مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“بارقة امل” للمزارعين البيض في زيمبابوي بعد سقوط موغابي

ديون ثيرون احد المزارعين البيض من مواطني زيمبابوي الذين صودرت مزارعهم، يرىفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 "بارقة امل" بعد سقوط روبرت موغابي afp_tickers

يؤكد ديون ثيرون احد المزارعين البيض من مواطني زيمبابوي الذين صودرت مزارعهم، انه لن يستعيد ارضه ابدا، لكن مع سقوط الرئيس روبرت موغابي، استعاد الامل مع قناعته بان الحكومة ستلجأ الى هؤلاء المواطنين لانعاش القطاع الزراعي المدمر.

وكان ديون ثيرون طرد في 2008 من مزرعته التي تبلغ مساحتها 400 هكتار وكا يربي فيها ماشية ويزرع الذرة في منطقة بياتريس على بعد ساعتين عن العاصمة هراري. ولم يتلق اي تعويض.

ويوضح الرجل الستيني الذي اصبح يعمل في قطاع الفنادق في هراري “طردت بعد ترهيب وعنف ومحاكمات عدة”.

وكان ديون ثيرون كغيره من 4500 من اصحاب المزارع البيض، ضحية للاصلاح الزراعي الذي اطلقه في العام 2000 الرئيس موغابي. وقد اعيد توزيع الاراضي مع استخدام العنف في بعض الاحيان، على الاغلبية السوداء.

رسميا، كان الهدف هو تصحيح التفاوت الكبير الموروث عن الماضي الاستعماري. وفي الواقع اطلق الاصلاح الزراعي في وقت مناسبة جدا للنظام، اذ ان موغابي كان قد خسر استفتاء على الدستور ويتوقع مواجهة صعوبات لاعادة انتخابه في 2002.

لكن العملية العملية التي نظمت بشكل سيء عادت بالفائدة على مقربين من النظام ومزارعين لا يملكون تجهيزات وفي معظم الاحيان لا خبرة لديهم، مما ادى الى انهيار سريع في الانتاج. وقد بلغت قيمة الانتاج 880 مليون دولار في 2008، مقابل 1,3 مليار في 2001.

ومع سقوط موغابي في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد حكم دام 37 عاما، يتوقع ثيرون بعض التغييرات المحتملة. وقال “اعتقد ان الحكومة الجديدة ستعمل من اجل عودة الاشخاص المؤهلين الى المزارع”.

– ضرب حتى الموت –

في بياتريس، اقفلت بوابة مزرعته زانكا التي كان يعيش فيها مع زوجته وابنائه الثلاثة و”سلمت الى مسؤول كبير في البنك المركزي” يأتي لتسلم المال في عطل نهاية الاسبوع.

وقال ديون ثيرون “احاول طرد الذكريات” المرتبطة بهذا المنزل. لكن الدموع غلبته عندما تحدث عن رئيس عماله الذي ضرب حتى الموت في 2005 في اعمال عنف مرتبطة بمصادرة مزارع.

وفي خطاب القسم في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، اكد الرئيس الجديد ايمرسون منانغاغوا المساعد السابق لموغابي، على انعاش الاقتصاد المتردي حاليا.

وقال ان “حكومتي قررت دفع تعويضات لهؤلاء المزارعين الذين حرموا من اراضيهم:، مؤكدا ان دور الزراعة في “الانتعاش الاقتصادي (…) اساسي”.

وصرحت هايدي فيزاجي التي طردت في 2012 في محيط شيغوتو (وسط) ان رحيل موغابي “يشكل بارقة امل”.

وتضيف السيدة الاربعينية ان “الرئيس الجديد رجل اعمال عملي، لذلك نحن متفائلون بحذر على الرغم من ماضيه الملطخ بالعنف”.

وقال منانغاغوا خصوصا في 1983 حملة القمع الوحشية لقوات الامن في مناطق المعارضة في ماتابيليلاند (غرب) وميدلاندز (وسط) التي اسفرت عن سقوط حوالى عشرين الف قتيل.

لكنه بصفته نائبا للرئيس (من 2014 الى 2017) اشرف ايضا على السياسة الزراعية التي تهدف الى معالجة النقص في المواد الغذائية. وبصفته هذه شجع سرا المزارعين البيض الذين طردوا من كزارعهم الى استئجار هذه الاراضي شرط الا يعودوا الى المزارع نفسها التي انتزعت منهم، كما ذكرت مصادر عدة.

– البيوت الزجاجية كسرت –

قالت هايدي فيزاجي التي كانت توظف نحو 300 شخص في مزرعتها التي كانت تصدر منها ورود النجم الى هولندا.

واضافت باسف ان موظفيها “فقدوا بيوتهم ومدرستهم. نمر امام المزرعة ونرى البيوت الزجاجية مكسرة”.

وحاليا، لم يبق سوى بضعة مزارعين بيض — بضع مئات — يمارسون عملهم في زيمبابوي.

وتقول جمعية بائعي الآليات الزراعية ان عدد الجرارات التي تستخدم في الزراعة انخفض من 25 الفا في 1996 الى خمسة آلاف حاليا. وفي الحقول التي اعيد توزيعها على الاغلبية السوداء، يقوم رجال بحرث الارض بمساعدة ثيران.

وبعد اجتماعاته الاخيرة مع منانغاغوا، عبر رئيس الجمعية ماركو غاريزيو عن بعض التفاؤل الذي برره بالقول ان الرئيس “يملك هو نفسه مزرعة يديرها بنجاح”.

واضاف “لا اقول انه سيكون مدافعا عن المزارعين البيض، لكنه سيدافع بالتأكيد عن انعاش الانتاج وفسح المجال للمزارعين المؤهلين للعمل بشكل سليم”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية