مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تستعد لهجوم “واسع النطاق” ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا

كردية في دياربكر تبكي فوق قبر احد افراد وحدات الحماية الشعبية ال 13 الذين تمت استعادة جثامينهم من العراق afp_tickers

اعلنت تركيا الاربعاء انها ستطلق قريبا هجوما “واسع النطاق” ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا، وذلك بعد اسبوعين على بدء غارات جوية على مواقع للاكراد في العراق في سياق ما سمته “حربا على الارهاب”.

واكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو ان بلاده ستبدأ “قريبا” بمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا في اطار “معركة واسعة النطاق”، وذلك خلال لقائه نظيره الاميركي جون كيري في ماليزيا على هامش الاجتماعات السنوية لرابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان).

وقال جاوش اوغلو، بحسب ما نقلت عنه وكالة الاناضول التركية الرسمية، ان “الطائرات الاميركية بدأت بالوصول” الى تركيا، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

والاربعاء، قصفت طائرة اميركية من دون طيار هدفا ل”الدولة الاسلامية” في المنطقة التي يسيطر عليها الجهاديون في شمال سوريا، بحسب ما اعلن مسؤول تركي لوكالة فرانس برس.

وهي اول عملية جوية مماثلة تنفذها طائرة اميركية اقلعت من قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا، وفق المصدر نفسه.

وقال المسؤول رافضا كشف هويته ان “طائرة اميركية من دون طيار شنت اليوم (الاربعاء) غارة جوية في سوريا قرب الرقة”، في اشارة الى هذه المدينة في شمال سوريا التي تعتبر “عاصمة” للجهاديين.

وتدفع واشنطن منذ زمن طويل حليفتها التاريخية تركيا الى تكثيف مكافحتها لتنظيم الدولة الاسلامية وهو ما كانت انقرة تتردد حتى الان في القيام به.

غير ان تركيا بدلت موقفها بعد هجوم دام في 20 تموز/يوليو في جنوب البلاد على الحدود مع سوريا نسب الى التنظيم الجهادي واودى بحياة 32 شخصا.

وشنت تركيا منذ ذلك الحين سلسلة من الغارات الجوية مشيرة الى انها تستهدف ناشطين من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجهاديين من تنظيم الدولة الاسلامية.

غير ان المراقبين يؤكدون ان الغارات التركية استهدفت الناشطين الاكراد اكثر مما استهدفت الجهاديين.

واعتبرت الولايات المتحدة، التي تصنف حزب العمال الكردستاني ارهابيا، ان الغارات التركية ضد المتمردين الاكراد دفاع عن النفس.

من جهته، ندد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الثلاثاء بالقصف التركي في شمال العراق وطالب انقرة باحترام سيادة العراق، وهو ما اعتبرته تركيا “غير مقبول”.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان انها استدعت مبعوث الجامعة العربية في انقرة لتسجيل احتجاج.

من جهتها، اعربت قطر العضو في الجامعة العربية منذ العام 1971 وحليفة تركيا الاقليمية الرئيسية، عن تضامنها “الكامل مع الجمهورية التركية الشقيقة في ما تتخذه من اجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها”.

الى ذلك، قال جاوش اوغلو ان تركيا تدرب وتجهز عناصر في المعارضة السورية المعتدلة.

واكد وزير الخارجية التركي “اننا نعمل حاليا مع الولايات المتحدة على تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة وسننطلق ايضا في معركتنا ضد داعش (الاسم الذي يعرف به تنظيم الدولة الاسلامية) قريبا وبشكل فعال”.

واعلنت انقرة في تموز/يوليو انها سمحت للطائرات العسكرية الاميركية بشن هجمات على تنظيم الدولة الاسلامية انطلاقا من قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا.

ويعكس هذا القرار تكثيفا للدور التركي في التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين سيطروا على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.

وفي اول مبادرة ملموسة حول الوجود العسكري في تركيا، اكدت وزارة الدفاع الاميركية مساء الاثنين ان طائرات مسلحة من دون طيار تابعة لسلاح الجو الاميركي اقلعت من قاعدة انجرليك لتنفيذ مهمات في سوريا.

ويرى منتقدو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الاخير يستخدم المواجهة مع تنظيم الدولة الاسلامية ذريعة لاضعاف حزب العمال الكردستاني وحلفائه، بما في ذلك جناحه السياسي، حزب الشعب الديموقراطي الذي تمكن من الحصول على 80 نائبا من اصل 550 في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران/يونيو الماضي.

ويفترض ان يتوجه زعيم حزب الشعب الديموقراطي صلاح الدين دمرتاش، المعارض والمستهدف الاول من اردوغان، الاربعاء الى بروكسل للاجتماع مع قادة في المنفى من حزب العمال الكردستاني، بحسب ما قال احد المقربين منه لوكالة فرانس برس.

من جهة ثانية، عين الجيش التركي خلال اجتماع سنوي الاربعاء قائدا جديدا لهيئة الاركان.

وكما كان متوقعا، عين قائد القوات البرية العميد خلوصي اكار بحسب التقليد العسكري رئيسا لهيئة الاركان التركية، خلفا لنجدت اوزيل الذي احيل على التقاعد بعدما قاد هيئة الاركان منذ العام 2011.

وسياسيا، لا يزال الوضع متعثرا ولم تتشكل اي حكومة منذ انتخابات حزيران/يونيو التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم الغالبية المطلقة في البرلمان.

وفي حال فشلت المفاوضات الحالية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري بحلول 23 آب/اغسطس، وهو ما يتوقعه المراقبون، يمكن لرئيس الجمهورية ان يدعو الى انتخابات جديدة، الامر الذي قد لا يفضي الى كسر الجمود القائم، وفقا لاحدث استطلاعات الرأي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية