قائد العملية الفرنسية عند وقوع الابادة في رواندا يدافع عن الجيش الفرنسي امام قاض
استمع القضاء الفرنسي لقائد العملية الفرنسية توركواز التي جرت خلال حملة الابادة في رواندا في 1994، في جلستين تحدث فيهما عن موقف هذه القوة التي يتهمها ناجون بانها تركت المئات من اتنية التوتسي تحت رحمة منفذي الابادة الهوتو ثلاثة ايام رغم علمها بالوضع.
وقالت مصادر قريبة من الملف لوكالة فرانس برس ان القاضي كلود شوكيه استمع في 12 و14 كانون الثاني/يناير للجنرال جان كلود لافوركاد (72 عاما) المتقاعد حاليا الذي ادلى بشهادته بصفة وسيطة بين مجرد شاهد ومتهم.
والسؤال الاساسي المطروح هو: هل تخلى الجيش الفرنسي عمدا لمنفذي عمليات الابادة الهوتو، عن مئات من التوتسي في تلال بيسيسيرو غرب رواندا من 27 الى 30 حزيران/يونيو 1994؟
هذا ما يؤكده ناجون ومعهم الاتحاد الدولي لحقوق الانسان وجمعية "بقاء" الذين طلبوا من القضاء الفرنسي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر توجيه الاتهام بالتواطؤ في الابادة الى ضابطين هما جاك روزييه وماران جيلييه.
ويقول هؤلاء ان الضابطين الفرنسيين وعدا التوتسي في بيسيسيرو بانقاذهم لكنهم لم يفعلوا ذلك الا بعد ثلاثة ايام قتل خلالها او لوحق مئات من هذه الاتنية.
وهم يتساءلون عن مسؤولية رئيسهما الجنرال جان كلود لافوركاد الذي تولى قيادة عملية توركواز اعتبارا من 22 حزيران/يونيو اي بعد شهرين ونصف الشهر على بدء حملة الابادة. وكان لديه تفويض من الامم المتحدة بانهاء المجازر "عبر استخدام القوة اذا احتاج الامر".
وتقول الامم المتحدة ان الابادة اسفرت عن سقوط 800 الف قتيل معظمهم من التوتسي. ووجه الرئيس الرواندي بول كاغامي انتقادات حادة لفرنسا. وكاغامي كان قائد المتمردين التوتسي في الجبهة الوطنية الرواندية التي كانت تتصدى للقوات المسلحة الرواندية التابعة للسلطة الهوتو المدعومة من باريس منذ فترة طويلة.
وقال الجنرال لافوركاد للقاضي ان "الصعوبة التي واجهناها عند وصولنا الى رواندا هي افهام القوات المسلحة الرواندية اننا لم نأت لمساعدتها". واضاف "استقبلونا كمنقذين عند وصولنا" بما ان فرنسا "تعاونت تقنيا معهم في مواجهة هجمات الجبهة الوطنية الرواندية لسنوات".
- فرنسيون حزينون لهزيمة الاصدقاء السابقين -
واضاف ان ضباط القوة الفرنسية كانوا يشعرون في بعض الاحيان "بالحزن لان اصدقاءهم السابقين سيهزمون". واضاف "لكنهم نفذوا بدقة وبلا تردد" مهمتهم بدون مساعدة القوات المسلحة الرواندية.
وتابع الجنرال الفرنسي "احتجنا الى بعض الوقت لندرك واقع الابادة بعدما لاحظنا وجود (...) مقابر جماعية وقرى محترقة". واضاف "كان هناك سوء تقدير عام، فرنسي ودولي، حول تورط السلطات المدنية والادارية في الابادة".
وفي هذا الاطار، نفى الجنرال الاخفاق في بيسيسيرو.
وسأل القاضي لافوركاد كيف يفسر "هذا التقرير عن الوضع" الذي كتبه بخط يده وتحدث فيه عن مواجهات في بيسيسيرو مرجحا فيه فرضية وجود عناصر توتسي "فارين من مجازر نيسان/ابريل ويسعون للدفاع عن انفسهم"؟ وبين المواقف المحتملة التي اوردها قبل "معرفة ادق" بالوضع، "الا نفعل شيئا ونترك المجازر تتواصل من وراء ظهرنا".
واكد الجنرال المتقاعد "الطابع الشخصي لهذه الملاحظات المكتوبة".
وردا على سؤال عن سبب عدم تشكيل قوة استطلاع فورية لمعرفة الوضع، اشار الجنرال الى قلة عدد العناصر. وقال "كنا 120 الى 130 رجلا على الاكثر"، باولوية محددة من باريس "بعد تدخل الدول الاوروبية والفاتيكان" وهي "اجلاء راهبات كيبويه" في غرب رواندا.
واشار الى رفض "الاندفاع بتهور الى ارسال الدوريات الى داخل رواندا" لتجنب مقتل جنود وصدمة مماثلة للتي تلقاها الاميركيون في الصومال، مؤكدا انه "انتظر وصول الوسائل الضرورية مع مواصلة عمليات الاستطلاع، وهذا الامر استغرق يومين اضافيين".
واضاف "لا يمكنني الا ان اشعر بالاسف لمقتل افراد من التوتسي خلال هذين اليومين". وشدد على انه "كنا وحدنا فعلا".
وقال بيار اوليفييه لامبير محامي الجنرال لفرانس برس ان لافوركاد "يشعر بارتياح كبير لانه تمكن من الادلاء بافادته اخيرا (...) كما كان يطلب منذ سنوات".