مقتل فلسطيني اثر دخول جنود اسرائيليين خطأ الى مخيم قنلديا
قتل فلسطيني واصيب عشرة اخرون بالرصاص اثر مواجهات عنيفة وقعت فجر الثلاثاء حين تدخلت القوات الاسرائيلية لاخراج جنديين دخلا خطأ مخيم قلنديا في الضفة الغربية المحتلة.
واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال موتي الموز لاذاعة الجيش ان الجنديين اللذين كانا في سيارة جيب وجدا نفسيهما خطأ في مخيم قلنديا اثر استخدامهما تطبيق “ويز” الاسرائيلي الذي يقدم ارشادات حول وجهة السير.
وتسبب دخولهما الى المخيم الواقع قرب القدس على الفور بمواجهات سرعان ما تطورت مع وصول قوات اسرائيلية الى المكان باعداد كبرى لاخراجهما من المخيم ومنع تعرضهما لاذى محتمل كما قالت متحدثة باسم الشرطة.
واصيب خمسة من حرس الحدود الاسرائيلي بجروح في اعمال العنف، اصابة احدهما بالغة.
وتابع الجنرال الموز ان سيارة الجيب دخلت المخيم بعيد منتصف ليل الاثنين ثم تعرضت لهجمات بالحجارة وزجاجات حارقة.
واوضح ان “ويز تطبيق ممتاز لكن بعض الاحيان يصل الى اقصى طاقاته، نحن نعرف ذلك وسنحقق بما حصل”.
وتابع ان “الجنديين اضطرا لترك السيارة التي اشتعلت فيها النيران. احدهما اختبأ في باحة منزل واطلق النار للدفاع عن نفسه والابلاغ عن موقعه فيما فر الجندي الثاني الى كوخاف ياكوف” المستوطنة الاسرائيلية القريبة من المكان.
وارسلت تعزيزات كبرى من الجنود وحرس الحدود لانقاذ الجندي الذي بقي في المخيم.
ومن جانبه اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان الجنديين “استخدما على ما يبدو تطبيق ويز” الاسرائيلي لارشادات السير.
ولم يتضح حتى الان كيف قاد تطبيق ويز الجنديين الى داخل المخيم، بينما اعلن الجيش الاسرائيلي انه يحقق في الموضوع.
ويتضمن تطبيق ويز خيارا ل “تجنب المناطق الخطرة”.
وقالت الناطقة باسم الشرطة ان فلسطينيين القوا زجاجات حارقة واطلقوا النار على القوات الاسرائيلية التي قامت بالرد.
–حالة حداد في المخيم–
واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الفلسطيني اياد عمر سجدية وهو طالب عمره 22 عاما واصابة عشرة اشخاص بجروح.
وما زالت بقع الدماء ظاهرة في السطح حيث قتل الشاب، بحسب مراسلة لفرانس برس.
وبدت شوارع المخيم الضيقة مليئة بالحجارة. وبعيدا عن الشارع الرئيسي، كانت سيارات فلسطينية قلبت راسا على عقب الليلة الماضية بعد دخول جرافة اسرائيلية الى المخيم خلال العملية العسكرية، بحسب السكان.
واغلقت المحلات التجارية ابوابها حدادا على الشاب الذي شارك الاف في تشييع جثمانه ظهر الثلاثاء.
وقالت صباح سجدية، والدة اياد لوكالة فرانس برس ان ابنها الذي كان يدرس الاعلام في الجامعة، “كان محبوبا من قبل اصدقائه والاخرين ولم يكن يحب المشاكل، لكنه لم يحب الذل والاهانة ايضا”.
من جهته، اكد علي، من سكان المخيم، ان الجيش الاسرائيلي الذي كان يبحث عن الجنديين “القى قنابل ضوئية من اسطح المنازل، وبعدها جاءت جرافة كبيرة ودمرت كل شيء، كل هذا الدمار من الجرافة”.
وغالبا ما تقع مواجهات في مخيم قلنديا حيث يقيم 11 الفا من لاجئي عام 1948، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).
واقيم المخيم عام 1949 على اساس مؤقت غير انه تحول بعدها الى بلدة وتشير ارقام الاونروا الى ان 60% من سكانه تقل اعمارهم عن 25 عاما وان 20% منهم عاطلون عن العمل.
وقرب المخيم معبر عسكري اسرائيلي يشكل نقطة عبور للفلسطينيين بين رام الله بالضفة الغربية والقدس، ويعد من اكثر رموز الاحتلال المكروهة للفلسطينيين.
–لم يعرفا المنطقة–
ونقل مكتب يعالون عن الوزير قوله في مؤتمر “قاما على ما يبدو باستخدام ويز الذي دلهما على وجود طريق مختصرة من القدس الى رام الله”.
وبحسب يعالون فان الجنديين “لم يعرفا المنطقة. علينا التحقق ممن ارسلهم في المهمة وماذا كانا يعرفان او لم يعرفا (…) كيفية الرد من ويز على الطريق”.
وتابع “تعلمت منذ زمن طويل، عند بدء استخدام نظام تحديد المواقع (الجي بي اس)، انه لا يمكنك ان تهمل تحديد موقعك باستخدام خريطة”.
واكد وزير الدفاع اهمية معرفة “البيئة وان لا تنخدع بالانظمة التكنولوجية التي تدلك على الطريق”.
ولم يكن بالامكان الحصول على تعليق فوري من ويز، الذي تملكه شركة غوغل.
وتشهد الاراضي الفلسطينية واسرائيل اعمال عنف اسفرت منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر عن مقتل 178 فلسطينيا وعربي اسرائيلي في مواجهات واطلاق نار وعمليات طعن قتل فيها ايضا 28 اسرائيليا اضافة الى اميركي واريتري وسوداني، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وتقول الشرطة الاسرائيلية ان نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها او الجيش خلال تنفيذهم هجمات بالسكين على اسرائيليين.
