مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

محادثات لاجلاء مدنيي الرقة السورية بعد تطويق الجهاديين داخلها

مقاتلان من قوات سوريا الديموقراطية التي تدعمها واشنطن يتمركزان في الجبهة الشرقية في الرقة في 5 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

يواصل مجلس الرقة المدني الأربعاء اجراء “محادثات” لضمان ممر آمن للمدنيين العالقين في جيوب ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة، التي تقترب قوات سوريا الديموقراطية من تحريرها بدعم من واشنطن.

من جهة أخرى، أقدم ثلاثة انتحاريين على تفجير انفسهم قرب مركز قيادة شرطة دمشق، في اعتداء هو الثاني من نوعه على مقر أمني في العاصمة في أقل من اسبوعين.

وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم لقوات سوريا الديموقراطية في بيان ليل الثلاثاء، أن “مجلس الرقة المدني يقود محادثات لتحديد افضل طريقة لتمكين المدنيين المحاصرين من قبل +داعش+ من الخروج من المدينة، حيث يحتجز الارهابيون مدنيين كدروع بشرية”، وذلك “مع اقتراب سقوط عاصمة الخلافة الاسلامية المزعومة في الرقة”.

ويدعم التحالف منذ نحو أربعة أشهر هجوماً تقوده قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة، أبرز معاقله سابقاً. وباتت هذه القوات تسيطر على نحو تسعين في المئة من المدينة فيما يتحصن مقاتلو التنظيم في جيوب محدودة خصوصاً في وسطها.

ولم يصدر أي تعليق رسمي إزاء مضمون المحادثات من مجلس الرقة المدني، الذي تأسس في نيسان/أبريل بهدف تولي إدارة شؤون المدينة بعد طرد التنظيم منها. ويتألف وفق ما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية حينها من أهالي محافظة الرقة بكل مكوناتهم وبينهم وجهاء عشائر وشخصيات سياسية وثقافية.

ولم يحدد بيان التحالف الجهة التي يجري معها المجلس المحادثات.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الأربعاء حصول المفاوضات مع تنظيم الدولة الاسلامية، موضحاً أن هدفها “اخراج مقاتلي داعش مع عائلاتهم الى البوكمال والريف الشرقي لدير الزور”.

ولا يزال التنظيم يسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة دير الزور (شرق). وتعد مدينتا البوكمال الحدودية مع العراق، والميادين آخر أبرز معقلين له في البلاد.

– “ملتزمون هزيمة داعش” –

وسبق أن شهدت مناطق عدة في سوريا حوصر فيها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية مفاوضات مماثلة، أدت الى انسحاب مقاتلي التنظيم بعد استسلامهم لقوات سوريا الديموقراطية، وهو ما حصل في العاشر من أيار/مايو في مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب الرقة.

كما انسحب التنظيم من مدينة منبج التي كان تعد أبرز معاقله في محافظة حلب (شمال)، بعد محاصرة مقاتليه من قوات سوريا الديموقراطية التي سيطرت على المدينة في آب/اغسطس 2016.

وتم اجلاء المئات من مقاتلي التنظيم مع أفراد من عائلاتهم نهاية آب/أغسطس من منطقة حدودية بين لبنان وسوريا الى شرق سوريا، بموجب اتفاق مع حزب الله اللبناني.

ولم يأت بيان التحالف على ذكر أي عملية اخلاء لمقاتلي التنظيم من الرقة. ونقل عن مدير العمليات في التحالف جوناثان براغا إن “مسؤوليتنا تكمن في القضاء على +داعش+ مع الحفاظ على أرواح المدنيين الى أقصى حد ممكن”.

وشدد على أن هناك “الكثير من القتال الشاق ونحن ملتزمون بهزيمة داعش”.

ومنذ بدئها هجوماً على محافظة الرقة قبل عام تقريباً، يدعم التحالف قوات سوريا الديموقراطية بتوفير غطاء جوي وبالسلاح والتدريب ونشر مستشارين على الارض.

وشارفت العمليات التي تقودها هذه القوات داخل المدينة منذ حزيران/يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي الى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة.

واجبرت المعارك عشرات الآلاف عن الفرار من المدينة، وتقدر الامم المتحدة وجود ثمانية آلاف شخص محاصرين فيها.

وقالت المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” جيهان شيخ أحمد لفرانس برس الأربعاء إن “ما يقارب 600 الى 700 مرتزقة من داعش ما زالوا في المدينة، بالاضافة الى ما بين 800 و900 جريح”.

وأفادت بمحاولة عناصر من التنظيم “التخفي” في صفوف مئات المدنيين الذين فروا من المدينة الثلاثاء.

وتمنع قوات سوريا الديموقراطية منذ الأحد وسائل الاعلام من دخول الرقة.

وأشار أحد القياديين الميدانيين لفرانس برس الأربعاء الى حالة من “الهدوء” عموماً في الرقة، رغم تنفيذ التحالف غارات على نقاط عدة.

ومني تنظيم الدولة الاسلامية المسؤول عن اعتداءات دموية حول العالم بهزائم متتالية في سوريا والعراق على وقع تقدم خصومه على جبهات عدة.

– تفجيرات دمشق –

في العاصمة، قتل شخصان وأصيب ستة بينهم طفلان، بجروح بعدما اقدم ثلاثة انتحاريين على تفجير انفسهم قرب المقر الرئيسي لقيادة شرطة دمشق في وسط العاصمة، وفق ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.

ونقل الاعلام الرسمي عن وزارة الداخلية أن “إرهابيين” حاولا اقتحام مقر الشرطة في شارع خالد بن الوليد، الا انه حصل اشتباك معهما ما اضطرهما “الى تفجير نفسيهما” قبل دخول المقر.

وتمكنت الشرطة، بحسب الوزارة، من “محاصرة إرهابي ثالث خلف مبنى قيادة الشرطة ما اضطره لتفجير نفسه” أيضاً.

وأفاد مراسل فرانس برس في دمشق بفرض قوات الأمن طوقاً مشدداً حول المكان المستهدف في شارع عادة ما يشهد اكتظاظاً.

ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على تفجيرين انتحاريين استهدفا قسماً للشرطة في حي الميدان الدمشقي ما تسبب بمقتل 17 شخصا بينهم 13 عنصرا من الشرطة، في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

ومنذ العام 2011، بقيت دمشق نسبيا بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، الا انها تتعرض على الدوام لاطلاق قذائف وصواريخ من مقاتلي الفصائل المعارضة المتحصنين على اطراف العاصمة، كما تتعرض مرارا لهجمات انتحارية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية