مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تتحدث عن عملية برية مشتركة مع السعودية في سوريا

وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو في بودابست في 9 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو السبت ان انقرة والرياض يمكن ان تطلقا عملية برية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا مؤكدا ارسال السعودية طائرات حربية الى قاعدة تركية.

وتضيف الخطط المشتركة بين الرياض وانقرة، في ضوء سعيهما الى تشكيل تحالف وثيق، عنصرا جديدا الى الوضع المتفجر في سوريا حيث تدعم روسيا حملة ناجحة يشنها النظام ضد المسلحين.

ونقلت صحيفتا “يني شفق” و”خبر ترك” عن جاويش اوغلو قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ “اذا كانت هناك استراتيجية (ضد تنظيم الدولة الاسلامية) فسيكون من الممكن حينها ان تطلق السعودية وتركيا عملية برية”.

وتابع الوزير “يقول البعض ان تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة داعش لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة”.

واضاف ان السعودية “ترسل طائرات الى تركيا (قاعدة انجرليك)” التي تعتبر نقطة رئيسية لعمليات قوات التحالف بقيادة اميركية ضد التنظيم المتطرف مع طائرات بريطانية وفرنسية واميركية تشن غارات داخل سوريا انطلاقا من هذه القاعدة.

وقال جاويش اوغلو “وصل (مسؤولون سعوديون) للاطلاع على القاعدة. وحتى الان ليس واضحا كم عدد الطائرات التي ستصل”.

— السعوديون يمكن ان يرسلوا قوات —

وردا على سؤال عما اذا كانت السعودية سترسل قوات الى الحدود التركية للتدخل في سوريا، قال جاويش اوغلو “هذا امر يمكن ان يكون مرغوبا. لكن ليس هناك خطة. فالسعودية ترسل طائرات وقالت +عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا ان نرسل جنودا+”.

وتأتي تصريحاته بعد ان اعلن الاسد في مقابلة لوكالة فرانس برس نشرت الجمعة تصميمه على استعادة كافة المناطق السورية والاستمرار في “مكافحة الإرهاب”.

واكد الاسد انه لا يستبعد تدخل تركيا والسعودية عسكريا في سوريا، لكنه قال ان قواته العسكرية ستواجهها.

واعلنت السعودية في وقت سابق الشهر الحالي استعدادها للمشاركة في عملية برية ضد تنظيم الدولة الاسلامية. لكنها المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول تركي علنا عن عملية برية مشتركة مع السعودية، رغم التكهنات بشانها.

يذكر ان علاقات تركيا مع السعودية شهدت تحسنا كبيرا في الاشهر الاخيرة. وكانت العلاقات توترت بسبب دور السعودية في الاطاحة بالرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي الحليف المقرب من أنقرة صيف 2013.

وتعتبر السعودية وتركيا ان الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد امرا ضروريا لانهاء الحرب الاهلية في سوريا وينتقدون بشدة دعم ايران وروسيا للنظام.

وفي كانون الاول/ديسمبر، قام الرئيس رجب طيب اردوغان بزيارة الرياض لاجراء محادثات مع الملك سلمان وصناع القرار ولي العهد الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

وفي الوقت نفسه، لتركيا علاقات قوية مع قطر، الخصم الرئيسي الاخر للرئيس الاسد.

واعلنت الرئاسة التركية ان اردوغان اجرى الجمعة عدة ساعات من المحادثات في اسطنبول مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من دون الكشف عن فحوى المحادثات.

— حرب باردة جديدة —

في غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف السبت ان العلاقات الروسية الغربية دخلت في “حرب باردة جديدة”.

وقال مدفيديف في مؤتمر الامن في ميونيخ “يمكن قول الامور بشكل اوضح: انزلقنا الى مرحلة حرب باردة جديدة”. واضاف ان “ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الاطلسي حيال روسيا”.

وقال ان “السياسيين الاوروبيين اعتقدوا ان اقامة حزام مزعوم من الاصدقاء على حدود الاتحاد الاوروبي سيشكل ضمانة امنية. ما هي النتيجة؟ ليس هناك حزام من الاصدقاء بل حزام اقصاء”.

وتابع مدفيديف ان “بناء الثقة صعب (…) لكن علينا ان نبدأ. مواقفنا مختلفة لكنها ليست بدرجة الاختلاف التي كانت عليها قبل اربعين عاما عندما كان هناك جدار في اوروبا”

وارسلت روسيا سفينة دورية جديدة مسلحة بصواريخ كروز الى مياه البحر الابيض المتوسط، وتقول التقارير انها متوجهة الى سوريا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية