مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرض وضع الكمامات لمكافحة كوفيد-19 في باريس وسط موجة قيظ

شخصان أمام برج إيفل في باريس في 11 أيار/مايو 2020 afp_tickers

فرضت باريس على غرار مدن أخرى وضع الكمامات إلزاميا في أكثر أحيائها اكتظاظاً، في حين حثّت منظمة الصحة العالمية الاثنين حكومات العالم وسكانه إلى فعل ما أمكن لـ”احتواء” انتقال عدوى فيروس كورونا.

وبات على سكان وزوار العاصمة الفرنسية وضع الكمامة في أكثر الأحياء اكتظاظاً لردع تصاعد جديد في أعداد الإصابات، رغم موجة الحر التي تضرب المدينة.

ويتعلق الإجراء بنحو مئة حي غالبيتها مواقع سياحية وتجارية.

وقال ديدييه الذي يعمل في مقهى في شارع فوبورغ سان ديني “في هذا الشارع، علينا وضع الكمامة، في آخر لا! أتعتقدون أننا جميعاً نحفظ باريس غيباً؟ وهؤلاء السياح المساكين، وهم ليسوا كثر أصلاً، لن يفهموا شيئاً!”.

ويهدف الإجراء المقرر لمدة شهر قابلة للتمديد إلى مكافحة الإصابات الجديدة التي تبعث مخاوف من موجة ثانية من الوباء قد تشكل ضربة شديدة للاقتصاد الفرنسي.

ورأى البعض أن هذا التدبير الإلزامي يوازي العقاب، ومع ذلك لاحظت مراسلة لفرانس برس أن الالتزام بالأمر كان أفضل من الأيام السابقة.

– “محاصرة” –

ومن خلال فرض وضع الكمامة إلزاميا، تسير باريس على خطى مدن فرنسية، ولكن أيضا دولاً أخرى مثل منطقة مدريد في إسبانيا وكذلك بلجيكا وحتى رومانيا التي عززت منذ أواخر تموز/يوليو تدابيرها الصحية.

ويتوافق هذا الإجراء مع توصيات منظمة الصحة العالمية.

وحثّ مديرها العام تيدروس أدعانوم غيبريسوس الاثنين الحكومات والمواطنين على فعل ما أمكن لـ”احتواء” انتقال عدوى كوفيد-19، الذي تكاد تبلغ الإصابات به 20 مليوناً وأدى إلى وفاة 750 ألف شخص.

وأعلن غيبريسوس “هذا الأسبوع، سيبلغ عدد الإصابات المسجلة بكوفيد-19 20 مليوناً، والوفيات 750 ألفاً. خلف هذه الأرقام، يوجد قدر كبير من الألم والمعاناة”.

وأضاف “كثر منا هم في حداد؛ إنها لحظات صعبة على العالم. لكنني أريد أن أكون واضحاً، يوجد أمل (…) ولا يفوت الأوان أبداً على احتواء الوباء”. لكن لذلك على “المسؤولين التحرك وعلى المواطنين الالتزام بالتدابير الجديدة”، وفق غيبريسوس.

وتابع “رسالتي واضحة: احتواء، احتواء، احتواء. إذا نجحنا باحتواء الفيروس بشكل فعال، يمكن لنا ان نعيد فتح مجتمعاتنا بشكل آمن”، معدداً الدول التي نجحت في التصدي للفيروس.

في إيطاليا، حيث تراجع الفيروس بشكل كبير، يشعر السكان بالقلق إزاء الوضع لدى جيرانهم الأوروبيين. وعنونت صحيفة إيل كورييري ديلا سيرا: “فرنسا وإسبانيا والبلقان: إيطاليا محاطة بالعدوى”.

وسجلت إيطاليا الأحد حالتي وفاة هي أدنى حصيلة منذ 21 شباط/فبراير لدى تسجيل أولى الوفيات على أراضيها وإن كان عدد الإصابات الجديدة ظل مرتفعاً مع تسجيل 463 إصابة على الأقل خلال 24 ساعة. لكن السلطات تؤكد أن الوضع تحت السيطرة.

في غضون ذلك، يستأنف عشرات الآلاف من الأطفال في ألمانيا دروسهم في أربع ولايات هذا الأسبوع. وفي برلين، مع بداية العام الدراسي الإثنين شوهد التلاميذ والمعلمون وهم يضعون أقنعة في المدارس، ما عدا داخل الصف وفي الملاعب.

وقالت مديرة مدرسة كارل أورف، دومينيكا أكري: “عدنا إلى المدرسة مثلما غادرناها قبل العطلة، كان علينا وضع الكمامة الإلزامية في الممرات، حتى يعتاد الأطفال على ذلك”.

وأضافت “كل فصل دراسي مجهز بألواح شفافة لحماية المدرسين، على الأقل أولئك الذين ينتمون إلى المجموعات المعرضة للخطر، أو على الأقل لجعلهم يشعرون بأنهم يتمتعون بالحماية”.

– “مثلما هو مقرر” –

وفي البرازيل، ثاني أكثر الدول تضرراً بعد الولايات المتحدة، تجاوز عدد الوفيات المئة ألف الأحد، ما أثار موجة من رسائل التضامن على الشبكات الاجتماعية موجهة إلى الأسر الثكلى مع انتقادات شديدة للحكومة.

وكتب سيرو غوميز الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية 2018 وممثل حزب العمال الديموقراطي (يسار وسط)، “البرازيل في حداد. إبادة جماعية تسببت بها حكومة غير كفؤة وغير مسؤولة”.

أودى فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ديسمبر، باكثر من 750 ألف شخص وأصاب نحو 20 مليونا حول العالم، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الاثنين استنادا إلى مصادر رسمية.

وفي الولايات المتحدة حيث يستمر الجدل حول مسألة وضع الكمامات في إثارة الانقسام بين الأميركيين وداخل الطبقة السياسية على حد سواء قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، يواصل الوباء انتشاره القاتل.

ووفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز، فإن أكبر قوة اقتصادية في العالم هي الأكثر تضررا إلى حد بعيد مع نحو 163 ألف وفاة فيما تجاوزت الأحد عتبة خمسة ملايين إصابة.

إلى جانب أضراره الصحية، أثر الوباء على الاقتصاد العالمي وأعاد إحياء التفاوتات الاجتماعية وعطل الأحداث الثقافية والرياضية.

بالتالي، سيجري سباق “لومان 24 ساعة” للسيارات يومي 19 و20 أيلول/سبتمبر بدون جمهور، بعد إرجائه من 13 و14 حزيران/يونيو.

كذلك، استبعد وزير الصحة الألماني عودة جمهور كرة القدم إلى الملاعب، معتبراً أن ذلك يرسل “إشارة خاطئة” فيما البلاد تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات.

وفي إيطاليا، أعلن قطاع السفن السياحية الاثنين استئناف أنشطته اعتباراً من 16 آب/أغسطس.

بورز/ص ك-لو/ب ق

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية