مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“اير بي ان بي” تضع غرفا مجانية في تصرف لاجئين في فرنسا

اللاجئ من الكاميرون اميليان اتانغا (24 عاما) مع مضيفه السابق جويل الباز في باريس في 18 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

في العادة يجب دفع بدل مادي لقاء الاقامة لدى مضيف يستخدم شركة “اي بي ان بي” (ِAirBnB) لتأجير غرفة. لكن منذ شهر، بدأ مضيفون بنشر عروض لاستضافة لاجئين مجانا عبر هذه الشركة في فرنسا.

منذ 20 حزيران/يونيو، تسمح شركة “اير بي ان بي” لمستخدميها بعرض غرف مجانية لاستضافة طالبي لجوء في فرنسا وذلك عبر منصة “أوبن هومز” التي تحظى بدعم منظمات فرنسية لدعم اللاجئين على غرار “سينغا” و”ايلان سامو سوسيال” و”جي ار اس فرانس” و”ريفوجييه بيانفونو”.

تتذكر المسؤولة لدى “ايلان” ناديج لوتولييه “في البدء كنت متشككة”، لان “الاستضافة عبر +اير بي ان بي+ هي عادة سبيل لجني المال لكنني قلت لنفسي +يمكننا المحاولة”.

يقول مدير “اير بي ان بي فرانس” ايمانويل ماريل ان هناك اليوم 600 اعلان عبر “اوبن هومز” في 260 منطقة مما يجعل فرنسا الدولة الاوروبية الاولى في عدد المسجلين.

لعرض غرفة، لا بد من ملء استمارة شبيهة بتلك المتعلقة بالايجار المدفوع وتشمل نوع الاقامة (غرفة، خيمة…) او المنامة (سرير مزدوج، كنبة تتحول الى سرير …).

وتابع ماريل “ليس مهما اذا كانت الاقامة في منزل أو في مركب عائم، طالما المضيف يرحب” باللاجئين.

الا ان الجمعيات تطلب دائما تفقد المساكن قبل اختيارها، ويوضح فنسان بيرن مسؤول قسم الاقامة لدى “سينغا” اننا “نصنف الغرفة باي مساحة تفوق 9 امتار مربعة”.

تتيح هذه الزيارات أيضا التأكد من حسن نوايا المضيفين ورفض الذين يحاولون تشغيل اللاجئين (حضانة الاطفال او التنظيف في المنزل …) لقاء السكن.

يقول انطوان بومار مدير “جي ار اس فرانس” ان “اير بي ان بي” التي تتمتع بخبرة كبيرة في مجال الاتصالات “لا تشكل حلا سحريا بل دفعا كبيرا” لجمعيات مساعدة اللاجئين التي تجد صعوبة في الظهور.

ولا تعتقد لوتولييه ان “عدد المساكن المتوفرة (في فرنسا للاجئين) سيشهد زيادة كبيرة”، لكنها ترحب “بوجود مساكن اضافية” تستوفي الشروط التي تحددها جمعيتها.

– المضيف يتحمل كلفة الاقامة –

تقول الجمعيات التي تطالب بفترة اقامة لا تقل عن ثلاثة أشهر كحد أدنى ان المساكن المعروضة عبر “اير بي ان بي” غالبا ما تكون لفترات قصيرة.

وهذه هي الفترة التي امضاها اميليان اتانغا في ضيافة جويل وايمانويل الباز الزوجين البارسيين اللذين شاركا منذ المرحلة الاختبارية للمشروع.

وأوضح جويل (50 عاما) “اولادنا غادروا كلهم وسررنا بوجود اميليان الذي ملأ البيت ابتسامات”.

وكان اميليان اضطر الى الاقامة في المنفى بعد ان ضبط مع صديقه في الكاميرون مسقط رأسه حيث عقوبة المثلية السجن.

وتوضح منصة “أوبن هومز” ان المضيف يتحمل كلفة الاقامة في هذه الاشهر ولا تقبض “اير بي ان بي” أي عمولة عليها.

تقول لوتولييه “عندما نقيم مجانا فاننا نتساءل ما هو المطلوب في المقابل”، وتختلف وجهات نظر جمعيات اللاجئين حول حسنات مبدأ المجانية.

وتعرض جمعية “ايلان” حتى “200 يورو في الشهر للمضيفين الراغبين في ذلك لقاء مصاريف الغذاء والكهرباء”، بينما تحاول “جي ار اس فرانس” ان تقترح على اللاجئين المساهمة في التكاليف “بحدود 5 يورو في الشهر”.

اما جمعية “ريفوجييه بيانفينو” التي عرفت اميليان على الزوجين الباز فتعمل على اساس “نظام مجاني بالكامل بالنسبة الى اللاجئين”. فقد كان الزوجان اللذان يعملان مدربا ومستشارة في احدى الشركات يعطيان اميليان مصروفا.

اليوم يقيم اميليان في شقة اخرى لكن العلاقة لا تزال قوية فجويل واميليان امضيا اسبوعا معا في الريف.

تسعى “اير بي ان بي” الى “استضافة 100 الف شخص محتاجين بحلول 2022 في العالم”. وتعرض الشركة منذ العام 2012 على المضيفين لديها عرض اقامة مجانية للاشخاص في حالات طارئة (على غرار ما حصل في اعقاب اعصار ساندي في نيويورك).

وتحاول “أوبن هومز” التي أطلقت في البدء في الولايات المتحدة في مطلع حزيران/يونيو نقل هذه المبادرة لتشمل دولا اخرى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية