مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شعارات معارضة لانفصال كردستان خلال احياء عاشوراء في كربلاء

من طقوس احياء ذكرى عاشوراء في كربلاء في 1 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

احيا مئات الاف الزوار الشيعة الاحد ذكرى عاشوراء عند مرقد الامام الحسين في مدينة كربلاء التي اتشحت بالسواد وسط اجراءات امنية مشددة.

واستقبلت كربلاء خلال الايام الماضية مئات الاف الزوار بينهم عرب واجانب ومن مختلف مناطق العراق وسط اجراءات امنية بمشاركة نحو 25 الف عنصر من قوات الامن.

وانتشرت قوات الحشد الشعبي هذا العام في الصحراء غرب كربلاء لمنع عمليات تسلل محتملة لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعتبرون الشيعة وطقوسهم هدفا مشروعا لهم.

وخيمت هذا العام على شعارات المواكب الحسينية قضية استفتاء كردستان التي عبروا عن رفضها بشكل علني.

وقال حامد العبيس رئيس احد المواكب “رفعنا هذا العام شعارات ضد سياسة مسعود (بارزاني) الانفصالية”.

وهتف مشاركون في مراسم عاشوراء “مسعود بارزاني يا راعي التقسيم ،شو اخبار استفتاءك دمرت الاقليم”.

كما رددوا “كركوك وما بيها لا تصدق نعطيها” في اشارة الى مدينة كركوك الغنية بالنفط وتسيطر عليها قوات البشمركة حاليا.

وبعدما صوتت غالبية ساحقة في الاقليم (نحو 93%) لصالح الاستقلال في استفتاء مثير للجدل، قطعت كل الخطوط الجوية مع كردستان العراق الجمعة بامر من السلطة المركزية في بغداد التي تطالب اربيل بالغاء التصويت كشرط مسبق لاي حوار.

والاستفتاء الذي واجه انتقادات شديدة في الخارج ودعا اليه رئيس الاقليم بارزاني، يلقى معارضة شديدة من الدول المجاورة تركيا وسوريا وايران التي تضم اقليات كردية وتخشى ان يؤجج النزعة الانفصالية للاكراد في تلك الدول.

وقام الاف من الزوار الليلة الماضية بممارسة اللطم والضرب بالسلاسل حول المرقد.

وعند الصباح بدأ زوار بشج الرؤوس بالسيوف، فيما جلست حشود هائلة بينهم نساء واطفال حول مرقد الامام الحسين للاستماع الى واقعة الطف عبر مكبرات الصوت، وفقا لمراسل فرانس برس.

ويقوم الزوار الذين ارتدوا ملابس سوداء باللطم على الصدور وضرب الرؤوس والبكاء خلال ذلك.

ورفعت رايات اسلامية غالبيتها سوداء فوق المباني في كربلاء في ذكرى مقتل الامام الحسين.

وقال اللواء الركن قيس خلف رحيمة قائد عمليات الفرات الاوسط لفرانس برس “نفذنا خطة امنية من خلال استنفار لقوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومشاركة الفي متطوع بينهم 500 امرأة، لحماية الزوار”.

وشاركت مروحيات وطائرات مسيرة في مراقبة تطبيق الخطة والمناطق الصحرواية غرب كربلاء، وفقا للمصدر.

واكد رحيمة “استفدنا من الخطط الامنية السابقة في سد الثغرات وتجاوز الاخطاء وقمنا بعمليات استباقية قبل بدء الزيارة واتخذنا اجراءات اخرى في الحواجز الخارجية من خلال مضاعفة اعداد عناصر الامن”.

وينتهي احياء الذكرى ب”ركضة طويريج” التي يشارك فيها مئات الالاف.

ويقطع المشاركون في هذه الشعيرة مسافة خمسة كلم تنتهي عند مرقد الأمام الحسين ليقوموا باحراق خيم مشابهة لتلك التي كانت تجمع عائلة الحسين تذكيرا بما ارتكبه جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية في واقعة الطف.

واعلنت السلطات المحلية في كربلاء عطلة رسمية في المحافظة اعتبارا من الخميس حتى الاحد بهدف تنظيم احياء الذكرى، وفقا لمراسل فرانس برس.

واستمر توافد الزوار الى كربلاء طوال ايام عدة للمشاركة في الذكرى التي تعتبر ابرز المناسبات الدينية لدى الشيعة الاثني عشرية.

وتشكل واقعة الطف وذكرى مقتل الامام الحسين (ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية) مع عدد من افراد عائلته عام 680 ميلادية، الحادث الاكثر مأسوية في تاريخ الشيعة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية