مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تونس لم تتوقع اعتداء يستهدف احد الشواطىء السياحية

رجل امن امام جثة داخل فندق امبريال مرحبا في سوسة 26 يونيو 2015 afp_tickers

اعترف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في مقابلة بثت الثلاثاء، أن قوات الامن في بلاده لم تكن تتوقع استهداف الارهابيين لاحد الشواطىء السياحية، وذلك بعد اربعة ايام على مهاجمة فندق بولاية سوسة (وسط شرق) ما ادى الى مقتل 38 سائحا اغلبهم من البريطانيين.

وبالاضافة الى الصدمة التي احدثها في تونس وفي الخارج، قد يتسبب هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، في خسارة اقتصادية تفوق 450 مليون يورو في 2015، كما ذكرت وزارة السياحة.

وقال قائد السبسي لاذاعة اوروبا 1 الفرنسية “صحيح اننا تفاجأنا بهذه القضية” مضيفا ان المسؤولين الامنيين “اتخذوا تدابير لشهر رمضان لكن لم يخطر لهم يوما ان ذلك قد يحصل على الشاطىء”.

والجمعة، تظاهر الطالب التونسي سيف الدين الرزقي (23 عاما) الذي كان يرتدي سروالا قصيرا ويحمل مظلة بأنه مصطاف، وعند وصوله الى شاطئ فندق “امبريال مرحبا” أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه في المظلة وشرع في اطلاق النار على سياح كانوا على الشاطئ ثم على آخرين داخل الفندق.

وقع هذا الهجوم، وهو الاسوأ الذي ينفذه جهاديون في تاريخ تونس، بعد ثلاثة اشهر على الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية في 18 اذار/مارس حيث قتل 22 شخصا (21 سائحا اجنبيا وشرطي واحد). واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

وبعد باردو، هدد جهاديون بشن هجمات جديدة في تونس خلال الصيف.

وهذه ثالث سنة على التوالي تتعرض فيها تونس لهجمات في الصيف وخلال شهر رمضان: ففي تموز/يوليو 2013، اغتيل النائب محمد البراهمي في العاصمة التونسية وقتل ثمانية جنود بوحشية في جبل الشعانبي على الحدود الجزائرية. وفي تموز/يوليو 2014، اعلن الجيش مقتل 15 من جنوده.

واكد قائد السبسي “ان كانت هناك ثغرات، فسوف يتم فرض عقوبات على الفور” فيما تفيد عدة شهادات ان الهجوم استمر ثلاثين دقيقة من غير ان تتدخل قوات الامن.

وقدم الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي تسعى بلاده الى القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، تعازيه الى تونس وعرض المساعدة الاميركية للتحقيق حول الهجوم.

وصباح الثلاثاء، توافد اشخاص لوضع زهور ورسائل في مكان الهجوم. لكن لم تلاحظ اي تدابير امنية حوله كما لم تلاحظ سيارات الشرطة التي كانت موجودة الاثنين.

وبعد الهجوم، قررت وكالات السفر ترحيل الاف السياح الذين قدموا معها، وذكرت نقابة وكالات السفر الفرنسية انها سجلت “80% من الالغاءات وطلبات السفر الى وجهات اخرى في تموز/يوليو”.

وتوقعت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي الرقيق أن يخسر اقتصاد بلادها في 2015 مليار دينار (أكثر من 450 مليون يورو) بسبب تداعيات هجوم الجمعة.

وخلال مؤتمر صحافي عقدته ليل الاثنين، قالت “ليس بإمكاننا إعطاء رقم محدد (حول الخسائر المحتملة)، لكن يجب ان نحتسب نقصا بمليار دينار على الاقل في الناتج المحلي الاجمالي لهذا العام”.

وأعلنت الوزيرة عن اجراءات “استثنائية” اتخذتها السلطات لدعم السياحة “في هذه الظروف الاسثنائية” منها بالخصوص “اعادة جدولة” ديون مؤسسات سياحية و”منحها قروضا جديدة استثنائية” وإسناد “منحة” مالية لعمال المؤسسات الذين قد يحالون على “البطالة الفنية”.

والسياحة احد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وتساهم بنسبة 7 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الاجنبية.

وتأثر القطاع كثيرا باضطرابات ما بعد الثورة التونسية مطلع 2011، وبتنامي نشاط مجموعات جهادية مسلحة.

وقد اعتقل عدد كبير من الاشخاص لعلاقتهم بالهجوم على امبريال مرحبا، فيما قررت الحكومة تسليح الشرطة السياحية وزيادة افرادها الف شخص ابتداء من الاربعاء لحماية الفنادق والشواطىء والمواقع السياحية.

والاثنين تفقد وزراء داخلية بريطانيا تيريزا ماي وألمانيا توماس دو ميزيير وفرنسا برنار كازنوف مع نظيرهم التونسي ناجم الغرسلي منطقة القنطاوي السياحية حيث يقع فندق “امبريال مرحبا”، ووضعوا أكاليل زهور تكريما لارواح القتلى.

واعلنت وزراة الصحة التونسية الثلاثاء تحديد هوية 33 قتيلا من جملة 38 قالت ان بينهم 25 بريطانيا.

وتتوقع لندن ارتفاع عدد القتلى البريطانيين الى “حوالي 30”.

وبين القتلى المانيان وثلاثة ايرلنديين وبرتغالية وبلجيكية وروسي.

وبدأت في تونس الثلاثاء أولى جلسات محاكمة 24 شخصا متهمين بالتورط سنة 2013 في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد الذي كان معروفا بانتقاداته اللاذعة للاسلاميين.

وحضر الجلسة نحو 200 من المحامين والعديد من الصحافيين وعناصر الامن بلباس مدني في حين تجمهر عشرات في الخارج هاتفين “تونس حرة والارهاب على برّا”.

ونظرا لكثافة الحضور، عقدت الجلسة في بهو فسيح بالطابق الاول من قصر العدالة وليس في قاعة المحكمة.

وقالت ارملة القتيل بسمة خلفاوي لفرانس برس “سنرى اليوم ما اذا كانت العدالة ستاخذ مجراها ام لا. ستكون هناك مؤشرات حول الرغبة في تحقيق ذلك من عدمه”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية