مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تصريحات ترامب حول كوريا الشمالية “ستأتي بنتيجة عكسية”

الرئيس دونالد ترامب يلقي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الثلاثاء 19 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

يقول محللون ان تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ب”تدمير كوريا الشمالية بالكامل” يضع في أيدي بيونغ يانغ مبررات للمضي قدما ببرنامج الاسلحة النووية الذي تصر على طابعه الدفاعي.

وفي خطابه الاول في الجمعية العامة للامم المتحدة وجه ترامب تحذيرا قويا لبيونغ يانغ، بعد اجرائها تجربة نووية سادسة هي الاقوى، وردها على عقوبات جديدة باطلاق صاروخ فوق اليابان، هو الابعد مدى على الاطلاق.

وقال ترامب الثلاثاء ان الرئيس الكوري الشمالي “انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه”.

واضاف ان الولايات المتحدة “اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل”.

وبعيدا عن اقناع كيم بالتخلي عن مساعيه لحيازة أسلحة نووية، يقول المحللون ان خطاب ترامب قد يكون له تأثير معاكس.

وقال ماركوس نولاند من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي “بتلك الكلمات، سلم الرئيس ترامب نظام كيم أهم جملة في القرن”.

واضاف “سيتم تلقفها ومواصلة تكرارها على شاشات تلفزيون كوريا الشمالية” بصفتها إثباتا على ان بيونغ يانغ تحتاج الى قوة ردع فعالة لما تعتبره عدوانا أميركيا.

ويقول جول ويت، الزميل في المعهد الاميركي-الكوري الجنوبي في جامعة جون هوبكنز، انه رغم الوعيد، ليس واضحا ان واشنطن مستعدة لتحمل التكلفة البشرية لخوض نزاع.

لكنه اضاف ان ترامب “لا يمكن التنبؤ بخطواته ومن الصعب لاي كان التمييز متى يكون جادا أو غير جاد”.

وتنشر الولايات المتحدة 28 الفا و500 جندي في كوريا الجنوبية، وذلك في أعقاب الحرب الكورية بين 1950-1953 والتي انتهت بوقف إطلاق النار وليس بمعاهدة سلام.

واضافة الى التهديد النووي، تنتصب المدفعية الكورية الشمالية على الحدود المتوترة مما يضع سيول المجاورة والملايين من سكانها في مرمى الاسلحة التقليدية والكيميائية.

وتهدد صواريخ بيونغ يانغ ايضا اليابان ومدنها الكبرى.

وأي هجوم أميركي ينذر برد هائل يمكن ان يؤدي الى إزهاق أرواح لا حصر لها.

وفي وقت سابق هذا العام قال كبير مستشاري ترامب السابق ستيف بانون للمجلة السياسية الفصلية “أميركان بروسبكت”: “ما من حل عسكري، انس الامر”.

وقال ويت ان تصريحات ترامب تعتبرها كوريا الشمالية ربما تهديدات جوفاء. وأضاف لفرانس برس “اعتقد أنهم يفكرون بأنهم سيثبتون انه (ترامب) نمر من ورق”.

– اين الخط الاحمر –

غير ان جونغ يونغ-تاي مدير الدراسات العسكرية في جامعة دونغيانغ في كوريا الجنوبية، قال ان التهديد المتصاعد من الشمال يعني انه من غير الممكن التقليل من أهمية تصريحات ترامب واعتبارها “مجرد خدعة”.

ويقول “المشكلة هي، اين هو الخط الاحمر لاطلاق خيار عسكري؟” مضيفا انه فيما لا يزال النزاع مستبعدا إلى حد كبير، فإن الاستفزازات المتواصلة من الشمال تجعل من الصعوبة للولايات المتحدة القبول بحوار.

ويضيف “صواريخها البالستية العابرة للقارات وبرامجها للاسلحة النووية، أصبحت ببساطة كبيرة جداً وتمثل تهديدا كبيرا الى درجة ولا يمكن معها اعتبارها مجرد ورقة تفاوض. التهديد الان حقيقي بنظر العديد من الاميركيين”.

واذا كان الهدف من اللهجة النارية لترامب احضار الكوريين الشماليين الى طاولة المفاوضات فإن مقاربته التدريجية للدبلوماسية قد تعمل ضده، بحسب ميرا راب-هوبر الباحثة الكبيرة في مركز بول تساي تشاينا في كلية الحقوق بجامعة ييل.

وفي الخطاب ذاته في الامم المتحدة، هدد ترامب بالغاء الاتفاق النووي مع ايران — وهي الخطوة التي يمكن أن تجعل الولايات المتحدة تبدو كشريك لا يُعتد ابه في المفاوضات.

سعت الصين، الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية وشريكها التجاري، الى تهدئة التصعيد في مسعى لإحياء المحادثات المجمدة. لكنها واجهت انتقادات لرفضها على ما يبدو، السماح بزعزعة استقرار نظام بيونغ يانغ.

وقالت راب-هوبر انه من غير الواضح ما اذا كانت لهجة ترامب “المروعة” هي استراتيجية لتخويف بكين وحملها على اتباع نهج أكثر تشددا تجاه جارتها المعزولة، او انعكاسا لاقتناعه بجدوى عمل عسكري.

غير انها أضافت أن “هذا في الاساس خيار مشين بين تهديد حقيقي بحرب متعمدة ومقامرة متهورة مريعة نتيجة سوء تقدير”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية