مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بيونغ يانغ تطلق صاروخا جديدا وواشنطن وسيول تبحثان “خيارات عسكرية”

تلفزيون في محطة قطارات في سيول يبث شريط فيديو للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد إعلانه في 29 تموز/يوليو إطلاق بيونغ يانغ ثاني صاروخ بالستي عابر للقارات afp_tickers

أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن اراضي الولايات المتحدة بكاملها أصبحت في مرمى صواريخ بيونغ يانغ، غداة تجربة جديدة لصاروخ بالستي حملت واشنطن وسيول على بحث “خيارات رد عسكري”.

ونددت واشنطن وطوكيو وسيول والاتحاد الأوروبي وباريس على الفور بتجربة كوريا الشمالية الثانية لصاروخ بالستي عابر للقارات خلال شهر.

وأكدت وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية السبت أن عملية إطلاق الصاروخ تمت “بنجاح” تحت إشراف كيم جونغ أون شخصيا.

وأعلن الزعيم الكوري الشمالي وفق ما نقلت الوكالة أن “الأراضي الأميركية بكاملها باتت في مرمى صواريخنا (…) في اي مكان وفي أي وقت”.

واوضحت الوكالة ان الصاروخ الذي اطلق الجمعة هو نسخة محدثة من صاروخ هواسونغ-141 البالستي العابر للقارات، مشيرة الى انه قطع مسافة 998 كلم في 47 دقيقة على ارتفاع أقصاه 3724 مترا.

ردا على عملية إطلاق الصاروخ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “الولايات المتحدة ستتخذ كلّ الخطوات اللازمة لضمان أمن الأراضي الأميركية وحماية حلفائنا في المنطقة”.

من جهتها، نددت الصين السبت بإطلاق الصاروخ مؤكدة أنها “تعارض خروقات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولي”، غير أنها دعت في الوقت نفسه “جميع الأطراف المعنيين إلى توخي الحذر وتجنب تصعيد التوتر” في شبه الجزيرة الكورية.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنه “نظرا لكونهما داعمتين اقتصاديتين لبرنامج كوريا الشمالية النووي، فإن الصين وروسيا تتحملان “مسؤولية خاصة” حيال تصاعد هذا الخطر.

– مناورات عسكرية –

ردا على العملية، اعلن الجيش الأميركي مساء الجمعة أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان مناورات عسكرية باستخدام صواريخ تكتيكية أميركية ارض-ارض وصواريخ بالستية كورية جنوبية من طراز هيونمو-2.

وجرت هذه المناورات العسكرية المشتركة باكرا صباح السبت بتوقيت سيول، بعيد إعلان البنتاغون أن القادة العسكريين الاميركيين والكوريين الجنوبيين بحثوا “خيارات للرد العسكري”.

وتستعد وزارة الدفاع الأميركية منذ زمن طويل لاحتمال نشوب نزاع مع كوريا الشمالية، غير أن اللهجة الحازمة المستخدمة هذه المرة تشير إلى تطور في الموقف مقارنة بردود الفعل العلنية السابقة على تجارب بيونغ يانغ الصاروخية.

وكانت الولايات المتحدة تكتفي في السابق بانتقاد عمليات إطلاق الصواريخ بدون التحدث عن خيارات رد عسكري.

وبحسب الجيش الأميركي، فإن الصواريخ التكتيكية أرض-أرض “يمكن نشرها سريعا (…) وهي توفّر القدرة على شن ضربات دقيقة في العمق”.

وأشار الجيش إلى أن هذه الأنظمة “سبق أن أطلقت صواريخ في المياه الاقليمية لكوريا الجنوبية على طول الساحل الشرقي في الخامس من تموز/يوليو”.

واعلنت كوريا الجنوبية ايضا السبت انها تعتزم تسريع وتيرة نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ (ثاد) على اراضيها بعدما جمدت العملية في حزيران/يونيو، ما اثار تحذيرا شديد اللهجة من بكين التي ترفض هذا الامر بشدة.

واعتبرت وزارة الخارجية الصينية ان هذا النشر “لن يسهم إلا في تعقيد هذه المشاكل”.

من جهتها نشرت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية بيانا توعد حكومة كوريا الجنوبية، كأكثر من مرة في السابق، “بمصير بائس” إن واصلت نشر منظومة الدرع الاميركية.

اما كندا فادانت “بأكبر قدر من الحزم” اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي واعتبرته “انتهاكا آخر لقرارات مجلس الامن الدولي الكثيرة، ويثبت مجددا استهزاء كوريا الشمالية الصارخ بواجباتها الدولية ويندرج ضمن جهود هذا البلد الخطيرة من أجل زعزعة اضافية لاستقرار منطقة اسيا- المحيط الهادئ”، بحسب بيان لوزيرة الخارجية كريستيا فريلاند.

– عمل “متهور وخطير” –

وحذر الرئيس الأميركي الجمعة من أن إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية عمل “متهور وخطير” سوف “يزيد عزلة” كوريا الشمالية.

وأعلن ترامب في بيان بعد ساعات من العملية “إن هذه الأسلحة وهذه الاختبارات، بتهديدها للعالم، تزيد عزلة كوريا الشمالية وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها”.

ولم تأت استراتيجية الولايات المتحدة حيال كوريا الشمالية، سواء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أو الرئيس الحالي، بالنتيجة المطلوبة. ورغم تشديد العقوبات الدولية وضغوط الصين، الحليف الأساسي لبيونغ يانغ، واصل نظام كيم جونغ أون تطوير برنامجيه النووي والبالستي.

وجاءت عملية بيونغ يانغ الأخيرة بعد تجربة أولى ناجحة جرت في 4 تموز/يوليو، يوم العيد الوطني الأميركي، مع إطلاق أول صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على بلوغ شمال غرب الولايات المتحدة وخصوصا ألاسكا.

ويرى خبراء ان الصاروخ الذي اطلق الجمعة هو اكثر قوة، ومن شأنه بالنظر الى حمولته ان يطاول الساحل الشرقي الاميركي بما فيه مدينة نيويورك.

ويعتقد كيم دونغ-يوب من معهد دراسات الشرق الاقصى في جامعة كيونغنام ان بيونغ يانغ قد تكون نجحت في تقليص الحمولات حتى 750 كلغ ما يجعل مدى الصاروخ عشرة الاف كلم.

وقال لوكالة فرانس برس “مع اخذ دوران الارض في الاعتبار، هذا يعني ان (الصاروخ) لا يستطيع فقط ان يطاول مدنا في الغرب بل ايضا نيويورك وواشنطن”.

وفي اليابان، إحدى الدول المعرضة لخطر كوريا الشمالية، اوضح وزير الخارجية فوميو كيشيدا انه توافق مع تيلرسون خلال اتصال هاتفي على ممارسة “اكبر ضغط ممكن” على بيونغ يانغ من خلال استصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي “يتضمن تدابير قاسية” و”العمل مع الصين وروسيا”.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء شينزو آبي إن “الصاروخ البالستي سقط في منطقتنا الاقتصادية الحصرية في بحر اليابان” من دون ان يخلف اضرارا.

ودعا آبي الى اجتماع لمجلس الامن القومي على غرار رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إين.

وندد الاتحاد الأوروبي بعملية إطلاق الصاروخ الجديدة ودعت فرنسا إلى “إقرار عقوبات إضافية شديدة على وجه السرعة” في مجلس الأمن الدولي.

وفرضت الامم المتحدة منذ 2006 ست مجموعات من العقوبات على بيونغ يانغ ونص قراران صدرا العام الفائت على تشديد تلك العقوبات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية