مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في الأمم المتحدة ترامب يهاجم الصين التي ترفض فكرة حرب باردة جديدة

شارع شبه مقفر أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 9 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

هاجم الرئيس الأميركي دوناد ترامب الصين الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في الفضاء الافتراضي وافتتحها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالدعوة إلى “وقف إطلاق نار عالمي” و”تجنب حرب باردة جديدة”.

وقال ترامب في كلمة مسجلة عبر الفيديو في البيت الأبيض إن على الأمم المتحدة “محاسبة الصين على أفعالها”، مشيراً إلى أزمة كوفيد-19، فيما تجاوزت الولايات المتحدة عتبة 200 ألف وفاة بالوباء.

واتهم ترامب بكين بالسماح لفيروس كورونا الذي كرر وصفه بأنه “فيروس صيني”، “بالخروج من الصين وإصابة كل العالم … مع بدء انتشار الفيروس، حظّرت الصين الرحلات الجوية الداخلية فيما سمحت للطائرات بمغادرة البلاد”.

وأضاف أن “الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية، التي تسيطر عليها الصين تقريبًا، أعلنتا خطأً أنه لا يوجد دليل على انتقال الفيروس بين البشر”، ليبرر انسحاب الولايات المتحدة من هذه الوكالة الأممية.

– صدام الحضارات –

ووعد الملياردير الجمهوري الذي وجهت اليه الانتقادات بسبب إدارته للجائحة التي يبدو أنها تعوق فرص إعادة انتخابه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، “بتوزيع لقاح” و”إنهاء الوباء” لدخول “حقبة جديدة لم يسبق لها مثيل من الازدهار والتعاون والسلام”.

وواصل ترامب هجومه على الصين على الصعيدين البيئي والتجاري.

ولم تسمح كلمة الرئيس الصيني شي جينبينغ المسجلة بالفيديو له بالرد على ترامب مباشرة، لكن سفير الصين في الامم المتحدة تشانغ جون أعلن “رفض” بلاده هذه “الاتهامات التي لا أساس لها” متهما ترامب ب”نشر فيروس سياسي”.

وقال للصحافيين “في وقت يحارب المجتمع الدولي بشدة كوفيد-19، تنشر الولايات المتحدة فيروساً سياسياً هنا في الجمعية العامة”.

وأكد شي في كلمته التي ألقاها أمام لوحة جدارية ضخمة لسور الصين العظيم أن “الصين لا تنوي الدخول في حرب باردة”، ودعا إلى “عدم تسييس” مكافحة كوفيد-19.

ودعا بدون أن يسمي الولايات المتحدة، إلى “إنهاء عقلية الكتل والمناورات التي لا تجدي نفعا”.

ودافع طويلاً عن إدارته للوباء، وقدم نفسه قدوة لسائر بلدان العالم.

في مواجهة هذا المناخ الذي يوتر العلاقات الدولية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “الانقسام الكبير بين أكبر اقتصادين” في العالم، ملقياً كلمته التي افتتح بها الجلسة أمام قاعة شبه فارغة في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.

وقال بصدد الخصومة المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة “هذا اتجاه خطير جداً، للغاية”، داعيا العالم إلى القيام بكل ما من شأنه “تجنب حرب باردة جديدة”.

وقال “لن يتحمل عالمنا مستقبلا يقسم فيه أكبر اقتصادين الكوكب إلى نصفين، لكل منه قواعده التجارية والمالية وشبكة الإنترنت وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وقال أمام قاعة الجمعية العامة شبه الخالية في نيويورك إنه في مواجهة وباء كوفيد-19، يتعين على العالم “وضع حد للنزاعات ’الساخنة’”، في حين تشهد مناطق عديدة من العالم حروباً ونزاعات على الرغم من حالة الطوارئ الصحية.

وقال غوتيريش “حان الوقت لإعطاء دفع جديد للسلام والمصالحة. أدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، تحت قيادة مجلس الأمن، من أجل تحقيق وقف عالمي لإطلاق النار بحلول نهاية العام”.

– مبنى شبه خال –

وتحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مطولاً في الموضوع قبل أن يدعو إلى “حوار صادق” لحلّ النزاع في شرق المتوسط بين بلاده من جهة واليونان والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، رافضاً أي “مضايقة” تستهدف تركيا.

وفي هذا الإطار، أشاد ترامب بنفسه بصفته “صانع السلام”، بعد أسبوع من التوقيع في البيت الأبيض على اتفاقي سلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

من جانبه، قال الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في كلمته إن بلاده كانت “ضحية واحدة من أكثر حملات التضليل وحشية في منطقة الأمازون وبانتانال”، حيث تشتعل الحرائق حاليا.

وقال إن “الكل يعرف أن منطقة الأمازون البرازيلية غنية جدًا. وهذا يفسر دعم المؤسسات الدولية لهذه الحملة المشكوك في من يقف وراءها بمساعدة جمعيات برازيلية متربحة وغير وطنية بهدف إلحاق الضرر بالبرازيل”.

بدءا من الثلاثاء وعلى مدى أسبوع، سيتحدث ممثلو 193 دولة خلال الاجتماع الذي ينعقد في الافتراضي هذا العام بسبب الوباء. وللمرة الأولى لم تشاهد في وسط مانهاتن مواكب السيارات وغابت التكهنات بشأن احتمال انعقاد اجتماعات استثنائية على الهامش.

وبدلا من ذلك طُلب من قادة الدول إرسال خطاباتهم المسجلة مسبقا ليتم بثها في القاعة الفسيحة حيث سمح بحضور مسؤول دبلوماسي واحد نيابة عن كل وفد، مع إلزامه بوضع كمامة.

تجتذب القمة في السنوات العادية قرابة 10 آلاف شخص من أنحاء العالم، وهو أمر لا يمكن التفكير به في وقت فُرضت قيود صارمة على السفر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بقرابة 950 ألف شخص في العالم.

ومع انعدام فرصة عقد لقاءات ومحادثات مباشرة، يتساءل بعض الدبلوماسيين في الامم المتحدة عما يمكن إنجازه.

ومع ذلك تمضي الأمم المتحدة قدما في تنظيم اجتماعات تتناول مواضيع معينة، افتراضية أيضا، على هامش القمة لمناقشة قضايا رئيسية مثل وباء كوفيد-19 والتغير المناخي والتنوع البيئي والاضطرابات السياسية في كل من ليبيا ولبنان.

والفرص ضئيلة أيضا لمواقف دراماتيكية للقادة في خطاباتهم. وحرصا منها على تجنب حدوث أي أخطاء فنية، طلبت الأمم المتحدة من قادة الدول إرسال خطاباتهم مسجلة بالفيديو قبل أربعة أيام، ما يعني غياب أي عفوية أو تفاعل مع تطورات ممكنة في اللحظة الأخيرة.

افتتحت الأمم المتحدة أسبوعها الدبلوماسي الإثنين بالاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيسها، في قمة افتراضية دعا خلالها الأمين العام إلى مزيد من التعددية الدولية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية