مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فلسطيني قتل ثلاثة اسرائيليين قرب مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة

قوات الامن الاسرائيلية وفرق الطوارىء في موقع الهجوم في مستوطنة هار أدار في الضفة الغربية المحتلة في 26 ايلول/سبتمبر. afp_tickers

اطلق فلسطيني النار على رجال الامن وحرس الحدود الاسرائيليين عند مدخل مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء ما ادى الى مقتل ثلاثة عناصر منهم واصابة آخر قبل ان يقتل بدوره.

وندد المسؤولون الاسرائيليون بهذا الهجوم الذي يأتي تزامنا مع محادثات يجريها المبعوث الاميركي الخاص جيسون غرينبلات في القدس حول استئناف عملية السلام المعطلة، وطالبوا بتحرك من قبل القيادة الفلسطينية. في المقابل باركته حركتا حماس والجهاد الاسلامي.

وأعلن جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) في بيان ان الفلسطيني الذي نفذ الهجوم هو “نمر محمود احمد جمل (37 عاما) واب لأربعة اطفال من بيت سوريك” وكان بحوزته تصريح عمل في تلك المستوطنة.

وأضاف “تبين اثناء التحقيقات الأولية بأن الإرهابي كان يعاني مشكلات شخصية وعائلية” حيث اتضح ان زوجته “هربت قبل عدة أسابيع الى الاردن وتركته مع الاطفال”.

وكانت الشرطة الاسرائيلية اعلنت في وقت سابق ان الفلسطيني فتح النار على حرس الحدود وعناصر الأمن بعد وصوله إلى المدخل الخلفي لمستوطنة هار أدار مع عمال فلسطينيين آخرين كانوا يدخلون إليها.

تابعت ان المهاجم اثار شكوك عناصر الامن فأمروه بالتوقف، وعندها أخرج مسدسا وفتح النار على حرس الحدود وحراس مدنيين قبل ان ترديه قوات الأمن.

واضافت الشرطة ان “ثلاثة اسرائيليين قتلوا في الهجوم وأصيب رابع”، وتوفي المهاجم الفلسطيني متاثرا بجروحه.

ونقل الجريح الاسرائيلي الى مستشفى هداسا في القدس وهو في حال الخطر، بحسب ما أعلن المستشفى.

وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه سيتم هدم منزل المنفذ، واتهم السلطة الفلسطينية “بالتحريض”.

وقال “هذه العملية الإرهابية القاتلة تأتي أيضا نتيجة التحريض الممنهج الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وجهات فلسطينية أخرى وأتوقع من (الرئيس الفلسطيني) أبو مازن أن يدينها وألا يحاول أن يبررها”.

وأشار الى ان الجيش فرض طوقا أمنيا على قرية منفذ العملية قائلا انه سيتم سحب تصاريح العمل التي أصدرت لافراد من عائلته.

وكشفت الشرطة هوية عنصري حرس الحدود اللذين قتلا وهما الاثيوبي سلمون غبرية (20 عاما) والعربي الاسرائيلي يوسف سليمان (25 عاما) من قرية ابو غوش شمال القدس. ولم تعلن الشرطة عن القتيل الثالث وهو حارس أمني.

ومن جهته قال قائد الشرطة الاسرائيلية روني الشيخ ان الادلة تشير الى ان المسلح اراد اقتحام المستوطنة واطلاق النار على السكان في الداخل.

– جهود أميركية-

وقع الهجوم في مستوطنة هار أدار المقامة منذ العام 1982 على اراض فلسطينية في الضفة الغربية شمال غربي القدس وهي قريبة من عدد من البلدات الفلسطينية. ويأتي بعد عامين تقريبا على اندلاع موجة من اعمال العنف.

وفي قرية بيت سوريك، اغلق الجيش الاسرائيلي منافذ القرية بينما داهم منزل الجمل وقام بتفتيشه وقلب محتوياته، واعتقل شقيقه.

وقال عيسى الجمل وهو خال المنفذ للصحافيين خارج المنزل بعد ان خرجت منه القوات الاسرائيلية ان العائلة فوجئت بقيامه بذلك، مشيرا الى ان العائلة لا تعرف حتى أنه ينتمي إلى أي فصيل فلسطيني.

واضاف “فوجئنا هذا الصباح بهذا الخبر. لم يكن لدينا علم مسبق ولم نعرف شيئا. وحتى الان رغم قدوم الجيش وقيامه بتفتيش (المنزل)، لم تخبرنا مصادر رسمية” بهوية المنفذ.

وطالبت نائبة وزير الخارجية الاسرائيلي تسيبي حوتوفلي القيادة الفلسطينية بالتحرك لوقف مثل هذه الهجمات والا لن يكون هناك معنى للمبادرة الاميركية الهادفة لاستئناف محادثات السلام.

وقالت “الهجوم الرهيب في هار أدار هو الاستقبال الفلسطيني للمبعوث الاميركي جيسون غرينبلات”.

وأضافت “الجهود الاميركية يجب ان تركز بشكل أساسي على انهاء الارهاب الفلسطيني القاتل”.

من جهتها باركت حركتا حماس والجهاد الاسلامي عملية القدس.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران أن “العملية البطولية تأتي رداً على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، وانتهاكاته المتواصلة في الأقصى”.

من جهته أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب ان العملية “هي الرد العملي على محاولات اليمين الصهيوني المستمرة للاستيلاء على المسجد الأقصى عبر محاولات الاقتحام المستمرة”.

الا ان المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف ندد برد فعل حماس وحض “جميع الاطراف” على ادانة اعمال العنف.

بدوره، اعتبر الاتحاد الأوروبي في بيان انه “لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذه الجريمة”، مضيفا أن “محاولات حماس لتمجيد الهجوم مشينة”.

واضاف “ان العنف والارهاب يسببان المزيد من المعاناة والالم، ويجب ان يتوقف ذلك”.

ومنذ تشرين الاول/اكتوبر 2015، أسفرت اعمال العنف في اسرائيل والقدس والاراضي الفلسطينية المحتلة عن مقتل 295 فلسطينيا و47 اسرائيليا. وقتل كذلك أميركيان وأردنيان واريتري وسوداني وبريطاني، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

ومعظم القتلى الفلسطينيين نفذوا أو يشتبه بتنفيذهم هجمات على اسرائيليين، معظمها بالسلاح الابيض.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية