مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزير داخلية استونيا: على أوروبا مراقبة تنظيم الدولة في شمال افريقيا “بعناية بالغة”

وزير الداخلية الاستوني اندريس انفيلت (يمين) يحضر جلسة في مجلس العدل والشؤون الداخلية في الاتحاد الاوروبي في 14 ايلول/سبتمبر 2017 في بروكسل لمناقشة التعاون مع ليبيا لمعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية. afp_tickers

حذرت الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي من أن أوروبا يجب أن تراقب “بعناية بالغة” تهديدا متناميا من تنظيم الدولة الاسلامية في شمال افريقيا، مع إعادة تمركز المقاتلين الإسلاميين الفارين من سوريا والعراق في هذه المنطقة.

وقال وزير الداخلية الاستوني اندريس انفيلت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه مع تضييق الطوق على تنظيم الدولة الإسلامية في معاقله في سوريا والعراق، فإن الكثير من مقاتليه تمركزوا في شمال افريقيا خلال العام الفائت.

وقال انفيلت قبل ترؤس اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ الجمعة إن المقاتلين الإسلاميين “خائفون من العودة إلى بلادهم (إلى اوروبا) لانهم متهمون (بارتكاب) جرائم حرب او جرائم ارهابية. هم معروفون”.

وتابع “لقد بدؤوا في البحث عن اماكن اخرى للقتال و(اختاروا) شمال افريقيا. لذا ينبغي أن نراقب بعناية بالغة ما الذي سيحدث في القريب العاجل في شمال افريقيا”.

وأضاف الوزير الاستوني أن “داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) في شمال افريقيا يعد ثاني أكبر مشكلة بعد سوريا والعراق، ويجب أن تنصب جهودنا هناك”.

وأشار إلى القلق من أن تأمر خلايا تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ اعتداءات انطلاقا من شمال افريقيا، أو الدخول إلى أوروبا من المنطقة، او دعم تهريب البشر كمصدر للعائدات.

وقدر أن مئات إن لم يكن آلافا من مقاتلي تنظيم الدولة موجودون الآن في شمال افريقيا، وهو ما اعتبره مصدرا لعدم الاستقرار، وخصوصا في ليبيا حيث يسعى رئيس الوزراء فايز السراج المدعوم من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لاحلال الأمن، ومن حيث تنطلق مراكب المهاجرين إلى أوروبا.

ويعبر مسؤولون اوروبيون منذ نحو عام عن مخاوفهم من اعتداءات ينفذها مقاتلون متمرسون عائدون من سوريا والعراق.

– أدلة من أرض المعركة –

ولم يعط انفيلت تفاصيل عن اعداد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية العائدين إلى أوروبا.

وقدر مسؤولون اوربيون في كانون الاول/ديسمبر الفائت ان نحو ثلث المقاتلين الاوروبيين الذين ذهبوا لسوريا والعراق والمقدر عددهم بنحو 5 آلاف عادوا مجددا لاوروبا.

لكن انفيلت أشار إلى أن الاوروبيين استفادوا من هزائم التنظيم في سوريا والعراق، إذ وفرت لهم “أدلة من أرض المعركة” كما ساهمت التحقيقات مع السجناء “في منع وقوع اعتداءات ارهابية”.

وذكر انفيلت إن التعاون بين المؤسسات العسكرية والمدنية لجمع أدلة من ميدان المعركة يمكن استخدامها في المحاكم الاوروبية هو الاتجاه السائد حاليا لمواجهة “الحرب الهجينة” للارهاب.

وأشار الوزير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية غيّر تكتيكاته منذ سنة تقريبا عبر حض المتعاطفين معه من خلال الدعاية الالكترونية لشن هجمات باستخدام المركبات، مثلما حدث في منتجع نيس في فرنسا، والعاصمة الالمانية برلين، او باستخدام السكاكين مثلما تم في بريطانيا.

وأوضح انفيلت أن خبراء الأمن الاوروبيين يعملون بشكل متزايد او يأملون للعمل مع السلطات في ليبيا، والنيجر، وتونس، والجزائر، والمغرب لتحسين اداء خططهم الأمنية خدمة للمصلحة المشتركة.

وقال “حتى الآن تمثل ليبيا، أكبر باعث للقلق في أوروبا، بصفتها الأكثر معاناة من انعدام الاستقرار في المنطقة”.

وأكد ان مساعدة الاتحاد الاوروبي لدعم خفر السواحل في ليبيا هي أحد عوامل الحد من وصول المهاجرين إلى أوروبا.

وعبر انفيلت عن قلقه من تحالف روسيا مع المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا، إذا قال إنه حتى لو لم تكن موسكو تدعم تنظيم الدولة الإسلامية، فانها قد تساهم في عدم الاستقرار، وهو “عامل دفع” لتدفق المهاجرين نحو أوروبا.

وقال الوزير الذي يثير تعزيز النفوذ الروسي قلق بلاده الشيوعية سابقا، إن “الجانب الروسي لم يكن مهتما كثيرا بالتعاون خلال السنين العشر الاخيرة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية