ثلاث ألعاب، معتبرا أن “اليوم يشكل محطة رئيسية من رحلة طويلة”.

– “الاحتفال بالأمل” –

وتابع باخ “نأمل أن تفتح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الباب امام مستقبل اكثر اشراقا في شبه الجزيرة الكورية، وندعو العالم الى الانضمام للاحتفال بالأمل”.

وكشفت اللجنة الأولمبية الدولية أن الوفد المشارك “سيسير الى الملعب الأولمبي خلف علم كوريا الموحدة” يحمله رياضيان من الطرفين، كما سيصمم زيا موحدا خصيصا لهذا الحدث.

من جهتها، أعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ أبلغت سيول بأنها سترسل وفدا الأحد للإعداد للأنشاطات الثقافية المرتبطة بالألعاب الأولمبية.

وكانت بيونغ يانغ قررت ارسال وفد من سبعة أشخاص بقيادة هيون سونغ يول نجمة فرقة نسائية لاغاني البوب في نهاية هذا الاسبوع، في زيارة تستمر يومين اعتبارا من السبت لتفقد المكان المخصص للنشاطات الثقافية التي يفترض ان تجرى في سيول وغوانغنوغ في الجنوب خلال الاولمبياد.

وستصبح هيون، التي تشير تقارير إلى أنها صديقة سابقة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون، اول شخصية من الشمال تتوجه الى الجنوب منذ اربع سنوات.

لكن بيونغ يانغ ابلغت سيول في ساعة متأخرة الجمعة بانها علقت الزيارة بدون ذكر اي سبب قبل أن تعلن وزارة التوحيد في بيان السبت “ابلغنا الشمال بأنه سيرسل الوفد الثقافي الاحد”.

وكانت هيون عام 2013 محور تقارير في كوريا الجنوبية ذكرت إنها أُعدمت مع نحو عشرة موسيقيين آخرين لأنها ظهرت في افلام إباحية. ونفت بيونغ يانغ التقارير حينها فيما ظهرت هيون في وقت لاحق على التلفزيون الرسمي.

وستقام الالعاب على بعد 80 كلم من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين في خطوة تعد بمثابة انقلاب دبلوماسي.

وشاركت كوريا الشمالية، التي قاطعت دورة الالعاب الصيفية في سيول عام 1988، في سبع من آخر 12 دورة شتوية، كان آخرها في فانكوفر عام 2010.

ولا تزال الكوريتان في حرب رسميا منذ انتهاء الحرب الكورية بهدنة، لا بمعاهدة سلام عام 1953.

وسترسل كوريا الشمالية 24 مسؤولا و21 ممثلا اعلاميا الى بيونغ تشانغ بحسب ما كشف باخ.

لكن يتعين على سيول واللجنة الأولمبية الدولية أن تضمنا عدم انتهاك العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.

وتحظر تدابير مجلس الأمن حاليا التحويلات النقدية الى الشمال، في حين وضعت الأمم المتحدة ايضا قائمة سوداء بأسماء المسؤولين المرتبطين بنظام بيونغ يانغ الشيوعي. وقد يشكل الأفراد الذين سيحضرون الى بيونغ تشانغ لحضور الألعاب مشكلة في هذا الإطار.

– “ألعاب بيونغ يانغ” –

ومن المؤكد أن قرار الشمال بالمشاركة اراح الجار الجنوبي، وبدد مخاوف سادت خلال معظم فترة التحضير، لاسيما لجهة أمن الألعاب وتأثيره على مبيعات التذاكر.

لكن المنتقدين في الجنوب قالوا ان فريقا موحدا قد يحرم بعض لاعبات الجنوب من فرصة المشاركة على المنصة الاولمبية.

واعترض حزب الحرية الكوري الجنوبي المحافظ المعارض بشدة على الاتفاق. وقال ان الشمال يسعى لاستغلال الاولمبياد في الجنوب للدعاية لنفسه. وقال زعيم الحزب هونغ هون-بيو الجمعة ان “ألعاب بيونغ تشانغ باتت وكأنها ألعاب بيونغ يانغ”.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز “ريلمتر” ونشرت نتائجه الخميس ان 40,5 بالمئة فقط من الكوريين الجنوبيين يؤيدون السير بوفد مشترك تحت علم موحد.

وأيدت نسبة أكبر — 49,9 بالمئة — رفع كل من الجارتين علمها الخاص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية