مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الصقور” الاوروبيون في ملف الهجرة يشكلون “محورا” يزيد من البلبلة داخل التكتل

صورة لوزراء الداخلية الالماني هورست سيهوفر (13 آذار/مارس 2018 في ميونيخ) والنمساوي هربرت كيكل (12 نيسان/ابريل 2018 في فيينا) والايطالي ماتيو سالفيني (1 حزيران/يونيو في روما) afp_tickers

سيشكل وزراء الداخلية الايطالي والنمسوي والالماني، الصقور في ملف الهجرة الساخن، “محورا” للتصدي للهجرة غير الشرعية ما سيزيد من انعدام التفاهم الاوروبي حول هذا الموضوع.

بالنسبة الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تراجعت شعبيتها في بلدها جراء سياستها المتعلقة بالهجرة السخية جدا، يشكل هذا الاعلان ضربة قاسية في اختبار القوة مع وزير داخليتها المحافظ البافاري هورست سيهوفر.

بحسب بعض وسائل الاعلام فان الخلاف بشأن التشدد في سياسة الهجرة الالمانية بات يهدد التوازن الهش لائتلافها الذي يضم حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي واليمين البافاري والاشتراكيين الديموقراطيين.

واعلن المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز الى جانب سيهوفر في برلين انشاء “محور متطوعين للتصدي للهجرة غير الشرعية” مع روما وبرلين. ولم يتحدث عن هذا الموضوع الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مع ميركل ساده التوتر.

وسيضم هذا المحور الذي يذكر بالتحالف الالماني-الايطالي-الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، تحديدا وزيري الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني والنمسوي هربرت كيكل اللذين ينتميان الى اليمين المتطرف ونظيرهما الألماني المحافظ.

– كارثة –

وقال كورتز “انني مسرور للتعاون الجيد الذي نرغب في اقامته بين روما وفيينا وبرلين” مؤكدا توافقه مع سيهوفر. واضاف “اعتقد ان من الاهمية بمكان الا ننتظر حلول الكارثة كما حصل في 2015 بل ان نتحرك لوقفها في الوقت المناسب”.

وكان يلمح الى وصول مئات آلاف طالبي اللجوء الى اوروبا وقرار ميركل استقبال هؤلاء المهاجرين.

وردا على رئيس الوزراء الشاب خلال مؤتمر صحافي منفصل دعت ميركل مجددا الى “رد اوروبي مشترك” في مواجهة الهجرة.

وجعل رئيس الوزراء النمسوي البالغ ال31 من العمر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في الاول من تموز/يوليو، من التصدي للهجرة غير المشروعة عنوان حملته التي اوصلته الى السلطة في نهاية 2017 وعلى رأس ائتلاف مع اليمين المتطرف.

وذكر ايضا بان “هدفنا الرئيسي هو التقدم في ملف حماية الحدود الخارجية” للاتحاد الاوروبي. ويراهن كورتز ايضا مع دول اخرى على انشاء مراكز لاستقبال مهاجرين خارج الاتحاد الاوروبي.

كما طلب دعم هولندا والدنمارك، ما من شأنه نسف مشروع ميركل انشاء نظام لجوء مشترك، وهو موضوع سيطرح للنقاش خلال قمة الاتحاد الاوروبي نهاية حزيران/يونيو.

وما زاد الامور تعقيدا، مطالبة ايطاليا واليونان وهما في الخط الاول لاستقبال المهاجرين، توزيع هؤلاء على دول الاتحاد. وتؤيد ميركل ذلك لكن يبدو ان معارضة دول اوروبا الشرقية نسفت هذا المشروع.

ويضاف الى هذه الخلافات الاوروبية، النزاع الذي نشب بين ايطاليا التي يحكمها اليمين المتطرف والشعبويون وفرنسا.

– “اعتذارات رسمية” –

طلب وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني “اعتذارا رسميا” من فرنسا بعد تصريحات لايمانويل ماكرون دان فيها ما وصفه “بعدم مسؤولية” الايطاليين بعد رفضهم استقبال سفينة تقل مئات المهاجرين تم انقاذهم.

رغم ذلك فان فرنسا ليست البلد الذي قرر استقبال هؤلاء المهاجرين بل اسبانيا حيث وصل اليسار الى الحكم.

وفي المانيا لا يبدو انه تمت تسوية الخلاف بين انغيلا ميركل ووزير داخليتها منذ ان رفضت المستشارة الاحد احد الاجراءات التي اقترحها سيهوفر للحد من دخول طالبي اللجوء.

ويريد الوزير ان يبعد حتى الحدود الالمانية المهاجرين المسجلين في بلد اوروبي آخر. لكن المستشارة ترفض ذلك خشية ان تتخذ كل دولة هذه الخطوة ما يقيد حرية التنقل في اوروبا.

لكن سيهوفر سعى الى الطمأنة وقال الاربعاء “انه سيتباحث مع ميركل هذا الاسبوع لايجاد حل”. بحسب صحيفة “هاندلسبلات” قد يعقد الاجتماع مساء الاربعاء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية