مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ميركل تطلق حملتها لولاية جديدة على رأس ألمانيا واعدة بـ”العمالة الكاملة”

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعرض برنامج حزبها المحافظ الاتحاد المسيحي الديموقراطي لانتخابات الخريف في 3 تموز/يوليو 2017 في برلين afp_tickers

وعدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين بـ”العمالة الكاملة” في ألمانيا عند إطلاق حملتها للانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر، حيث تتصدر استطلاعات الرأي للفوز بولاية رابعة، ما سيضمن لها مكانة في كتب التاريخ.

وعرضت ميركل في برلين برنامجها الانتخابي في بداية أسبوع دولي حافل ستترأس خلاله قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الخميس والجمعة، في وقت تتولى حكما زعامة معسكر المنتقدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في مواجهة انتقادات خصومها السياسيين في ألمانيا الذين يعتبرون أنها تكتفي بحصيلتها الجيدة لخوض الانتخابات في 24 أيلول/سبتمبر بدون أن تقدم أي فكرة جديدة، سعت ميركل لاستعادة المبادرة بقطع وعد قوي.

وأعلنت المستشارة البالغة من العمر 62 عاما “نحدد هدفا لأنفسنا أن نتوصل إلى العمالة الكاملة في 2025″” وهو وعد يتباين مع الوضع في أوروبا حيث تعاني معظم البلدان من البطالة.

وبلغت نسبة البطالة في حزيران/يونيو 5,8% بالأرقام الإجمالية.

وقالت رئيسة “الاتحاد المسيحي الديموقراطي” المحافظ الحاكمة منذ العام 2005 “لو تحدثنا في الموضوع عام 2005، لكان الناس ضحكوا علينا، تحتم علي انذاك مواجهة خمسة ملايين عاطل عن العمل”.

– بلد “يطيب العيش فيه” –

وتابعت “الآن في العام 2017، نجحنا في خفض عددهم الى النصف، ونقول اليوم أننا نريد خفضه مرة جديدة بنسبة النصف، إلى أقل من 3%، هذا ما ندعوه العمالة الكاملة”.

وقد اختارت لحملتها الانتخابية وحملة حليفها البافاري “الاتحاد المسيحي الاجتماعي” شعارا رسميا يعكس هذا الوعد “ألمانيا، بلد يطيب العيش فيه”، ويذكر بشعار حملتها للانتخابات السابقة عام 2013 “مستقبل ألمانيا بأيد أمينة”.

وتبدو الصعوبات السياسية التي واجهتها المستشارة حين تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا في 2015 و2016 بعيدة الآن، بعدما أضعفتها في حينه ودعمت اليمين القومي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدمها 15 نقطة على منافسها الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز الذي برز في مطلع العام غير أنه سجل بعد ذلك سلسلة من النكسات في انتخابات محلية.

وفي حال فوزها بولاية رابعة، فستكون في موقع يتيح لها كسر الرقم القياسي للبقاء في السلطة الذي سجله مرشدها السياسي هلموت كول (1982-1998)، متقوقا على كونراد آديناور (1949-1963).

ويعتبر أنصارها أنها يمكن أن تكون سدا في وجه الموجة الشعبوية والسلطوية المتصاعدة في العالم، وتشير إليها الصحافة الأنكلوسكسونية مرارا بلقب “زعيمة العالم الحر”.

– الأمن –

غير أنها تواجه الآن في أوروبا بعض المنافسة مع صعود الرئيس الفرنسي الوسطي إيمانويل ماكرون الذي انتخب بناء على مواقف مؤيدة بشدة لأوروبا، وقد حقق للتو انجازين دبلوماسيين مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى باريس وحصل على موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة فرنسا يوم عيدها الوطني في 14 تموز/يوليو.

على الصعيد الداخلي، ينص برنامج ميركل على تخفيضات ضريبية لا تقل عن 15 مليار يورو لذوي المداخيل المتواضعة والمتوسطة، واستحداث 15 الف وظيفة في الشرطة الفدرالية.

فقد قررت المستشارة هذه المرة التركيز على المواضيع الأمنية من أجل استعادة قسم من الناخبين الذين ابتعدوا عنها مع أزمة المهاجرين وتوجهوا إلى حزب “البديل لألمانيا” القومي اليميني المعادي للهجرة.

وقالت الاثنين “مشروعنا للمستقبل هو الرفاه والأمن للجميع”.

ويخوض الاتحاد المسيحي الديموقراطي حملته رافعا لافتات يطغى عليها الأسود والأصفر والأحمر، ألوان العلم الألماني، وهو رمز له وقع شديد في بلد لا يزال مواطنوه يرتابون من مؤشرات تدل على مشاعر قومية.

ووعدت المستشارة بأن تدفقا للمهاجرين مماثلا لما حدث العام 2015 لن يتكرر. غير أنها لا تزال في المقابل ترفض تحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين في ألمانيا، خلافا لما يطالب به حليفها البافاري.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية