مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شيخ الازهر يؤدي صلاة الجمعة في مسجد الروضة بعد اسبوع من اعتداء سيناء

مصريون يحملون الشموع امام نقابة الصحافيين في القاهرة احياء لذكرى ضحايا الاعتداء على مسجد الروضة في سيناء، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

أدى شيخ الازهر احمد الطيب صلاة الجمعة في مسجد قرية الروضة بشمال سيناء بعد أسبوع من المذبحة التي شهدها المسجد وأوقعت اكثر من 300 قتيل بين المصلين فيما احتفل مئات الصوفيين في مسجد الحسين في القاهرة بذكرى المولد النبوي.

وتم تنظيف مسجد الروضة بعد المذبحة التي أوقعت اكثر من 300 قتيل ويعتقد ان تنظيم الدولة الاسلامية يقف وراءها، واصبح جاهزا لاستقبال المصلين خلال اقل من اسبوع.

وفي صور بثها التلفزيون الرسمي المصري على الهواء مباشرة من المسجد، شوهد اللواء خالد مجاور، قائد الجيش الثاني الميداني الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سيناء، جالسا في المسجد بين شيح الازهر من ناحية ومفتي الجمهورية شوقي علام من الناحية الاخرى.

والقى الشيخ الطيب كلمة بعد الصلاة قال فيها ان المعتدين على المسجد يمثلون “سرطانا خبيثا” في البلاد، ووصفهم بانهم “خوارج وبغاة”. واعتبر ان “هذا الارهاب غريب” على مصر وشبابها.

وقال “على أهالي سيناء، هذا الجُزء المُقدَّس من أرض مصر، والذين يُعانون من هذا الإرهاب أكثر من غـيرهم، بل على شـعب مصر وعلى مؤسسات الدولة كلها أن تكون جميعا على قدرِ المسؤولية والتحدي في مواجهة هذه الحرب الشرسة وهـذا الوباء السرطاني الخطـير”.

وتابع ان مصر “بتاريخهـا وبسواعدِ أبنائها وجيشها البطل ورجال أمنها البواسِل، قادرةٌ على تجاوزِ هذه المرحلة الصعبة والقضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا وشبابنا شكلا وموضوعا وفكرا واعتقادا”.

وسعى عميد كلية اصول الدين في القاهرة عبد الفتاح العواري الذي خطب هذا اليوم في المسجد، الى مواساة اسر الضحايا، قائلا “ان الله اصطفى من بينكم شهداء. لماذا؟ لان الله تبارك وتعالى يحبك”.

وهاجم 30 مسلحا يحملون علم تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب السلطات وشهود، النار على المصلين خلال ادائهم صلاة الجمعة الاسبوع الماضي في المسجد، في اعتداء نادر في مصر داخل مسجد، هو بين اكثر الهجمات دموية في العالم منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وكان له وقع الصدمة على المصريين.

– احتفالات المولد النبوي-

منذ اطاحة الرئيس السابق الذي ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الامن وبعض المجموعات الاسلامية المتطرفة تتركز غالبيتها في شمال سيناء حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية.

واستهدف فرع تنظيم الدولة الاسلامية في سيناء خلال السنوات الماضية مرارا دوريات ومواقع عسكرية وامنية في المنطقة، وقتل المئات من عناصر الجيش والشرطة. كما استهدف في عمليات أخرى مسيحيين وصوفيين.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية حذر مرتادي مسجد الروضة الذي يصلي فيه الصوفيون الذين يعتبرهم هذا التنظيم ضالين عن الاسلام، بأن يكفوا عن تنظيم طقوسهم في المسجد.

وفي مسجد الحسين في قلب القاهرة، احتفل المئات من الصوفيين المصريين بذكرى مولد النبي محمد مساء الجمعة. ووقف رجال وسيدات محجبات امام الضريح الذي يعتقد ان رأس الحسين مدفون فيه يبتهلون ويتلون الدعوات.

وتجمع آخرون في باحة المسجد الامامية حيث رددوا ايضا ابتهالات وكان بعضهم يرتدون العمامات التقليدية البيضاء ويضعون الشال الاخضر على اكتافهم.

ووضعت بوابات الكترونية في شارع الازهر الرئيسي المؤدي الى ساحة مسجد الحسين كما وضعت بوابة الكترونية عند باب المسجد. وانتشر عدد كبير من رجال الشرطة في المنطقة كان العديدون منهم يرتدون زيا مدنيا.

وقام رجال الامن بتفتيش المارة الراغبين في الدخول الى الباحة والمسجد.

وقال عثمان صلاح محمد وهو مصري جاء يشارك في الاحتفال ان “الصوفية تعني الصفاء مع الله والذين يريدون التمييز بين الصوفيين والسنة انما يريدون خلق فتنة”.”

من جهته اكد علوي امين خليل وهو استاذ فقه في جامعة الازهر “ليس هناك في مصر” تمييز بين المساجد وليس هناك “ما يسمى مسجد صوفي او مسجد سني” مشيرا الى ان كل الصوفيين سنة.

ويحصل هذا الاحتفال سنويا، لكن المجلس الاعلى للطرق الصوفية قرر عقب اعتداء الروضة إلغاء الموكب الصوفي الذي كان مقررا من مسجد سيدي صالح الجعفري إلى مسجد سيدنا الحسين (وهو موكب يسير فيه آلاف من الصوفيين حوالى كيلومتر واحد في القاهرة)، وذلك “حدادا على أرواح شهداء الحادث الارهابي وتخفيفا للاعباء الأمنية”.

ولم يعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن المذبحة. ويعتقد محللون ان التنظيم المسؤول عن ارتكاب فظاعات في مختلف انحاء العالم ربما يمتنع عن تبني هذه المجزرة بعد ما اثارته من تنديد حتى من جهاديين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية