مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

12 قتيلا على الاقل في حريق برج سكني في لندن

تصاعد الدخان جراء احتراق مبنى برج غرينفيل في 14 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

أسفر الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء الاربعاء في برج سكني مرتفع في غرب لندن عن سقوط 12 قتيلا وسط غضب عارم بين قاطنيه الذين حملوا المسؤولية لسوء صيانة المبنى.

ولا يزال 18 شخصا من اصل 78 ادخلوا المستشفى، في حال حرجة، كما لا يزال العديد من الاشخاص في عداد المفقودين، ما يثير الخشية من ارتفاع الحصيلة.

واعلن المسؤول في شرطة العاصمة ستيوارت كاندي عن اطلاق “عملية بحث معقدة ستستمر لعدة ايام” مستبعدا العثور على ناجين.

وقالت خديجة ميلر المقيمة في مبنى قريب وتم اجلاؤها احترازيا، لوكالة فرانس برس “لقد سمعت صراخا من كل جانب ورأيت اشخاصا يقفزون من النوافذ. البرج كان مشتعلا بالكامل. انه رعب حقيقي”.

وورى ناجون انهم شاهدوا سكانا يقفزون من البرج هربا من النيران التي التهمت هذا المبنى المؤلف من 120 شقة موزعة على 24 طابقا.

وقال شهود آخرون انهم رأوا بعض الاهالي يلقون باولادهم من النوافذ لانقاذهم في حين امتدت النيران بسرعة فائقة.

وبحلول مساء الاربعاء كانت واجهة برج غرينفيل الذي شيد في 1974 تبدو متفحمة بشكل شبه تام.

وبينما كانت بعض السن النيران لا تزال مشتعلة في المبنى قرابة الظهر، استبعدت داني كوتن قائدة جهاز الاطفاء في لندن اي احتمال لانهيار المبنى، مؤكدة انها “لم تشهد في حياتها شيئا بهذا الحجم”.

وعمل مهندسون على تفقد اساسات المبنى.

غير متفاجئ

ولا يزال سبب اندلاع الحريق غير واضح، الا ان سكان المبنى الغاضبين اشاروا الى حصول اعطال متكررة.

وقال ديفيد كولينز الذي ترأس جمعية سكان البرج حتى تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان “90% من السكان وقعوا عريضة اواخر 2015 اشتكوا فيها من سوء ادارة الشركة المكلفة صيانة المبنى”.

وقال لفرانس برس “قيل لي ان بعض اجهزة الانذار بحصول حريق لم تعمل ولم اتفاجأ بذلك”.

والقى كولينز بالمسؤولية كذلك على بلدية حي كينغستون وتشلسي، مؤكدا ان الجمعية طالبتها دون جدوى باجراء تحقيق مستقل.

واظهرت وثائق منشورة على الانترنت منذ قرابة عام ان مجموعة من سكان البرج اشتكت مرارا من حالة المبنى ومن مخاطر اندلاع حرائق، وقد اثاروا قضية مشاكل انارة ومخارج الطوارئ.

من جهتها اكدت منظمة ادارة مستأجري كينغستون وتشلسي التي تتولى ادارة البرج في بيان انها “اخذت علما بالمخاوف التي اثارها السكان منذ مدة طويلة”. واضاف البيان “من المبكر اطلاق التخمينات بشأن اسباب الحريق”.

من جهتها اوضحت شركة رايدون انها كانت اجرت عملية “تجديد” بتكلفة حوالى 10 ملايين يورو بتكليف من بلدية كينغستون وتشلسي للمبنى الذي “نجح في كافة الاختبارات المفروضة على صعيد معايير الحريق والسلامة”.

واعتبر العديد من السكان ان اعمال الصيانة هذه ساهمت في سرعة تمدد الحريق.

وقال صلاح شبيوني (45 عاما) الذي تمكن من الخروج من المبنى لوكالة فرانس برس ان الرائحة كانت “تشبه البلاستيك المحترق”، منددا باعمال الصيانة المنخفضة الكلفة التي انجزت قائلا “كنت اعتقد انهم قاموا بعمل جيد. في الحقيقة، كانت (مصنوعة) من البلاستيك”.

ويقول الدكتور انغوس لو المتخصص في هذه المسائل في جامعة ادنبره يبدو ان “طبيعة التغليف الخارجي للمبنى مسؤولة بشكل كبير عن سرعة تمدد الحريق”.

وكانت صحيفة “ديلي ميرور” اليسارية وجهت الاتهام لغافين بارويل المدير الجديد لمكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي الوزير السابق للاسكان بانه تغاضى لسنوات عن تقرير بشأن مخاطر اندلاع حريق في مبان كبرج غرينفيل.

وطالب رئيس بلدية لندن صادق خان بالحصول على “اجوبة” فيما اعتبر زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن ان اجراءات التقشف التي اعتمدتها حكومة المحافظين تتحمل جزءا من المسؤولية قائلا “هذا هو الثمن الذي ستدفعه لقاء حرمان السلطات المحلية من التمويل الذي تحتاجه”.

واعلن متحدث باسم رئاسة الوزراء ان تيريزا ماي “حزينة جدا” جراء الكارثة “وهي على اطلاع بالتطورات الجارية”.

واشتكى عدد من الناجين انه طلب منهم البقاء في شققهم في اثناء الحريق. وقال نيكي باراماسيفان لشبكة بي بي سي “لو اتبعنا هذه التعليمات لكنا في عداد الاموات”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية