مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دي ميستورا يلتقي وفد المعارضة السورية ويتبلغ عودة الوفد الحكومي الأحد

رمزي عز الدين رمزي نائب ستافان دي ميستورا المبعوث الدولي الخاص الى سوريا في لقاء مع وفد المعارضة السورية في جنيف في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2017 afp_tickers

تبلغت الأمم المتحدة الخميس من دمشق أن الوفد الحكومي سيعود الى جنيف نهاية الأسبوع للمشاركة في محادثات السلام، وفق ما أعلن المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا، محذراً من تداعيات تعطيل المفاوضات على كافة المبادرات لتسوية النزاع.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة “أبلغتنا الحكومة أن وفدها سيعود الى جنيف الأحد”.

وجاء اعلان دي ميستورا بعد ساعات من تأكيد وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية، ان الوفد سيصل الأحد الى جنيف على أن يعود الى دمشق منتصف الشهر الحالي، موعد انتهاء المحادثات.

واستأنفت الأمم المتحدة الثلاثاء جولة المحادثات الثامنة التي بدأت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد توقف لثلاثة أيام، لكن لقاءاتها اقتصرت في اليومين الأخيرين على وفد المعارضة مع غياب الوفد الحكومي.

وغادر الوفد الحكومي السبت بعد توجيهه انتقادات حادة الى المعارضة لتمسكها بمطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً ذلك “استفزازياً” و”شرطاً مسبقاً”. وربط موافقته على اجراء “حوار مباشر” مع المعارضة بتخليها عن مطلبها حول الاسد.

وتركز جولة المحادثات الراهنة بشكل خاص على موضوعي الدستور والانتخابات. ووزع دي ميستورا الأسبوع الماضي ورقة مبادئ عامة من 12 بنداً حول الرؤية لمستقبل سوريا. وطلب من الجانبين تزويده بردودهما عليها.

وحض دي ميستورا الخميس الوفدين على “الانخراط بجدية في (نقاش) النقاط الاثنتي عشرة” بالاضافة الى مواصلة بحث “العملية الدستورية واجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة”.

وأعلن أنه في المرحلة المقبلة “سنقيم سلوك كلا الطرفين، الحكومة والمعارضة في جنيف”.

وحذر من أنه في حال تبين أن أحد الطرفين “يعمل بحكم الأمر الواقع على تخريب العملية (السياسية) وتقدم (محادثات) جنيف، فسيكون لذلك أثر سيء جداً على أي محاولة سياسية أخرى في أي مكان آخر لاجراء عمليات” مشابهة لجنيف.

وأرجأت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، عقد مؤتمر حوار بين الحكومة والمعارضة السورية في سوتشي، الى الشهرين المقبلين، من دون أن تحدد موعده النهائي بعد.

وتنظر موسكو الى هذا المؤتمر بوصفه “فرصة حقيقية” لتسوية النزاع السوري المستمر منذ العام 2011.

وتؤيد دمشق عقد هذا المؤتمر الذي قال مصدر سوري لفرانس برس إنه “سيرسم الحل السياسي لطرحه لاحقاً في جنيف” في حين تعتبره المعارضة محاولة “للالتفاف” على مسار جنيف.

والتقى وفد المعارضة السورية الخميس دي ميستورا في الأمم المتحدة. وقالت عضو الوفد بسمة قضماني للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع “أظهرنا.. أننا هنا من أجل الانخراط البناء مع الأمم المتحدة، لكن ليس لدينا شريك حتى الآن” على طاولة المفاوضات.

وانتقدت قضماني رداً على سؤال ربط الوفد الحكومي بين مضمون المحادثات والتطورات الميدانية والعسكرية في سوريا. وقالت “نحن هنا لا نبني عملية سياسية على أساس موازين القوى على الأرض، واذا كنا سنفعل ذلك فلسنا بحاجة الى الأمم المتحدة ولا بحاجة الى المرجعية الدولية”.

وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري حمل الجمعة على المعارضة استخدامها “لغة قديمة لم تعد تتناسب مع المعطيات الجديدة” في اشارة الى مطلب تنحي الأسد. وقال “هناك واقع سياسي على الأرض، نحن طرف قوي وجيشنا ينتصر على الارهاب”.

وتشارك دمشق في هذه الجولة على وقع سلسلة انتصارات عسكرية حققتها بدعم روسي على حساب الفصائل المعارضة والجهادية في آن واحد، ما عزز وفق محللين موقع دمشق على طاولة المفاوضات.

وتتضاءل الآمال بإمكان أن تحقق هذه الجولة أي تقدم حقيقي، في وقت لم تثمر كل الجهود الدولية في تسوية النزاع السوري الذي تسبب منذ اندلاعه بمقتل أكثر من 340 ألف شخص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية