مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وصول وفد المعارضة السورية الى محادثات جنيف ووضع انساني حرج ميدانيا

اجتماع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا بالوفد الحكومي السوري في جنيف الجمعة 29 كانون الثاني/يناير 2016 afp_tickers

وصل الوفد الممثل لابرز قوى المعارضة السورية السبت الى جنيف للمشاركة في مفاوضات تنظمها الامم المتحدة على امل وضع حد للنزاع المستمر منذ خمسة اعوام في سوريا ويطغى عليها الوضع الميداني الكارثي.

واعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر باخوس ان وفد الهيئة وصل قبيل مساء السبت قادما من الرياض.

وبعد أيام من التردد، وافقت الهيئة العليا للمفاوضات في وقت متأخر الجمعة على التوجه إلى جنيف، وتعتزم طرح المسألة الانسانية في المحادثات قبل الدخول في أي مفاوضات رسمية مع النظام السوري.

ورحبت الهيئة في بيان بفرصة التوصل الى عملية سياسي تنهي الازمة في سوريا وتوقف “حمام الدم” فيها.

واعلنت منظمة اطباء بلا حدود السبت ان 16 شخصا آخرين توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام في سوريا، منذ ان دخلتها قوافل المساعدات الانسانية في منتصف كانون الثاني/يناير.

وقالت المنظمة انها تقدر ب320 عدد حالات سوء التغذية في البلدة بينهم “33 يعانون من سوء تغذية حادة مما يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال”.

وتخضع بلدة مضايا لحصار من قبل قوات النظام السوري، وهي من بين اربع بلدات شملها اتفاق نادر تم التوصل اليه العام الماضي لوقف القتال والسماح بدخول مساعدات انسانية.

وطلب الصليب الاحمر مجددا السبت الوصول الى 4,5 ملايين مدني سوري يتعذر الوصول اليهم.

واعلنت مسؤولة الهيئة الدولية للصليب الاحمر في دمشق ماريان غاسر ان انطلاق المحادثات “اشارة ايجابية”، لكنها اضافت ان “على الذين يمسكون بحاضر ومستقبل سوريا ان يتوقفوا لحظة ويفكروا في العذابات المروعة في كل انحاء البلاد”.

وتحمل هذه المعاناة عددا كبيرا الى الرحيل رغم المخاطر على حياهم. وقضى 37 مهاجرا على الاقل من بينهم سوريون السبت في حادث غرق جديد في بحر ايجه.

– خيبات امل –

وعقد مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا اجتماعا “تحضيريا” الجمعة مع ممثلي النظام ويفترض ان يعقد اجتماعا مماثلا مع وفد المعارضة لكن لم يحدد له موعد بعد.

ومن المتوقع ان تستمر المحادثات ستة اشهر وان تتم بشكل غير مباشر اي ان الوفود ستكون في قاعات منفصلة يتنقل بينها موفدون.

ويطالب القرار 2254 الصادر عن الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر ويحدد اطارا للمفاوضات بالوصول الى السكان المحاصرين ووقف الهجمات ضد مدنيين.

كما ينص على تطبيق وقف اطلاق النار واقامة سلطة انتقالية واجراء انتخابات بحلول اواسط 2017.

وصرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير “نحن ازاء مفاوضات صعبة وستكون هناك خيبات امل”، وركز ايضا على “مدى اهمية تحقيق تقدم فعلي على الصعيد الانساني”.

واتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري اتفقا على “تقييم التقدم المحرز” في المحادثات السورية المنعقدة منذ الجمعة في جنيف، في 11 شباط/فبراير المقبل، حسبما اعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت.

وقالت الوزارة في بيان إن لافروف وكيري اتفقا خلال اتصال هاتفي على “تقييم التقدم المحرز في مفاوضات جنيف خلال الاجتماع المقبل لمجموعة الدعم الدولية لسوريا في 11 شباط/فبراير”.

واذا كانت الجهات الراعية للمفاوضات متفقة على ضرورة التوصل الى حل سياسي في سوريا الا انها تختلف حول العديد من النقاط منها دور الرئيس السوري بشار الاسد في العملية الانتقالية.

وتامل القوى الكبرى التي تعاني من تبعات النزاع بشكل مباشر والمتمثلة بالتهديد الجهادي وازمة اللاجئين ان يتوصل الاطراف السوريون الى وضع حد للنزاع الذي اوقع اكثر من 260 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين منذ اذار/مارس 2011.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية