مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تقصف مناطق تحت سيطرة المقاتلين الاكراد في شمال سوريا

رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في اجتماع لحزبه العدالة والتنمية في انثرة في 9 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

قصفت تركيا السبت مناطق واقعة تحت سيطرة الاكراد في محافظة حلب في شمال سوريا بعد ساعات على اعلان استعدادها التحرك عسكريا ضد المقاتلين الاكراد، والمشاركة في عملية برية مع السعودية ضد الجهاديين في سوريا.

واستهدفت المدفعية التركية مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي، من بينها قرية المالكية ومطار منغ العسكري، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر من وحدات حماية الشعب وكالة فرانس برس.

وبالتزامن مع القصف التركي، بحسب المرصد، “استهدفت فصائل اسلامية، اهمها جبهة النصرة وحركة احرار الشام، بالقذائف حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب”.

ويأتي القصف المدفعي التركي بعد اعلان رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ان بلاده ستتحرك عسكريا عند الضرورة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا.

وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي فرعا لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه “ارهابيا” ويشن تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الاشهر الاخيرة.

وقال اوغلو “نستطيع اذا لزم الامر ان نتخذ في سوريا نفس الاجراءات التي قمنا بها في العراق وقنديل” في اشارة الى حملة القصف ضد معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الحالي، تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بدورها في مناطق عدة على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على راسها وحدات حماية الشعب، من السيطرة قبل يومين على مطار منغ العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة استمرت اياما عدة.

ويقع مطار منغ، الذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ صيف 2013، بين طريقين استراتيجيتين تصلان حلب بمدينة اعزاز، احد معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في المنطقة الى جانب مدينتي تل رفعت ومارع.

ويواصل الجيش السوري من جهته التقدم في ريف حلب الشمالي اذ سيطر السبت على عدد من القرى. وتترافق الاشتباكات المستمرة مع قصف للطائرات الحربية الروسية اذ استهدفت السبت باكثر من 20 غارة مدينة تل رفعت التي اصبح الجيش على ثلاثة كيلومترات منها.

-تدخل تركي سعودي-

والى جانب اعلان انقرة استعدادها التحرك عسكريا ضد المقاتلين الاكراد في سوريا، قال وزير خارجيتها مولود جاويش اوغلو السبت ان تركيا والسعودية يمكن ان تطلقا عملية برية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا مؤكدا ارسال الرياض طائرات حربية الى قاعدة تركية.

ونقلت صحيفتا “يني شفق” و”خبر ترك” عن جاويش اوغلو قوله بعد مشاركته في مؤتمر الامن في ميونيخ “اذا كانت هناك استراتيجية (ضد تنظيم الدولة الاسلامية) فسيكون من الممكن حينها ان تطلق السعودية وتركيا عملية برية”.

واضاف ان السعودية “ترسل طائرات الى تركيا (قاعدة انجرليك)” التي تعتبر نقطة رئيسية لعمليات قوات التحالف بقيادة واشنطن ضد التنظيم المتطرف في سوريا.

ونقلت وسائل اعلام تركية في وقت لاحق عن مصادر عسكرية ان السعودية قد تنشر ما بين ثماني الى عشر مقاتلات في انجرليك خلال الاسابيع المقبلة من بينها طائرات من طراز اف – 16.

وردا على سؤال عما اذا كانت السعودية سترسل قوات الى الحدود التركية للتدخل في سوريا، قال جاويش اوغلو “هذا امر يمكن ان يكون مرغوبا. لكن ليس هناك خطة. فالسعودية ترسل طائرات وقالت +عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا ان نرسل جنودا+”.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اعرب في وقت سابق عن استعداد بلاده ارسال قوات خاصة الى سوريا في حال قرر التحالف الدولي ذلك.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس، اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان هناك “احتمالا” لحصول تدخل سعودي تركي في بلاده، مؤكدا ان “هذه العملية لن تكون سهلة بالنسبة لهم بكل تأكيد وبكل تأكيد سنواجهها”.

وشهدت العلاقات التركية – السعودية تحسنا كبيرا في الاشهر الاخيرة، بعدما كانت توترت على خلفية الموقف من اطاحة الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي المقرب من أنقرة في صيف 2013.

وتدعو كل من السعودية وتركيا الى الاطاحة بالاسد كما تدعمان المعارضة السورية اذ يتخذ الائتلاف السوري المعارض من انقرة مقرا له، كما تشكلت في الرياض الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية.

وتنتقد انقرة والرياض كل من روسيا وايران لدعمهما للنظام السوري.

-الحرب الباردة-

وحذرت روسيا، التي بدأت في 30 ايلول/سبتمبر حملة جوية تدعم خلالها عمليات الجيش السوري، من ان علاقتها مع الغرب دخلت في “حرب باردة جديدة” بسبب النزاعين السوري والاوكراني.

وفي مؤتمر ميونيخ قال رئيس الحكومة الروسي ديميتري ميدفيديف السبت “يمكن قول الامور بشكل اوضح: انزلقنا الى مرحلة حرب باردة جديدة”. واضاف ان “ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الاطلسي حيال روسيا”.

ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري في المؤتمر ان “الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة (…) ومن الضروري ان تغير روسيا الاهداف” في سوريا.

وتؤكد روسيا ان طائراتها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات “ارهابية” اخرى، فيما تتهمها المعارضة والدول الغربية بالتركيز على فصائل مقاتلة اخرى يصنف بعضها بالمعتدلة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية