مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فوز المرشح المقرب من السلطة في انتخابات قرغيزستان ومخاوف من اضطرابات

صورة وزعتها الرئاسة القرغيزية للرئيس المنتهية ولايته يلماظ بك اتامباييف اثناد ادلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية في بشكيك في 15 ت1/اكتوبر 2017. afp_tickers

فاز سورون بك جينبيكوف المرشح المقرب من السلطة الاحد في الانتخابات الرئاسية في قرغيزستان من الجولة الاولى جامعا نحو 55 بالمئة من الاصوات، لتأتي النتيجة متعارضة مع التوقعات ما اثار مخاوف من حدوث اضطرابات.

وقالت نورجان شايلدابيكوفا رئيسة اللجنة الانتخابية المركزية في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى “بناء على معطيات اولية، حل جينبيكوف في الطليعة” وذلك بعد فرز 97 بالمئة من البطاقات. وحصل منافسه الرئيسي الملياردير عمر بيك بابانوف على نحو 33 بالمئة من الاصوات.

وكانت استطلاعات الراي توقعت منافسة اكثر حدة بين المرشحين، على ان ينتقلا اثرها الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وقال الرئيس القرغيزي الجديد بينما كان يحتفل مع انصاره “اشكر خصومي الذين عملوا بجد لتكون هذه الانتخابات تنافسية”.

واضاف “لقد أظهرت قرغيزستان اليوم للعالم أجمع أننا دولة ديموقراطية وذات سيادة. فقط شعب قيرغيزستان يقرر مصير هذا البلد”، بينما كانت هناك حملة ضد بابانوف تتهمه بأنه مرشح “غير وطني” موال لكازاخستان المجاورة.

وقالت شايلدابيكوفا انه تم فرز 97% من الاصوات مؤكدة ان “الانتخابات صحيحة، والثلاثة في المئة المتبقية لن تغير الاوضاع”.

وقالت متحدثة باسم بابانوف ان فريقها يجري “عملية فرز موازية” لبطاقات الاقتراع.

وكانت تمت دعوة ثلاثة ملايين ناخب مسجل للتصويت. وبلغت نسبة التصويت 56 بالمئة بحسب اللجنة الانتخابية.

واعلن الرئيس الحالي المظ بك اتامباييف صراحة وقوفه الى جانب جينبيكوف، مرشح الحزب الاشتراكي-الديموقراطي القرغيزي.

واكد اتامباييف الاحد ان السلطات “سجنت وستواصل سجن” المسؤولين السياسيين الذين يحضّرون لاضطرابات بعد اقفال مكاتب التصويت “حتى لا يعكّروا صفو الاحتفال. يجب ان تكون الانتخابات عرسا”.

وكان بابانوف (47 عاما) الذي يعتبر واحدا من اغنى الرجال في البلاد، ابدى “ثقته الكاملة” في الفوز. لكنه اتهم ايضا الاجهزة الامنية “بالتحضير لاستفزازات” من اجل التأثير على نتائج الانتخابات.

وكان المرشحان الابرز في هذه الانتخابات توليا في السابق منصب رئيس الوزراء.

-“لن ادلي بصوتي”-

وفي العاصمة بشكيك، التقط ناخبون صورا لهم مع جينبيكوف، ومع منافسه الرئيسي بابانوف. لكن المناخ الجيد عكره الاعلان الاحد عن توقيف نائب سابق تتهمه الاجهزة الامنية بأنه اراد اثارة الاضطرابات بعد الاعلان عن النتائج.

وهذا ما جعل بعض الناخبين يقررون عدم التوجه الى مراكز التصويت للادلاء بأصواتهم. وقال فاليري كيرليلنكو، سائق سيارة الأجرة في بشكيك “لا اريد ان أذهب وادلي بصوتي”. واضاف “سمعت من يقول ان اضطرابات ستحصل اذا خسر هذا المرشح او ذاك”.

ومنذ 2011، يترأس اتامباييف قرغيزستان التي شهدت ثورتين خلال 25 عاما من الاستقلال، ادتا الى سقوط رئيس الدولة عام 2005 ثم في 2010، كما شهدت البلاد اعمال عنف اتنية الطابع.

ولا يحق لاتامباييف بموجب الدستور ان يترشح الى هذه الانتخابات.

وإبان رئاسته، تقربت قرغيزستان سياسيا من روسيا، ساعية في الوقت نفسه الى الحصول من الصين على دعم اقتصادي حيوي لتطور البلاد. وإذا كان عهد اتامباييف قد خلا من اعمال العنف الا انه لم يخل من التدابير القمعية والتوتر لدى اقتراب الانتخابات.

واكدت برمد عولانوفا (39 عاما) انها ادلت بصوتها لصالح بابانوف “لأنه غني وناجح وحيوي وجميل المحيا. أعدّ برنامجا جيدا”.

وتتناقض الحياة السياسية القرغيزية مع الحياة السياسية في البلدان المجاورة في آسيا الوسطى، حيث يعد تولي الرؤساء المستبدين الحكم مدى الحياة القاعدة.

لكن ديردري تينان، مديرة آسيا الوسطى في “مركز الازمات الدولية” للابحاث، قالت إن “هذه الانتخابات يمكن، اذا ما اسيئت ادارتها، ان تؤدي الى تحطيم الواجهة الديموقراطية لقرغيزستان”.

واعلن المدعي العام في البلاد الجمعة انه سيجري تحقيقا حول التصريحات التي ادلى بها بابانوف خلال اجتماع في منطقة يشكل الأوزبك اكثرية سكانها، معتبرا ان هذه التصريحات تحرّض على الكراهية العنصرية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية