مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توقيف وملاحقة الانقلابيين في بوروندي والرئيس يعود الى قصره

دورية للشرطة البوروندية في بوجومبورا في 15 ايار/مايو 2015 afp_tickers

اشاد رئيس بوروندي بيار نكورونزيزا الذي عاد الى قصره الرئاسي الجمعة بقوات الجيش والامن ل “فعاليتها” في “وقف” محاولة انقلاب ضده محذرا المعارضين لترشحه لولاية ثالثة الذين نزلوا رغم ذلك الى الشارع.

وفي كلمة له عبر موقع الرئاسة قال الرئيس البوروندي “بمناسبة هذا اليوم نريد ان نشكر من اعماق القلب كافة قطاعات الجيش والامن على الفعالية والسرعة اللتين تميزا بهما لوقف المشروع الشنيع لتدمير المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا”.

واضاف “نعلن للشعب وللمجتمع الدولي ان كافة حدود البلاد فتحت وهي تخضع لحراسة جيدة وان الحياة عادت الى طبيعتها” في البلاد.

وربط الرئيس البوروندي بين مجموعة الانقلابيين و”الانتفاضات الجارية” في اشارة الى تظاهرات معارضين لترشحه لولاية رئاسية ثالثة. وقال “بديهي ان الانتفاضات الجارية على صلة بالمجموعة التي ارادت الانقلاب على المؤسسات” مطالبا “بشدة ان تتوقف فورا الانتفاضات وان يتقدم من لديه مطالب بها عبر الحوار والتشاور وليس عبر العنف”.

وعاد رئيس بوروندي بيار نكورونزيزا الجمعة الى القصر الرئاسي في بوجمبورا بعد يومين من محاولة انقلاب فاشلة قادها الجنرال غودفروا نيومباري.

وبدأ الجيش البوروندي الجمعة بتوقيف وملاحقة الانقلابيين الذين اكدوا لفرانس برس انهم قرروا الاستسلام.

وقال زعيم الانقلابيين الجنرال غودفروا نيومباري لفرانس برس “قررنا الاستسلام. آمل ان لا يقتلونا” في حين كان جنود من الموالين للرئيس يقتربون منه.

ولم يحصل مراسل فرانس برس على مزيد من المعلومات منه بعد ذلك. لكن ضابطا كبيرا في الشرطة قال ان الجنرال نيومباري “افلت” من قوات نكورونزيزا.

وبعد ساعات من اعلان استسلام قادة المحاولة الانقلابية، استؤنفت تظاهرات المعارضين لولاية رئاسية ثالثة المستمرة بشكل شبه يومي منذ 25 نيسان/ابريل.

وحظرت السلطات هذه التظاهرات التي تخللتها اعمال عنف اوقعت 20 قتيلا، معتبرة المتظاهرين “ارهابيين”.

وكان غودفروا نيومباري رفيق السلاح السابق لبيار نكورونزيزا خلال الحرب الاهلية (1993 – 2006) اعتبر هذه الاحتجاجات الشعبية ذريعة للانقلاب وقال ان الرئيس الذي انتخب في 2005 و2010 انما يعبر من خلال ترشحه لولاية ثالثة عن “ازدرائه” بشعبه.

ويقول المجتمع المدني وقسم من المعارضة ان ترشح الرئيس لولاية ثالثة غير دستوري.

وحذرت الولايات المتحدة من ان ولاية ثالثة للرئيس نكورونزيزا “ستؤجج” عدم الاستقرار السياسي في البلاد.

وحذرت الخارجية الاميركية النظام من مخاطر “اعمال عنف انتقامية” تجاه الانقلابيين.

وووصل الرئيس البوروندي بعد ظهر الجمعة الى القصر الرئاسي قادما من مسقط راسه نغوزي (شمال غرب) حيث امضى الليلة الماضية بعد ان عاد عن طريق البر من تنزانيا التي بقي فيها اثر محاولة الانقلاب الاربعاء.

وكان الرئيس البوروندي غادر الى تنزانيا للمشاركة في قمة لدول شرق افريقيا حول الازمة السياسية التي اندلعت في بلاده بعد اعلانه ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في 25 نيسان/ابريل للانتخابات المقررة في 26 حزيران/يونيو.

وحاول الانقلابيون مرتين خلال الخميس السيطرة على مقر الاذاعة والتلفزيون من القوات الموالية للرئيس. ورأى مراسل لفرانس برس للمرة الاولى جثث ثلاثة عسكريين.

وكان الاستيلاء على المقر على درجة عالية من الاهمية بعد توقف الاذاعات والتلفزيونات الخاصة عن البث اثر تعرضها لهجمات شنها مؤيدو نكورونزيزا، وفق المسؤولين عن هذه المؤسسات.

وتعارض جمعيات المجتمع المدني وجزء من المعارضة ترشيح نكورونزيزا لكن الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس، وهو المجلس الوطني – قوات الدفاع عن الديموقراطية، منقسم بهذا الشأن.

ودانت الاسرة الدولية الانقلاب ولا سيما الولايات المتحدة والامم المتحدة. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الهدوء.

ويفترض تنظيم انتخابات تشريعية في بوروندي في 26 ايار/مايو قبل الرئاسية في 26 حزيران/يونيو.

واثارت الاضطرابات واعمال العنف حالة من الهلع دفعت اكثر من 105 الاف شخص للفرار من بوروندي الى الدول المجاورة بحسب ما اعلنت الجمعة المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.

وقالت المفوضية “خلال الاسابيع الماضية لجأ اكثر من 70 الفا الى تنزانيا و25300 الى رواندا واكثر من 9 الاف الى مقاطعة جنوب كيفو في جمهورية الكونغو الديموقراطية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية