مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات كردية تستعيد سدا رئيسيا وواشنطن تكثف غاراتها في العراق

مقاتل من البشمركة امام سيارة مدمرة للدولة الاسلامية في قرية بعقوفة شمال الموصل afp_tickers

استعادت القوات الكردية بدعم من الطائرات الحربية الاميركية السيطرة على اكبر سدود المياه في العراق من الجهاديين فيما كثفت الولايات المتحدة ضرباتها واعلن بابا الفاتيكان استعداده لزيارة هذا البلد داعيا الى “وقف العدوان الظالم” الذي تتعرض له الاقليات .

وامام المخاطر التي يتعرض لها المسيحيون والاقليات الاخرى، دعا البابا فرنسيس الاثنين الى “وقف العدوان الظالم” في العراق عبر تحرك جماعي للامم المتحدة وليس بواسطة تدخل احادي الجانب في انتقاد ضمني للضربات الاميركية.

وقال ردا على سؤال في الطائرة التي تقله من كوريا الجنوبية حول الضربات الاميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية “في حالة العدوان الظالم، فان وقف المعتدي الظالم امر مشروع. واشدد على فعل وقف وليس القصف او شن حرب”. ولكن “دولة واحدة لا تستطيع ان تحكم كيف يمكن” وقف ذلك.

كما اكد استعداده” لزيارة العراق “اذا اقتضت الضرورة” للتعبير عن دعمه للاجئين المسيحيين ومن الديانات الاخرى في اقليم كردستان.

الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي ان مقاتلاتة شنت 15 غارة جوية الاثنين ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في عمليات تهدف الى السيطرة على سد الموصل شمال العراق.

وصرحت القيادة الاميركية الوسطى ان المقاتلات والقاذفات والطائرات بدون طيار دمرت تسعة مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل حيث تجري معارك بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية.

واكدت الدولة الاسلامية انسحابها من مناطقتي حدوديتين مع اقليم كردستان، وقالت انها كانت “قاب قوسين او ادنى من فتح عاصمتهم (اربيل) لولا استنجادهم بسيدهم الصليبي واشنطن”، كما ورد في بيان للتنظيم بعنوان “التصدي للحلف الاميركي الكردي”.

وشكلت سيطرة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية على سد الموصل اختراقا منذ الهجمات الشرسة التي بدأت منذ مطلع حزيران/يونيو الماضي، في مناطق متفرقة شمال العراق.

وتعرض جهاديو “الدولة الاسلامية” التي اعلنت “الخلافة” في مناطق واسعة من العراق وسوريا، لضربات جوية تعد “الاكثر كثافة” على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة (شمال)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

كما واصلت قوات من البشمركة ومكافحة الارهاب تطهير مناطق تقع الى الشمال من سد الموصل، حسبما افاد كاوه ختاري مسؤول حزب الديموقراطي الكردستاني في القوش شمال العراق.

واكد احد مقاتلي البشمركة لوكالة فرانس برس قرب السد ان “الطائرات مستمرة في القصف والبشمركة تواصل التقدم”.

وقال مقاتل اخر ان “توازن القوى اختلف الان. صدمنا في البداية من هجوم الدولة الاسلامية لكن الوضع الان اختلف وحققنا تقدما واضح”.

واكد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا “تطهير سد الموصل بشكل كامل من قبل قوات مكافحة الارهاب وقوات البشمركة باسناد جوي مشترك” اميركي عراقي.

واشار الى مقتل واصابة العشرات من المسلحين كذلك ونزع 170 عبوة ناسفة اثناء تقدم القوات لتطهير السد.

وبدأت عمليات استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها الجهاديين بينها سد الموصل في الثامن من الشهر الحالي، لدى بدء الطائرات الاميركية بقصف مواقع الجهاديين .

وذكرت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان مقاتلات وقاذفات وطائرات بدون طيار شنت “بنجاح” 14 غارة الاحد بالقرب من السد اسفرت عن تدمير عشر عربات مدرعة وسبع عربات همفي وعربتين لنقل الجنود تابعة للتنظيم المتطرف اضافة الى حاجز.

وابلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد الكونغرس ان الغارات “المحدودة” التي اجاز شنها في العراق لاستعادة السيطرة على اكبر سدوده من الجهاديين تحمي المصالح الاميركية هناك.

واكد الرئيس الاميركي ان “سقوط سد الموصل قد يهدد حياة اعداد كبيرة من المدنيين ويعرض للخطر الموظفين الاميركيين ومرافق الولايات المتحدة، بما في ذلك السفارة الاميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات اساسية للشعب العراقي”.

من جانبها، اكدت بريطانيا تعزيز دورها لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهجمات التي تشنها الدولة الاسلامية بالتهديد المباشر على بريطانيا، واشار الى ان قيام بلاده ستبذل كل ما بوسعها لوقف تقدمها.

وقال رئيس الحكومة المحافظ في افتتاحية نشرتها صحيفة “صنداي تلغراف” ان هذا الامر لا يعني ان على بريطانيا ان ترسل مجددا قوات الى العراق بل ان تفكر في امكانية التعاون مع ايران للقضاء على التهديد الجهادي.

وحذر كاميرون من ان الغرب يواجه “صراع اجيال”، موضحا انه “اذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الارهابية البالغة الخطورة فهي ستستمر في بناء قوتها الى ان تتمكن من استهدافنا في شوارع المملكة المتحدة”.

على صعيد اخر، وضعت وزارة الخارجية الاميركية المتحدث باسم تنظيم الدولة الاسلامية وجزائري من قادة جبهة النصرة في سوريا، مطلوب في فرنسا ايضا، على لائحة سوداء تضم “ارهابيين دوليين”.

والاسم الحركي للمتحدث باسم تنظيم الدولة الاسلامية هو ابو محمد العدناني لكن اسمه الحقيقي هو طه صبحي فلاحة المولود العام 1977 في بنش قرب حلب في شمال سوريا.

ما اتخذت وزارة الخارجية الاجراءات ذاتها بحق الجزائري سعيد عارف المولود في عاصمة بلاده.

الى ذلك، تستمر معاناة الاقليات المسيحية والايزيدية والتركمانية التي تخضع لتهديد وهجمات الجهادية في مناطق متفرقة في شمال العراق.

فقد تمكن جهاديو الدولة الاسلامية في الثالث من اب/اغسطس الحالي، من اقتحام مدينة سنجار معقل الاقلية الايزيدية التي فر عشرات الالاف من افراد خارج منازلهم مما دفع المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات انسانية وقامت الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية لوقف تقدم الجهاديين.

وتم نقل عشرات الاف الاطنان من المساعدة للنازحين في مناطق متفرقة قريبة من اقليم كردستان شمال العراق واخرى في سوريا .

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية