مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زيارة قصيرة لرئيس الحكومة اليمنية في المنفى الى عدن

طالبات يمنيات يتابعن دروسهن مع فتح بعض المدارس ابوابها في صنعاء 1 اغسطس 2015 afp_tickers

اجرى رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح السبت زيارة قصيرة الى عدن كبرى مدن الجنوب اليمني التي استعادتها القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مؤخرا بعد قتال دام اربعة اشهر مع المتمردين الحوثيين.

وقال مصدر حكومي ان بحاح الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الجمهورية وصل الى مطار عدن على متن طائرة عسكرية سعودية قادما من الرياض التي لجأ اليها الرئيس هادي وحكومته في نهاية آذار/مارس مع تقدم المتمردين في عدن.

وصرح بحاح للصحافيين عند وصوله ان عودته “جزء من تحرير عدن وتطبيع الحياة فيها”، حيث امضى ساعات قبل ان يغادر الى ابو ظبي بحسب مصدر حكومي.

وافاد المتحدث باسم بحاح ان الرئيس اليمني في المنفى قد يعود الى عدن “في اي وقت” لاتمام عودة السلطات المركزية الى مزاولة مهامها بعد ان اطلقتها زيارة رئيس الوزراء الى المدينة التي باتت “آمنة ومستقرة”.

وزار رئيس الحكومة عددا من احياء المدينة، كما اطلع على الاضرار اللاحقة بالقصر الرئاسي ومقر الشرطة ومبنى الاذاعة والتلفزيون والمقر العام للمنطقة الرابعة للجيش، وزار عددا من جرحى الاحداث، بحسب مصدر امني.

وبحاح ارفع مسؤول يمني يعود الى عدن منذ الاعلان في منتصف تموز/يوليو عن استعادة المدينة الساحلية التي كان سبقه اليها مؤخرا بعض اعضاء الحكومة لاحلال السلم فيها واصلاح البنى التحتية التي تضررت جراء القتال الى حد كبير.

وتزامنا مع زيارة بحاح وصل مسؤولون آخرون من الحكومة اليمنية الى عدن على متن طائرة سعودية ثانية للاشراف على اعادة العمل بالخدمات العامة وفتح المؤسسات العامة، وفق ما قال وزير حقوق الانسان عزالدين الاصبحي.

وبحسب قوله فانه من المفترض ان تستأنف مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية برامجها من عدن.

وكانت القوات الموالية لهادي استعادت عدن من ايدي الحوثيين وحلفائهم بدعم من الغارات الجوية للتحالف العسكري بقيادة السعودية. واطلقت الرياض الحملة الجوية في 26 اذار/مارس لمنع الحوثيين من السيطرة على كافة اراضي اليمن.

نجح الحوثيون في 2014 في بسط سيطرتهم على مناطق عدة في البلاد ثم على العاصمة صنعاء مطلع 2015 وذلك بدعم من وحدات في الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

واتاحت اعادة فتح مطار عدن وصول المساعدات الانسانية الى اليمن، فيما يبقى توزيعها بطيئا ومحدودا لاسباب لوجيستية، وفق ما يقول مسؤولون محليون.

وقال المدير المحلي للهلال الاحمر اليمني احمد منصور لوكالة فرانس برس ان منظمته “وزعت في ثلاثة احياء من عدن 20 الف وجبة غذائية ارسلتها دولة الامارات”. كما اعرب عن رغبته في مشاركة منظمات اخرى في توزيع المساعدات.

كما وصلت السبت الى عدن شحنة مساعدات انسانية من قطر.

ويحتاج نحو 80 % من السكان في اليمن اي 21 مليون شخص لمساعدات، في حين ان اكثر من عشرة ملايين يجدون صعوبة في ايجاد الطعام والماء، بحسب الامم المتحدة.

وفي عدن تجهد السلطات المحلية لاستعادة بعض جوانب الحياة الطبيعية، اذ انها نجحت في اعادة فتح بعض المراكز الحيوية في المدينة بعدما ازالت هياكل السيارات والعربات العسكرية المدمرة جراء المعارك، وفق ما نقل مراسل لوكالة فرانس برس.

وتمكن مواطنون الاسبوع الماضي من تفقد منازلهم، وغالبيتها تضررت او سرقت، في بعض احياء عدن التي سيطر عليها المتمردون منذ حوالى اربعة اشهر، بحسب المراسل.

وبعد ضمان سيطرتها على عدن، تواصل القوات الموالية لهادي السبت تقدمها الى المدينة الخضراء في شمال عدن بالاضافة الى زنجبار عاصمة محافظة ابين شرق المدينة، وفق ما قال مسؤولون وشهود.

وتزامنا مع ذلك، كثفت طائرات التحالف العسكري من غاراتها ليلا وصباح السبت ضد مواقع المتمردين في قاعدة العند الجوية وفي الحوطة في محافظة لحج، فضلا عن تعز (جنوب غرب)، حيث قتل 47 متمردا وخمسة من الموالين لهادي في معارك عنيفة، بحسب ما نقلت مصادر عسكرية.

واستهدفت الغارات الجوية السبت ايضا مواقع للمتمردين في محافظات مأرب في شرق صنعاء وكل من حجة وصعدة في شمال البلاد، على ما افاد شهود.

واسفر النزاع الدائر في اليمن منذ اربعة اشهر عن مقتل حوالى اربعة آلاف شخص، نصفهم من المدنيين، وفق الامم المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية