مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تصاعد التوتر حول بيلاروس وعقوبات بريطانية وكندية

المعارضة البيلاروسية سفتلانا تيخانوفسكايا تتحدث إلى الإعلام في فيلنيوس في 29 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

تصاعدت حدة التوتر الثلاثاء بشأن الأزمة في بيلاروس إذ قررت كندا وبريطانيا فرض عقوبات عليها، بينما هاجم فلاديمير بوتين ما وصفه بأنه “ضغوط خارجية غير مسبوقة”.

بدوره دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ليتوانيا حيث التقى في الصباح زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لفرض عقوبات أيضاً على نظام بيلاروس، الجمهورية السوفياتية السابقة.

وقال ماكرون خلال لقاء مع طلاب في جامعة فيلنيوس: “أوروبا تستعد لممارسة ضغوط من خلال العقوبات التي سيتعين علينا اتخاذها في الأيام والأسابيع المقبلة. … وزراؤنا أعدوا قوائم”.

واضاف “إنها وسيلة للضغط على قادة نظام وصل إلى نقطة النهاية لدفعه للتحرك”.

وقال الرئيس الفرنسي في وقت سابق إنه يدعم “كل المجتمع المدني” ضد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي لا يعترف به الاتحاد الأوروبي ولا كندا ولا الولايات المتحدة، لكن تدعمه موسكو.

ودعا ماكرون إلى وساطة دولية لتنظيم انتخابات رئاسية جديدة تحت مراقبة دولية بعد انتخابات آب/اغسطس التي رفضتها المعارضة والغرب. وقال “سنبذل قصارى جهدنا كأوروبيين للمساعدة في الوساطة (التي) ستقودها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بحزم”.

– انتقال سلمي –

وقال “الهدف هو الانتقال السلمي والإفراج عمن لا يزالون في السجن بسبب آرائهم السياسية وإجراء انتخابات في أجواء حرة، تحت رقابة دولية”.

تشهد بيلاروسيا حركة احتجاج منذ انتخابات 9 آب/أغسطس التي أعلنت فيها تيخانوفسكايا فوزها على لوكاشنكو الحاكم منذ عام 1994.

وقد لجأت المرأة الحديثة العهد بالسياسة إلى ليتوانيا في اليوم التالي للانتخابات، في حين تعرضت التظاهرات الشعبية للقمع واعتُقل الآلاف.

رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية، وقال ماكرون منذ الأحد إن لوكاشنكو “يجب أن يرحل”.

وأعلنت المملكة المتحدة الثلاثاء بالتنسيق مع كندا فرض عقوبات استهدفت ثمانية مسؤولين بيلاروسيين بينهم الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، بسبب قمع حركة الاحتجاج.

وفي هذا السياق، اكتست زيارة الرئيس الفرنسي بمناسبة وجوده في ليتوانيا إلى قاعدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في روكلا، حيث يتمركز 1200 جندي من الناتو بينهم 300 فرنسي، طابعاً خاصاً.

وقال ماكرون: “هذا هو المكان الذي يتم منه تحقيق الأمن على حدود أوروبا. شكرًا لحماية حدودنا المشتركة. … من خلال هذه المهمة، تسمحون بالبرهنة على التزام فرنسا داخل الناتو وبأمن الأوروبيين. على حدود أوروبا هذه، المخاطر كبيرة، والظروف الراهنة خير دليل على ذلك”، في إشارة إلى التوتر مع روسيا.

ويعد اجتماع الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي أهم دعم دبلوماسي تلقته تيخانوفسكايا منذ الانتخابات بعد لقائها وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ورئيسي بولندا وليتوانيا، الدولتين المجاورتين لبيلاروس.

– “في اقرب وقت” –

وقالت تيخانوفسكايا التي ما زال زوجها في السجن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، لوكالة فرانس برس إنها قبلت دعوة للتحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي.

وقالت إنه يفترض حل الأزمة “بأسرع وقت”، وتنظيم انتخابات جديدة حرة وعادلة قبل نهاية العام.

وأكدت تيخانوفسكايا أن ماكرون “يدعم فكرة الوساطة لأنه يفهم أن على الدول القوية التدخل من أجل بدء مفاوضات مع لوكاشنكو. هو مستعد لتقديم مساعدته في هذا الإطار”.

وأضافت “أعتقد أنه سيناقش موضوع بيلاروس مع الطرف الروسي وسيفعل كل ما بوسعه لإشراك روسيا في هذه المفاوضات”.

وقال ماكرون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحليف الرئيسي للوكاشنكو، يؤيد وساطة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أزمة بيلاروس.

في الأثناء، ندد الرئيس الروسي الثلاثاء بـ”الضغوط الخارجية” على الجارة بيلاروس.

وقال بوتين في كلمة عبر الفيديو لمشاركين في منتدى روسي-بيلاروسي مشترك إن بيلاروس في “وضع صعب (وتتعرض) لضغوط خارجية غير مسبوقة”.

وأكد أن موسكو جاهزة للوقوف إلى جانب مينسك، واصفاً العلاقات بين روسيا وبيلاروس بأنها “أقوى من الوقت والظروف”.

وسبق ان تعهد بوتين توفير دعم أمني لبيلاروس في حال تطلب الأمر ذلك، وقدم لها مساعدات قيمتها 1,5 مليار دولار.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية