مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

متمردو فارك يعلقون الهدنة مع سلطات كولومبيا وتعثر جديد في عملية السلام

عنصر من القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في مناطق جبلية قرب مونتي الاغري في 15 شباط/فبراير 2013 afp_tickers

علقت القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) الجمعة الهدنة التي اعلنتها قبل ستة اشهر في كولومبيا، وذلك غداة غارة جوية استهدفت موقعا لها ووصفها الرئيس خوان مانويل سانتوس ب “العمل المشروع”، ما يشكل ضربة جديدة لعملية السلام.

واستهدفت الغارة معسكرا لفارك وادت الى مقتل 26 من عناصرها في احدى افدح خسائرها في الارواح منذ بدأت مع بوغوتا مفاوضات سلام في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في كوبا.

وقال وفد فارك في هافانا “لم نكن ننوي تعليق وقف اطلاق النار الاحادي والمفتوح لكن تناقض حكومة سانتوس ادى الى ذلك بعد خمسة اشهر من الهجمات البرية والجوية”.

ومع ذلك فان حركة التمرد الكولومبية الابرز والتي تضم نحو ثمانية آلاف مقاتل متحصنين بالمناطق الريفية، دعت الى “استمرار الحوار”، مؤكدة “ضرورة” اعلان وقف اطلاق النار من الجانبين.

وقال باستور الابي احد قادة فارك “ان السلام هو السبيل الوحيد لمواجهة الوحشية. لا نريد المزيد من القتلى بشكل مجاني”، مؤكدا ان عناصر معسكر فارك تمت تصفيتهم “دون ان يكون بامكانهم القتال ومزقت اجسادهم بقنابل زنة 250 كلغ”.

وغارة الخميس التي نفذتها قوات من الجيش والشرطة اتت بعيد شهر على قرار الرئيس سانتوس استئناف عمليات القصف والغارات الجوية على الحركة المتمردة.

وقال سانتوس في كلمة عبر التلفزيون وسط قادة الجيش “هذا عمل مشروع للدولة للدفاع عن المواطنين وحمايتهم”.

واضاف ان “عمليات قوات النظام ضد التمرد لا تتوقف ولن تتوقف” معتبرا ان هذه هي “قواعد اللعبة”.

لكنه اعتبر ايضا ان الوقت حان “لتسريع” عملية السلام.

وكان سانتوس مهندس مفاوضات السلام مع فارك، قرر في منتصف نيسان/ابريل استئناف الهجمات العسكرية على فارك ردا على نصب الحركة كمينا ضد الجيش مما ادى الى مقتل 11 عسكريا.

وقالت فارك حينها انها كانت ترد على هجمات الجيش في الوقت الذي ترفض فيه الحكومة اي هدنة قبل توقيع اتفاق نهائي ينهي النزاع المستمر منذ اكثر من نصف قرن وخلف رسميا نحو 220 الف قتيل.

وتزامنت غارة الخميس مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات في هافانا بمشاركة وفدي الحكومة الكولومبية والمتمردين.

لكن الاجتماع المخصص لخطة نزع الالغام في كولومبيا الغي الجمعة في آخر لحظة، بحسب ما اعلن مسؤول في الخارجية الكوبية.

غير ان المباحثات ستستأنف السبت في العاصمة الكوبية.

واعتبر جورج ريستريبو مدير مركز الدراسات الكولومبية المتخصص في النزاع “انها ازمة خطرة جدا (..) لكن لا تقطع المفاوضات”.

واضاف “سيكون هناك عنف اكثر لكن ذلك لن يؤدي الى تقوية احد الفريقين في المفاوضات”.

من جانبه اعتبر كريستيان فولكيل ممثل منظمة الازمات الدولية غير الحكومية في كولومبيا ان “الجانبين لديهما دوافع قوية للاستمرار في المفاوضات لكن ذلك يوجه رسالة يمكن ان توصف بالمتناقضة في الوقت الذي نتوقع فيه تحقيق تقدم اكبر لنزع فتيل التوتر”.

ويقع معسكر المتمردين الذي استهدفته الغارة في منطقة غوابي على بعد 480 كلم من بوغوتا وهي منطقة تنشط فيها ايضا عصابات تهريب المخدرات.

وبعد الغارة التي اصيب فيها ايضا اثنان من المتمردين بجروح اضافة الى فتى تمت نجدته، ضبطت السلطات ترسانة مهمة من الاسلحة.

واستهدفت الغارة معسكرا تابعا لوحدة للمقاتلين في المنطقة متهمة بالوقوف خلف هجوم اسفر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن مقتل ضابط في جزيرة غورغونا الكولومبية في المحيط الهادئ.

وقامت السلطات باغلاق الجزيرة امام السياح اثر الهجوم غير المسبوق للمتمردين الذين استخدموا زوارق سريعة.

وبعيد استئناف الغارات الجوية الشهر الماضي، استهدف الجيش مصنعا سريا للمتفجرات مما ادى الى مقتل اثنين من المتمردين.

والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وجيش التحرير الوطني، الحركتان اللتان تأسستا في الستينات، هما آخر حركتي تمرد يساريتين متطرفتين تضمان على التوالي 8500 و2500 مقاتل ينتشرون في المناطق الريفية النائية خصوصا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية