مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يقترح اجراء “اختبار الذكاء” ليثبت تفوقه على تيلرسون

الرئيس الاميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون في اجتماع في ايلول/سبتمبر الفائت. afp_tickers

عادت المشاحنات بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون الى العلن مجددا الثلاثاء، مع اقتراح ترامب مقارنة نتائج اختبار الذكاء (آي كيو) لكل منهما.

ورغم نفيه علنا تقارير تشير الى أن تيلرسون نعته “بالأبله”، فان الرئيس الاميركي اشعل الجدل مرة اخرى، مجددا الشكوك حول مستقبل تيلرسون على رأس الدبلوماسية الاميركية.

وفي مسعى للتأكيد بانه أذكى من وزير خارجيته، اقترح ترامب اجراء اختبار ذكاء لكليهما.

وقال ترامب لمجلة فوربس في كلامه عن المزاعم حول اهانة تيلرسون له “اعتقد أنها اخبار غير صحيحة”.

وتابع “لكن لو كان قال ذلك، اظن ان علينا مقارنة (نتائج) اختبار الذكاء، ويمكنني ان اقول لكم من الذي سيربح”.

وتم نشر المقابلة الصاعقة قبل ساعات من اجتماع الرجلين في البيت الابيض لتناول الغداء مع وزير الدفاع جيمس ماتيس.

وقبل الاجتماع المرتقب، أكد ترامب انه لا يزال يثق في وزير خارجيته قائلا “لا اؤمن بتقويض الناس”.

وأشارت مصادر في البيت الابيض أن عدم نفي تيلرسون مباشرة تقرير شبكة “ان بي سي نيوز” انه وصف ترامب “بالابله” بعد اجتماع في مقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في تموز/يوليو الفائت، اجج الخلاف بين الرجلين.

ومنذ ذلك الحين، يحاول الأمين العام للبيت الأبيض جون كيلي التعتيم على الأزمة بشتى الطرق، لكن تغريدات ترامب وتصريحاته الشائكة الاخيرة احبطت محاولته.

وبعد ظهور التقرير، وبخ ترامب تيلرسون المدير التنفيذي السابق لشركة اكسون-موبيل على تويتر “لاضاعته وقته” في محاولة للتفاوض مع كوريا الشمالية.

واحيا توبيخ ترامب لتيلرسون اشاعات تشير الى عدم ارتياح تيلرسون في منصبه، لكن الاخير يصر انه ليس لديه النية للاستقالة.

وقال تيلرسون الاربعاء الفائت “لم افكر يوما في مغادرة هذا المنصب”.

-وقت حاسم دبلوماسيا

وفي واشنطن، ينظر الى تيلرسون وماتيس وكيلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، كحلقة عازلة تحتوي جموح الرئيس الاميركي المندفع.

وعمل كيلي على تنظيم تدفق المعلومات التي تصل مكتب ترامب وفرض هيكل لصناعة القرار كان غائبا في الايام الاولى للادارة الاميركية الحالية.

لكن ترامب تعرض لنقد علني حاد، جاء هذه المرة من معسكره الجمهوري.

إذ قال السناتور الأميركي بوب كوركر، الممثل النافذ للاكثرية الجمهورية، إنه “من المعيب ان يتحول البيت الابيض الى دار لرعاية البالغين”.

وكوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جمهوري معتدل كان من داعمي ترامب قبل ان يتحول الى أحد أبرز منتقديه.

وإذا ما رحل تيلرسون من منصبه، فإن ذلك سيشكل ضربة قوية لاولئك الساعين لضبط اداء ترامب ومنع ما وصفه كوركر بوضعه الولايات المتحدة على “مسار حرب عالمية ثالثة”.

وسيكون رحيل تيلرسون أمرا سيئا جدا وفي وقت حساس للغاية دبلوماسيا.

فترامب على وشك فتح مواجهة مع ايران بالتشكيك في الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الست الكبرى، كما يبدو مصمما على تصعيد التوتر مع كوريا الشمالية.

ومن المتوقع ان يلعب تيلرسون دورا رئيسيا في الاعداد لزيارة ترامب الهامة والطويلة لآسيا الشهر المقبل، والتي ستشهد زيارة الرئيس الاميركي اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، وفيتنام، والفيليين.

لكن يظل من غير الواضح كيف يمكن أن يستمر وزير خارجية في منصبه بعد ان خسر القدرة على الحديث بشكل مباشر مع الرئيس.

وعلق جوليان زيلزير استاذ التاريخ والشؤون العامة في جامعة برينكتون هذا الاسبوع أنه “حين يستمر مسؤولو الحكومة في العمل مع رئيس لديهم اختلافات جوهرية معه، فإنه لا ينتج عن ذلك شيء جيد على الإطلاق”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية