Navigation

يومان في "مدينة الخطايا" مع هيلاري كلينتون

هيلاري كلينتون في احدى صالات الطعام في كازينو في لاس فيغاس، في 13 شباط/فبراير 2016 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 19 فبراير 2016 - 15:43 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

في اطار تغطية الانتخابات الرئاسية الاميركية 2016، تبث وكالة فرانس برس دوريا مدونات حول كواليس واصداء السباق الى البيت الابيض.

تجري احداث مدونة اليوم في مدينة لاس فيغاس في نيفادا حيث واكبت فرانس برس المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في بعض انشطتها الانتخابية استعدادا للانتخابات التمهيدية في الولاية لاختيار مرشح كل من الجمهوريين والديموقراطيين الى البيت الابيض.

- في الغرف الخلفية لمدينة اللهو-

بين تجمع ضخم وآخر، يدعو فريق هيلاري كلينتون عددا قليلا من الصحافيين لمواكبة انشطتها في اثناء الحملة. لذلك شكلت مجموعة من وسائل الاعلام الاميركية والدولية نظاما مشتركا - مشابها لما يحصل في تغطية اخبار البيت الابيض - لتقاسم مهام تغطية الحملات الانتخابية والتقارير الصادرة يوميا. وتتألف هذه المجموعة من 14 مؤسسة اعلامية، بينها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"غارديان" ووكالة فرانس برس.

هذه المرة، حان دورنا للانضمام الى كلينتون في لاس فيغاس حيث سعت الى جذب المجموعات من اصول لاتينية وآسيوية والسود. ويشكل هؤلاء حوالى نصف سكان الولاية. وبالتالي، فان كلينتون بحاجة ماسة الى دعمهم للنهوض بعد هزيمتها الكبيرة امام خصمها داخل الحزب الديموقراطي بيرني ساندرز في انتخابات نيوهامشير التمهيدية.

طلب منا الحضور صباح السبت في تمام الساعة 07,30 الى جانب فريق لشبكة "ايه بي سي" الاخبارية ومراسل من "بلومبرغ" وصحافيين محليين وعدد من المصورين، لنمضي يومنا معا ونتنقل من مكان الى آخر في حافلة الصحافة "النظيفة"، اي التي خضعت لتفتيش جهاز الامن السري.

محطتنا الاولى المدخل الخلفي لكازينو هاراز في قلب لاس فيغاس حيث طالعنا عناصر الامن ببزاتهم السوداء لدى وصولنا.

عبرنا اروقة وادراجا خلف فريق كلينتون الذي استكشف المكان في وقت سابق، لنصل الى كافتيريا الموظفين التي تفتقر الى نوافذ في صميم الكازينو.

"مرحبا جميعا!" بادرت كلينتون بالقول باسمة مع دخولها وسط هتافات التاييد والتصفيق قام بها حوالى 80 شخصا تجمعوا في المكان، وكانوا يرتدون ملابس الندل ومآزر المطبخ، وسارعوا الى اخراج هواتفهم لالتقاط الصور.

واعربت المرشحة الديموقراطية، وهي تنتقل من طاولة الى اخرى، عن سعادتها لرؤيتهم، وسط مصافحات وصور تذكارية. وقالت "بمساعدتكم السبت يمكننا النجاح".

- هرج ومرج عند الفطور-

ولم يشهد التجمع الكثير من الحوار، لا لعجلة كلينتون، بل لانشغال الجميع بالتقاط الصور، الامر الذي بدا مضحكا بعض الشيء عندما حاول البعض مواصلة التصوير في اثناء مصافحتها.

وقالت المرشحة الديموقراطية لاحد عاملي المطبخ بعدما اقترب ليتمنى لها حظا سعيدا، "اقدر ذلك كثيرا"، ناظرة الى عينيه مباشرة.

لكن الحديث الفعلي الوحيد الذي اجرته كان مع الطاهي ريتشارد ميفيس الذي قدم نفسه بانه من بارك ريدج في ولاية ايلينوي حيث ترعرعت كلينتون.

"اتمازحني!" ردت كلينتون، ثم سالته "في اي ثانوية تلقيت دراستك؟"، معلقة اخيرا كم ان "الدنيا صغيرة".

بعد خمس دقائق، اصطحبنا فريق كلينتون خارجا الى ردهة المطاعم في الكازينو، فاثار حضورها هرجا ومرجا بين الزبائن الذين كانوا يتناولون الفطور واذهلتهم رؤية السيدة الاولى ووزيرة الخارجية سابقا.

هنا اختلفت الاجواء كثيرا عن ايوا حيث امضى المرشحون الى البيت الابيض اسابيع وهم يجولون في الولاية قبل انطلاق الانتخابات التمهيدية في الاول من شباط/فبراير.

وهتفت امراة متوجهة الى كلينتون "ما أجملك!"، فردت المرشحة "شكرا جزيلا"، مكررة امام الجميع "احتاج الى مساعدتكم السبت"، ولو ان الحاضرين باكثرهم بدوا وكانهم زوار من خارج الولاية.

في الوقت نفسه، سعى الحراس الشخصيون لكلينتون الى ضبط الاوضاع على الدوام عندما كان ضغط الحشد يتزايد حولها.

وشوهدت كلينتون تحادث زوجين مثليين جاءا الى فيغاس لعقد قرانهما. كان ذلك في اسبوع عيد الحب...

وقالت لهما "احر التهاني!"، مضيفة "هذا مشوق للغاية. حسنا، هلا التقطنا صورة زفاف معا؟". وتعالت صيحات شبه هستيرية لامراة خلفها تماما تطالب بصورة تذكارية ايضا.

وبهدوء، اجابتها كلينتون "لحظة واحدة، دعيني انهي حديثي مع هؤلاء الاشخاص".

بين صباح السبت ومساء الاحد، قمنا بسبع زيارات مماثلة تخللها تجمعان شعبيان.

ورافقنا كلينتون الى مقهيين وكافتيريا الموظفين في كازينو سيزار بالاس. ثم التقينا مجموعة من عائلات مهاجرين لاتينيي الاصول وصلوا الى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية، قبل زيارة كنيسة للسود وملعب مغلق لكرة القدم للاطفال حيث دعيت هيلاري كلينتون لتقف حارسة مرمى، فلبت الدعوة على الرغم من انها كانت تنتعل حذاء بكعب عال، مفاجئة حتى مسؤولها الاعلامي المرافق.

- "حب للصحافة"-

وتستعين المرشحة الديموقراطية بمجموعة الصحافيين المرافقين عندما تريد توجيه رسالة، كما فعلت الاحد للتعليق على وفاة قاضي المحكمة العليا انتونين سكاليا. لكن وجودنا لا يلقى الترحيب على الدوام.

فقبل انطلاق جلسة اسئلة واجوبة مع مجموعة من المهاجرين، اشارت كلينتون الى ان وجودنا قد يحول دول تحدثهم بحرية.

وسالت جورج نيري، منظم حملتها في نيفادا، "لا ادري ان كنا نريد بقاء الصحافة لهذا ام لا، ما رايك جورج؟".

واجاب جورج بالنفي، فتم اصطحابنا الى الحافلات بعد ان اكدت لنا كلينتون باسمة "حبها" للصحافة.

الى جانب التقاط الصور، تشتمل بعض الزيارات على مواقف مهمة جدا.

فالاحد صباحا في كنيسة فيكتوري الارسالية المعمدانية في حي تاريخي للسود غرب لاس فيغاس، شهدنا حدثا مثيرا.

وجلست كلينتون في الكنيسة التي استضافت فرقة انشاد ديني مذهلة واكتظت بحشد من حوالى 500 شخص، في الصف الاول الى اليسار، فيما جلس الصحافيون في الشرفة.

وسرعان ما سرى بين الحضور خبر اول مفاده ان المشرع الاميركي الاسود جون لويس موجود في القاعة، وهو ديموقراطي يعتبر من ابطال حركة الحريات المدنية ويحظى باحترام عميق، وسبق ان اعلن تاييده لكلينتون.

بعد دقائق، ذهلنا لرؤية خصم كلينتون الديموقراطي بيرني ساندرز يدخل الكنيسة ليجلس في الصف الاول الى اليمين، قبل انضمام مجموعة الصحافيين المرافقة له الينا على الشرفة.

واتضح في النهاية ان كلا من المرشحين رتب زيارته منفردا مع القس الذي يسعده استضافة شخصيات مرموقة مثلهما، ولم يعلن اي من الموعدين على الملأ.

ودعي كل من المرشحين للكلام حوالى خمس دقائق، فأثارت كلينتون حماسة اكبر لدى الحضور، مشددة على انها زارت هذه الكنيسة من قبل.

واستغلت كلينتون دقائقها الخمس لشن هجوم على مقترحات سناتور فيرمونت، مشيرة اليه بعبارة "خصمي العزيز"، كما تفعل في التجمعات الكبيرة.

ولم يتبادل كلينتون وساندرز اي حديث، ولم يتصافحا او يتبادلا اي تحية. بدا جليا ان اجواء العداء تهيمن على السباق.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

النشرة الإخبارية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.