مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تيلرسون حاول في تايلاند ممارسة ضغوط للحد من علاقاتها مع كوريا الشمالية

رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا (يمين) مستقبلا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في بانكوك في 8 اب/اغسطس 2017 afp_tickers

حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بانكوك الثلاثاء اقناع تايلاند بالحد من علاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية، وسط جهود اميركية لرص صفوف حلفاء واشنطن بوجه الطموحات النووية الكورية الشمالية.

وتيلرسون أرفع دبلوماسي أميركي يزور المملكة منذ تولي الجيش التايلاندي السلطة عقب انقلاب عام 2014 ، ما ادى الى توتر في العلاقات بين البلدين الصديقين وسمح للصين بالتقرب من بانكوك عبر صفقات تسليح ضخمة وعقود تطوير للبنى التحتية.

وتايلاند احدى دول جنوب شرق آسيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية، ولدى بيونغ يانغ سفارة على اراضيها، كما تقيم علاقات تجارية جيدة مع نظام كيم جونغ اون.

والعام 2014 ،بلغت قيمة التبادل التجاري بين تايلاند وكوريا الشمالية 126 مليون دولار، بحسب وزارة الخارجية التايلاندية، بزيادة تقارب ثلاثة اضعاف ارقام 2009.

وتطالب الولايات المتحدة تايلاند بايقاف عمل الشركات الكورية الشمالية التي تستخدم العاصمة التايلاندية كمركز تجاري لشركات صورية، بحسب مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا سوزان ثورنتون.

وتقول ثورنتون ان وزير الخارجية يسعى ايضا الى الضغط على المملكة لتشديد اجراءات منح الكوريين الشماليين تأشيرات دخول اليها وتقليص بعثتها الدبلوماسية.

وبدا رئيس المجلس العسكري الحاكم في تايلاند مبتسما خلال استقباله وزير الخارجية الاميركي في مقر رئاسة الحكومة.

واعلن متحدث باسم الحكومة التايلاندية عقب اللقاء ان المملكة على استعداد “للتعاون ولتقديم الدعم” من اجل حل الازمة في شبه الجزيرة الكورية، مضيفا ان تايلاند “ملتزمة” العقوبات المشددة التي فرضتها الامم المتحدة على بيونغ يانغ.

وقد تكلف تلك العقوبات كوريا الشمالية مليار دولار سنويا.

وتأتي الزيارة التي تستمر يوما واحدا غداة منتدى اقليمي في مانيلا رحب فيه تيلرسون بالعقوبات المشددة ضد نظام بيونغ يانغ لمواصلته تطوير ترسانته النووية.

وتم تبني القرار باجماع الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الامن، بموافقة الصين اكبر حلفاء كوريا الشمالية، ردا على اطلاق بيونغ يانغ الشهر الماضي صاروخين بالستيين عابرين للقارات.

والثلاثاء أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن كوريا الشمالية صنعت رأسا نوويا صغيرا بما يكفي لتركيبه على صواريخها، في ما يعد تطورا مهما كفيلا بتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

ونقلت الصحيفة عن تقرير تحليلي أعدته وكالة الاستخبارات العسكرية أن لجنة الاستخبارات تعتقد أن كوريا الشمالية لديها “أسلحة نووية يمكن تركيبها على صاروخ بالستي” بما في ذلك صواريخ بالستية عابرة للقارات.

– “تقلبات” –

وتقول ثورنتون ان تيلرسون حاول كذلك حض تايلاند على استقبال المزيد من اللاجئين الكوريين الشماليين.

وطالما شكلت تايلاند ممرا للمنشقين الذين يقومون برحلات صعبة عبر الصين مرورا بلاوس وكمبوديا وصولا الى تايلاند حيث يطلبون اللجوء في السفارة الكورية الجنوبية، الا ان المملكة لا تمنحهم صفة لاجئين.

ويستبعد محللون قيام تايلاند باعادة صياغة علاقاتها مع كوريا الشمالية.

ويقول ثيتينان بونغسوديراك خبير السياسة الخارجية في جامعة تشولالونغورن لفرانس برس ان للملكة تاريخها في التعامل “المتأرجح مع دول تعاني من مشاكل في ما بينها”.

وفي السفارة الاميركية في بانكوك اعلن تيلرسون، الذي زار تايلاند مرارا بصفته رئيسا لشركة اكسون موبيل، انه يريد “تطوير” العلاقات بين الولايات المتحدة واقدم حلفائها الاسيويين “حتى ضمن تقلباتها”.

ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيضغط تيلرسون على الحكومة العسكرية في ما يتعلق بقمع الحريات السياسية.

ويجري الرئيس الاميركي اعادة صياغة لعلاقات الولايات المتحدة مع المجلس العسكري الحاكم في تايلاند بعد ان تدهورت العلاقات منذ أطاح الجيش التايلاندي بالحكومة المدنية عام 2014.

وقد دانت الولايات المتحدة حينها الاستيلاء على السلطة ونأت بنفسها من النظام وقلصت مساعداتها العسكرية.

ولكن العلاقات تحسنت في عهد ترامب، الذي اثار غضب المنظمات الحقوقية باشادته بالقادة “الاقوياء” حول العالم، مع دعوته زعيم المجلس العسكري التايلاندي لزيارة البيت الابيض.

ويأتي تحسن العلاقات كذلك وسط تنامي مخاوف واشنطن ازاء نفوذ الصين في المنطقة.

وتحاول بكين استمالة جاراتها من خلال عروض استثمارات ضخمة دون أن تأبه بالمخاوف المرتبطة بمسائل حقوق الإنسان، وهو ما يثير ارتياح قادة هذه الدول الذين يعانون من الضغوط الأميركية.

وتشكل تايلاند حجر الزاوية لبرنامج الصين الضخم للبنى التحتية والتجارة المعروف باستراتيجية “حزام واحد، طريق واحد”.

وتعتزم الصين بناء سكك حديد لقطار فائق السرعة يربط تايلاند بموانئها الجنوبية.

ووصل وزير الخارجية الأميركي الى العاصمة الماليزية كوالالمبور مساء الثلاثاء وتوجه الى البرلمان حيث اجرى محادثات مع رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية