مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تعلن الحرب على الجهاديين وتشن غارة جوية اولى في سوريا

جندي تركي عند الحدود مع عين العرب-كوباني في 15 تشرين الاول/اكتوبر 2014 afp_tickers

دخلت تركيا بقوة في الحملة العسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية عبر شن اولى غاراتها الجوية على مواقع تابعة لهذا التنظيم في سوريا الجمعة، فيما نفذت الشرطة حملة توقيفات “لمكافحة الارهاب” في مختلف انحاء البلاد.

بعد اربعة ايام على هجوم انتحاري دام استهدف مدينة سوروتش (جنوب) الحدودية ونسبته الحكومة الى التنظيم الجهادي قامت ثلاث مقاتلات اف-16 من سلاح الجو التركي قبيل الساعة 04,00 (01,00 تغ) بقصف ثلاثة مواقع للجهاديين في المنطقة الحدودية في سوريا المقابلة لمدينة كيليس (جنوب).

وصرح رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو للصحافة ان “العملية التي جرت ضد تنظيم الدولة الاسلامية حققت هدفها ولن تتوقف”.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان “ما حدث قبل ايام يدل على ان الوضع لم يعد تحت السيطرة”. واضاف ان “هذه ليست عملية لليلة بل سنواصل العمل بتصميم”.

من جهته، قال داود اوغلو “ان ادنى تحرك يشكل خطرا على تركيا سيؤدي الى اقسى ردود الفعل”، مضيفا “اقول ذلك هنا بوضوح تام: مشاركة تركيا في الحرب المستمرة منذ اربع سنوات في سوريا غير واردة اطلاقا (…) لكننا سنتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية حدودنا”.

وتشكل هذه الغارة منعطفا في سياسة النظام الاسلامي المحافظ ازاء سوريا والذي يتهمه حلفاؤه منذ فترة طويلة بغض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل النظام السوري.

واوضح مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان ضربات الجمعة هدفها “وقائي” ايضا. واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته “حصلنا في الاسابيع الاخيرة على معلومات تدل على ان تنظيم الدولة الاسلامية يقوم بتكديس السلاح”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الغارات التركية ادت الى مقتل تسعة جهاديين مسلحين.

وساد الهدوء الجمعة تلك المنطقة التي شهدت دوريات مكثفة على طول الحدود، بحسب صحافيي فرانس برس. وسمع عدد من الطلقات المنفردة من الجهة السورية.

وصرح مختار بلدة بيليربيي احمد سولاك (55 عاما) “منذ يومين ونحن نتوقع حدوث شيء هنا. كان التوتر حادا”. واضاف “سمعت طائرات في هذه الليلة لكن فراري من المعارك غير وارد (…) ادعم الجيش التركي وبالتالي سابقى”.

وكانت الحكومة التركية تعرضت منذ هجوم سوروتش لانتقادات شديدة تاخذ عليها سوء تقديرها لحجم الخطر الجهادي وصولا الى غض الطرف عن انشطة تنظيم الدولة الاسلامية على اراضيها التي تشكل جسر عبور للمقاتلين الاجانب الى سوريا.

واكد اردوغان الجمعة ان تركيا سمحت للولايات المتحدة بشن غارات جوية على مواقع الجهاديين في سوريا والعراق من قواعدها بما فيها قاعدة انجرليك. واضاف “ستستخدم في اطار محدد”، بدون ان يذكر اي تفاصيل.

وقال آرون شتاين الذي يعمل مع المجلس الاطلسي في مركز رفيق الحريري في بيروت ان “التصريحات التركية تدل على ان (الغارة) كانت رد فعل على مواجهات امس” الخميس.

واضاف ان “فتح قاعدة انجرليك يشير الى ان تركيا لن تلعب دورا بارزا وان كان ذلك ممكنا، بل دور مساندة انشط”.

من جهة اخرى، اطلقت السلطات التركية صباح الجمعة عملية مداهمات واسعة في اسطنبول شارك فيها خمسة الاف شرطي بدعم من المروحيات ضد ناشطين مفترضين من تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب وسائل الاعلام التركية.

وافاد بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء احمد داود اوغلو “تم توقيف عدد اجمالي بلغ 297 شخصا لانتمائهم الى جماعات ارهابية” في 16 محافظة في البلاد بينهم 37 اجنبيا.

وبين هؤلاء خالص بايانتشوك المعروف باسم ابو حنظلة ايضا وقالت وكالة انباء الاناضول انه مسؤول في تنظيم الدولة الاسلامية في اسطنبول.

كما قتلت ناشطة من اليسار المتطرف في تبادل اطلاق نار مع الشرطة في احد احياء اسطنبول، بحسب وكالة انباء الاناضول الرسمية. والناشطة عضو في الجبهة الثورية لتحرير الشعب وهي مجموعة ماركسية تقف وراء عدة هجمات في تركيا.

واثار تفجير سوروتش الانتحاري غضب اكراد تركيا الذين يتهمون الحكومة بالتساهل وحتى تشجيع انشطة تنظيم الدولة الاسلامية، الامر الذي لطالما نفته انقرة بشكل قاطع.

وحرك هجوم حزب العمال الكردستاني الذي نفذ “ردا على مجزرة سوروتش” بحسب ما جاء في اعلان تبنيه، المخاوف من مخاطر اتساع رقعة القتال الجاري بين القوات الكردية والجهاديين على الاراضي السورية وانتقاله الى الاراضي التركية المجاورة.

وفي هذا السياق اعلنت حركة الشبيبة الوطنية الثورية المقربة من حزب العمال الكردستاني على موقعها الالكتروني انها قتلت مساء الثلاثاء في اسطنبول رجلا اكدت انتماءه لتنظيم الدولة الاسلامية مؤكدة في بيان انها ستقوم بمحاسبة “قتلة سوروتش”.

وتنظم تظاهرات يومية في مختلف المدن التركية لادانة سياسة رجب طيب اردوغان ازاء سوريا. ودعا اكبر حزب كردي تركي الى تجمع ضخم الاحد في اسطنبول.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية