مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

1400 وفاة جراء كورونا المستجد في الصين بينهم ستة من الطواقم الطبية

متسوقون في سوق في شنيانغ بشمال شرق الصين يضعون أقنعة وقاية طبية في 10 شباط/فبراير 2020 afp_tickers

اقترب عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد من 1400 الجمعة بينهم ستة من العاملين في قطاع الصحة، فيما أعلنت مصر عن أول إصابة في إفريقيا.

وبلغ عدد الإصابات نحو 64 ألفا في الصين بينهم 1716 من الأطباء والممرضين المعالجين الذين كشف مسؤولون أنهم أصيبوا منذ الثلاثاء.

وجاءت الأرقام بعد أسبوع من الحزن والغضب جرّاء وفاة طبيب بلّغ عن المرض وبّخته الشرطة وأسكتته بعدما دق ناقوس الخطر بشأن الفيروس في كانون الأول/ديسمبر.

واتّسع نطاق الوباء هذا الأسبوع بعدما بدّلت السلطات في مقاطعة هوبي (وسط)، التي ظهر فيها المرض، معاييرها لعد الحالات لتضيف آلاف المرضى الجدد إلى الحصيلة.

وأثارت حالة الطوارئ الصحية في الصين المخاوف من تفشّي العدوى إذ أعلن أكثر من عشرين بلدا تسجيل إصابات. وأعلنت مصر عن أول إصابة على أراضيها هي لـ”أجنبي” لم تحدد جنسيته، لتسجّل بذلك أول إصابة في القارة الإفريقية.

وبين الوفيات، لم تسجّل إلا ثلاث حالات خارج البر الصيني الرئيسي.

وكانت معظم الإصابات في صفوف العاملين في قطاع الصحة في ووهان، عاصمة هوبي، نظرا للنقص الحاد في الأقنعة والملابس الواقية في ظل تدفق المرضى.

وقال المسؤول عن دائرة الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين “فهمنا أن الإصابات في صفوف العاملين في مجال الصحة بلغت ذروتها في الأسبوعين الثالث والرابع من كانون الثاني/يناير”.

وقال للصحافيين في جنيف الجمعة إنه كان هناك “تراجع سريع” في عدد هذا النوع من الحالات خلال الأسبوعين الماضيين.

وبعد وفاة المبلّغ لي وينليانغ (34 عاما)، وهو طبيب عيون في ووهان، نشر عشرة أكاديميين رسالة مفتوحة دعوا فيها لإصلاحات سياسية ولحرية التعبير في البلد الشيوعي.

وعلى وقع الانتقادات لطريقة تعاطيه مع الأزمة، أقال الحزب الشيوعي الحاكم مسؤولين كبيرين في هوبي واستبدلهما بموظفين بخلفية أمنية.

ونقلت شبكة “سي سي تي في” الرسمية عن الرئيس شي جينبينغ قوله خلال اجتماع سياسي بشأن إصلاحات الحكومة أن مواجهة الوباء تشكّل “اختبارا كبيرا لمنظومة الحكم في البلاد وقدرتها على الحكم”.

وأقر شي أن الوباء كشف عن “أوجه قصور”، مضيفا أن على الصين إصلاح أنظمتها للصحة العامة والوقاية من الأوبئة.

– تعداد جديد –

وأعلنت السلطات الصحية في هوبي الخميس تغييرا في النظام المعتمد لرصد الوباء، تحتسب بموجبه الحالات “المشخّصة سريرياً”، أي أنّ صورة شعاعية للرئتين باتت كافية لتشخيص الإصابة، في حين كان لا بدّ حتى الآن من إجراء فحص الحمض النووي للفيروس لتأكيد الإصابة به.

وأدت هذه الوسيلة الجديدة لرصد الإصابة بشكل اوتوماتيكي إلى زيادة عدد الوفيات والاصابات مع الإعلان عن زيادة قدرها 15 ألفا في عدد الإصابات الخميس.

وأعلنت لجنة الصحة في هوبي عن 116 حالة وفاة جديدة بينما تم تسجيل أكثر من 4800 إصابة جديدة. وتم تشخيص أكثر من 3000 من هذه الحالات “سريريا”.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الأرقام تشمل حالات تعود لأسابيع.

وبينما تكشف هذه الأرقام وضعا أخطر مما اعلن حتى الآن، إلا أنها “لا تشكل تغييرا كبيرا في مسار تفشي الوباء”، بحسب راين.

وأفادت لجنة الصحة الوطنية أن المعيار الجديد سيطبّق في هوبي فقط.

وأشارت اللجنة إلى تسجيل خمس وفيات جديدة و217 إصابة جديدة في باقي أنحاء الصين بينما تراجع عدد الإصابات الجديدة خارج هوبي لليوم العاشر على التوالي.

وكشفت كذلك عن خطأ إحصائي، مشيرة إلى أنها حذفت 108 حالات وفاة تم الإعلان عنها سابقا بهوبي بعدما سبق وتم عدّها. لكن الحصيلة في أنحاء البلاد ارتفعت إلى 1380.

وفرضت السلطات حجرا صحيا على نحو 56 مليون شخص في هوبي منذ أواخر الشهر الماضي، في محاولة غير مسبوقة لمنع انتشار الفيروس.

وشددت بعض مدن هوبي القيود هذا الأسبوع فأغلقت أحياء في إجراءات أشبه بتلك التي تتخذ في أوقات الحروب.

– انتقادات أميركية –

وبينما أشادت منظمة الصحة العالمية بطريقة تعاطي الصين مع الوباء — بخلاف تعتيمها على انتشار وباء “سارس” في 2002 و2003 — قال مسؤول في البيت الأبيض الخميس إن على بكين أن تكون أكثر شفافية.

وأعلن لاري كودلو كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي دونالد ترامب “نشعر بالخيبة بعض الشيء لقلة شفافية الصينيين في التعاطي” مع هذا الملف.

وأسف لرفض بكين مقترحات واشنطن ارسال خبراء أميركيين إلى الصين قائلا إن “السلطات الصينية لا تسمح لنا بالذهاب إلى هناك”.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ الجمعة أن بكين تعتمد “الشفافية” مع المجتمع الدولي منذ بدء تفشي الفيروس.

وأضاف أن “الصين تنتهج دائما تعاونا إيجابيا ومفتوحا مع الولايات المتحدة”. وتابع أن الأجهزة الصحية في البلدين يقيمان منذ بداية الأزمة تواصلا وثيقا ويتبادلان المعلومات “بأسرع وقت”.

بدورها، أعلنت مسؤولة أميركية رفيعة المستوى الجمعة أن الولايات المتحدة ستجري تحاليل للكشف عن فيروس كورونا المستجد للأشخاص الذين تحدد السلطات الصحية المحلية أنهم يعانون من أعراض تشبه الإنفلونزا، في توسيع ملموس لاستجابة الحكومة للوباء.

ومنعت دول عدة وصول القادمين من الصين، بينما علّقت شركات الطيران الرئيسية الرحلات من البلاد وإليها.

لكن البؤرة الرئيسية للوباء خارج الصين تبقى سفينة “دايموند برينسس” السياحية في اليابان قرب يوكوهاما (شرق) التي سجلت فيها أكثر من مئتي إصابة مؤكدة.

وسمحت السلطات اليابانية الجمعة بإجلاء بعض الركاب المسنين أو الذين يعانون من هشاشة صحية، بعدما كشفت الاختبارات الجديدة أنهم ليسوا مصابين بالفيروس.

ورست السفينة السياحية الاميركية “ويستردام” في كمبوديا حيث سيتمكن ركابها من النزول منها. وكانت بقيت في عرض البحر لاكثر من عشرة ايام بعد ان رفضت موانىء آسيوية السماح لها بالرسو خشية الوباء. وتقول الشركة المشغلة انه لم يتم رصد اي اصابة على السفينة.

وفي سنغافورة، حيث سجلت 67 إصابة مؤكدة، أعلنت الكنيسة الكاثوليكية تعليق جميع القداسات لفترة غير محددة لمنع انتشار الوباء.

وعلى صعيد الرياضة، تم تأجيل بطولة للغولف في ماليزيا ومباريات كرة المضرب في شينزين بالصين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية