مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تونس توقف ثمانية اشخاص بينهم امرأة للاشتباه بعلاقتهم “المباشرة” بهجوم سوسة

نعش آن ماكوير التي قتلت في تونس يصل الى بريطانيا 2 يوليو 2015 afp_tickers

أعلنت تونس الخميس توقيف ثمانية أشخاص بينهم امرأة للاشتباه بعلاقتهم “المباشرة” بهجوم استهدف الاسبوع الماضي فندقا في ولاية سوسة وسط شرق البلاد أسفر عن مقتل 38 سائحا أجنبيا بينهم 30 بريطانيا، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وقال كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني في مؤتمر صحافي “”تم توقيف ثمانية عناصر لهم علاقة مباشرة بتنفيذ العملية من ضمنهم عنصر نسائي”.

وأفاد “تم الكشف عن الشبكة التي كانت وراء العملية” في إشارة الى الهجوم الاكثر دموية في تاريخ تونس الحديث.

ورفض الجندوبي اعطاء معلومات حول هذه “الشبكة” قائلا ان وزير الداخلية ناجم الغرسلي سيعقد مؤتمر صحافيا حول الموضوع “في الايام القادمة”.

وفي 26 حزيران/يونيو الماضي، قَتَل التونسي سيف الدين الرزقي (23 عاما) الذي كان مسلحا برشاش كلاشنكوف 38 سائحا اجنبيا وأصاب 39 في هجوم على فندق “امبريال مرحبا” بمنطقة القنطاوي السياحية من ولاية سوسة.

وقتلت الشرطة في محيط الفندق، الرزقي الذي قالت وزارة الداخلية انه طالب ماجستير في “المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا” بجامعة القيروان (وسط شرق) وينحدر من من قعفور بولاية سليانة (شمال غرب).

وأضاف الجندوبي ان بريطانيا أرسلت عشرة محققين الى تونس “في إطار التعاون” الأمني والقضائي بين البلدين “لأن اغلب الضحايا بريطانيون”.

من جهته، اعلن سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية المختصة في قضايا الارهاب للصحافيين، ان قاضي التحقيق المكلف القضية انتقل الى فندق “امبريال مرحبا” بعد ساعة من الهجوم و”عاين جميع الجثث : 18 جثة كانت على الشاطئ، 5 قرب المسبح، 4 قرب المسبح المغطى، 3 في ادارة (الفندق) والبقية في اماكن مختلفة”.

وقال ان ملف القضية “حارق وفيه معطيات خطيرة” وأن “سرية التحقيق..ونجاعة الابحاث تقتضي ان نكون متكتمين”.

وقُتِل في هجوم سوسة 30 سائحا بريطانيا، و3 ايرلنديين، وألمانيان اثنان، وبرتغالية، وروسية، وبلجيكية وفق حصيلة “نهائية” اعلنتها الاربعاء وزارة الصحة التونسية.

وقال الجندوبي ان كل المصابين في الهجوم غادروا المصحات باستثناء واحد لا يزال يتلقى العلاج.

ورحلت بريطانيا الخميس 9 من جثامين مواطنيها بعدما كانت رحلت 8 الاربعاء.

وإثر هجوم سوسة، أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد ان الحكومة ستطبق في الاول من يوليو/تموز الحالي “مخططا استثنائيا” لضمان امن الشواطئ والفنادق والمواقع الاثرية.

وتم ضمن هذا المخطط نشر 1377 شرطيا “اضافيا” من عناصر الامن السياحي “مسلحين” داخل وحول فنادق وعلى شواطئ سياحية، حسبما اعلن الجندوبي.

وللمرة الاولى في تاريخ تونس، يتم تسليح عناصر الشرطة السياحية حسبما اعلن وزير الداخلية في وقت سابق.

وقال شهود عيان ان التعزيزات الامنية الاضافية التي وعدت بها الحكومة لم يتم نشرها في كل المناطق السياحية.

ومساء الاربعاء، انتقد وزير الداخلية خلال زيارة تفقدية غير معلنة إلى منطقة الحمامات السياحية الشهيرة (60 كلم جنوب العاصمة)، غياب الشرطة السياحية المسلحة بأحد شواطئ المنطقة.

وبحسب شريط فيديو للزيارة نشرته إذاعة “كاب اف إم” الخاصة على موقعها الالكتروني، قال الغرسلي لمسؤول أمني في الحمامات “اتفقنا على حماية الخط الرملي (الشاطئ)، أين جماعتك المكلفون بحماية الخط الرملي؟ أريدهم مسلحين… هل ذهبوا لشرب قهوة؟…احضروهم الان، لن اغادر المكان”.

وأضاف الوزير مخاطبا المسؤول “أمّن لي ضيوف تونس..لقد جاءك عدد كبير (من التعزيزات الامنية)، إن كنت انا عملت ما (يتعين) عليّ (فعله) ووضعت حوالي 1300 عون (شرطي سياحي) خصيصا للمناطق السياحية، وبعد ذلك اجد الوضع هكذا فهذا لا يعجبني”.

وقال المسؤول في مسعى لتهدئة الوزير الغاضب “ان شاء الله من الغد تكون الأمور 100%” فأجابه الوزير “غدا سنضطر الى (معاودة) المجيء (إلى هنا) سيدي المدير. سنأتي في سيارة لا تحمل علامات ونرى كيف ستكون الامور”.

ولم تشاهد الاربعاء في مناطق جذب سياحي شمال العاصمة تونس مثل قرطاج وسيدي بوسعيد وقمرت، التعزيزات التي وعدت بها السلطات، حسبما افاد صحافيو فرانس برس.

ولم يشاهد الخميس في شاطئ “قمرت”، عناصر أمن يجوبون الشاطئ الذي كان خاليا من السياح، بحسب صحافي فرانس فرس.

وبحسب شهود عيان كانوا في فندق “امبريال مرحبا” ساعة تعرضه للهجوم، فإن الشرطة لم تتدخل وتقتل الرزقي إلا بعد نصف ساعة.

والثلاثاء، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريح لاذاعة “اوروبا 1” الفرنسية انه “سيتم اتخاذ عقوبات على الفور” في حال ثبوت وجود “ثغرات” امنية.

ووقع هجوم سوسة بعد ثلاثة اشهر من هجوم استهدف في 18 آذار/مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس واسفر عن مقتل شرطي تونسي و21 سائحا اجنبيا وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وأعلن رئيس الحكومة، إثر هجوم سوسة أن منفذه غير معروف لدى اجهزة الامن وانه استخرج جواز سفر سنة 2013 إلا انه لا يحمل اختاما تؤكد مغادرته البلاد.

والثلاثاء اعلن رفيق الشلي وزير الدولة للشؤون الأمنية ان الرزقي تدرب على حمل السلاح في معسكر تابع لجماعة “انصار الشريعة” الاسلامية المتطرفة بمنطقة صبراطة في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.

ولفت الى ان الرزقي كان غادر تونس نحو ليبيا خلال الفترة نفسها مع التونسيين ياسين العبيدي (27 عاما) وجابر الخشناوي (21 عاما) اللذين نفذا الهجوم على متحف باردو وقتلتهما الشرطة عند اقتحامها المتحف.

وكانت تونس اعلنت إثر الهجوم على متحف باردو ان منفذيه تدربا على حمل السلاح في ليبيا.

ولم يستبعد رفيق الشلي ان يكون الرزقي والعبيدي والخشناوي التقوا وتدربوا في المعسكر نفسه بليبيا إلا انه لم يجزم بذلك.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية