مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وباء ايبولا يتفاقم والاسرة الدولية تعد بمساعدة افريقيا لوقف انتشاره

مسافرون يغادرون مطار ابيدجان حيث يقف موظفو قطاع الصحة، في 12 آب/اغسطس 2014 afp_tickers

وعد المجتمع الدولي بمساعدة دول غرب افريقيا على مكافحة وباء ايبولا في هذه المنطقة التي تعاني نقصا في الامكانيات لكن بعض القوى الكبرى طلبت من مواطنيها مغادرة البلدان التي طالها الوباء في حين عقد اجتماع خليجي لبحث تداعيات الوباء على موسم الحج القريب.

وسجلت 56 وفاة في خلال يومين، الاحد والاثنين، كما احصيت 128 اصابة جديدة بوباء الحمى النزفية ايبولا في غرب افريقيا كما تشير الارقام المحدثة التي اعلنتها منظمة الصحة العالمية.

وقد تجاوزت حصيلة هذا الوباء عتبة الالف وفاة خلال عطلة نهاية الاسبوع. وباتت الحصيلة حتى 11 اب/اغسطس 1069 وفاة و1975 اصابة مؤكدة.

وسجلت اربع حالات جديدة واربع وفيات في غينيا، و71 حالة جديدة و32 وفاة في ليبيريا، ووفاة في نيجيريا بدون اصابات جديدة، و53 اصابة جديدة مع 19 وفاة في سيراليون.

ودعت المانيا مواطنيها الى “مغادرة غينيا وسيراليون وليبيريا” البلدان الثلاثة الاكثر تاثرا بالوباء الذي طال ايضا بدرجة اقل نيجيريا مع ثلاث وفيات بينها موظف في منظمة اقليمية.

بيد ان برلين اوضحت ان طلبها “لا يشمل رسميا العاملين في المجال الطبي” وان سفاراتها تبقى مفتوحة.

واعلنت اليابان الثلاثاء اخلاء 24 من مواطنيها المتعاونين في البلدان الثلاثة الاشد تضررا. واعلنت غينيا بيساو في اليوم ذاته غلق حدودها مع غينيا المجاورة “حتى اشعار آخر”.

وفي الرياض التقى الاربعاء ممثلون من دول الخليج العربية لبحث سبل الوقاية من وباء ايبولا قبل موسم الحج في مكة المكرمة الذي يصادف مطلع تشرين الاول/اكتوبر.

والتقى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي “في ظل ..التطورات المتلاحقة للإجراءات الاحترازية الوقائية التي قامت با بعض دول العالم لحماة مواطنا ودولا من وباء إبولا المنتشر في غرب أفرقا وباقتراب موسم الحج”، بحسب توفيق بن احمد خوجة مدير المكتب.

ويؤدي فريضة الحج في السعودية اكثر من مليوني شخص كل عام بعضهم من دول غرب افريقيا التي ينتشر فيها ايبولا.

واكد خوجة ضرورة “اتخاذ موقف خليجي واحد في تناول كامل الجوانب المتعلقة في الوقاية والاجراءات الاحترازية وحظر السفر ومنع تأشرات الدخول والعمل من تلك الدول”.

من جانبه، اعرب وزير الصحة السعودي المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه عن امله في ان تكون توصيات الاجتماع “عملية وواقعة: مؤكدا ان وزارة الصحة والقطاعات الصحية والإدارات المعنية كافة في السعودية “استعدت لموسم الحج والعمرة منذ وقت طويل، حيث جندت كل الامكانات المادية والبشرية واللوجيستية ليخرج الموسم خاليا من الاحداث الوبائية”.

وتترجم هذه القرارات عربيا ودوليا خوفا من حدوث عدوى عالمية بالرغم من نداءات الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية الى الهدوء.

واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “علينا تجنب الهلع والخوف، يمكننا وقف تقدم ايبولا”. واعلن الثلاثاء تعيين الطبيب البريطاني ديفيد نابارو الخبير في الاوبئة منسقا للامم المتحدة في هذا الشأن.

واضاف بان كي مون انه “تم احتواء ايبولا في أماكن أخرى ويمكننا ان نفعل ذلك اليوم”. واضاف “في الايام المقبلة ستعزز الامم المتحدة تحركاتها لمكافحة الوباء”، مشيرا الى ارسال معدات طبية ومواد وقاية.

وفقدت سيراليون مسؤولا طبيا ثانيا من الاطار الطبي المكلف مكافحة ايبولا وذلك في غضون اسبوعين، بحسب السلطات الصحية الاربعاء في حين تم وضع 24 من العاملين في مجال الصحة معظمهم من الممرضين، في الحجر الصحي في الايام الاخيرة بفريتاون.

وطلب رئيس سيراليون ارنيست باي كوروما مساعدة المجتمع الدولي لجمع 13,5 مليون يورو للتصدي للوباء.

وقالت وزارة الصحة في هذا البلد انها حررت رسالة الى الشركة الاميركية للحصول على المصل التجريبي “زد-ماب” الذي يطوره مخبر اميركي خاص واعطى نتائج ايجابية لدى استخدامه لعلاج اميركيين اثنين اصيبا في ليبيريا لكنه لم يتح انقاذ راهب اسباني توفي الثلاثاء.

وقال المسؤول الحكومي سيدي يحيى تونس ان منظمة الصحة العالمية “وافقت على طلبنا لتوفير المصل لسيراليون وليبيريا”.

وقالت رئاسة ليبيريا ان المصل التجريبي الاميركي زد-ماب لن يقدم سوى الى طبيبين ليبيريين هما زوكونيس آيرلاند وابراهام بوربور وافقا على حقنهما به.

في المقابل، لم تطلب غينيا الاستفادة من هذا المصل، كما قال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس في كوناكري.

وفي كوناكري ابدى عاملون في مستشفى دونكا الذي يؤوي مركزا لمكافحة ايبولا، قلقهمم مؤكدين ضعف الامكانيات التي لديهم.

وقالت ممرضة في هذا المستشفى “نحن نعاني من سوء الحماية وفقدنا 25 من زملائنا” منذ بداية انتشار ايبولا قبل ثمانية اشهر في جنوب شرق غينيا.

وفي نيجيريا توجهت ممرضة كانت تعالج ليبيريا توفي مصابا بايبولا في لاغوس نهاية تموز/يوليو الى ايميغو في شرق البلاد رغم منع السلطات لها من مغادرة العاصمة الاقتصادية. وقالت السلطات الصحية ان هناك 21 شخصا تحت المراقبة في ايميغو. ولم يتم تأكيد اي اصابة بالمرض خارج لاغوس في نيجيريا.

واعلنت الشركة الصيدلانية الاميركية التي انتجت زد-ماب الاثنين انها ارسلت كل الجرعات المتوفرة الى غرب افريقيا بدون ان تذكر الى اي بلد، مؤكدة ان “العلاج قدم مجانا لكل المصابين”.

واعلنت كندا الاربعاء انها ستمنح منظمة الصحة العالمية ما بين 800 والف جرعة من لقاح قيد التجربة ضد فيروس ايبولا اطلق عليه “في اس في-ايبوف”. واوضحت وزارة الصحة الكندية ان هذا اللقاح الوقائي لم يسبق ان جرب على بشر لكن “بدا واعدا في البحوث على الحيوان”.

وازاء حجم انتشار الوباء رأت لجنة للخبراء في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية الثلاثاء انه من الممكن اخلاقيا “تقديم ادوية لم تتم المصادقة عليها ولا تعرف نجاعتها ولا آثارها الجانبية، كعلاج ممكن او وقائي”.

وطلب الاتحاد الافريقي لكرة القدم من الاتحاد الغيني تأجيل مباريات الفرق الغينية حتى منتصف ايلول/سبتمبر بسبب الوباء.

وعلى اطراف القارة الافريقية عند مضيق جبل طارق وجيب مليلية الاسباني شمال المغرب، ارتدى بعض خفر السواحل الذين انقذوا في الايام الاخيرة اكثر من الف مهاجر غير شرعي من دول افريقيا جنوب الصحراء، قفازات واقنعة للوقاية من الاصابة بالفيروس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية