مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

23 بلدا من الاتحاد الاوروبي تطلق “تعاونا معززا” في مجال الدفاع

علم الاتحاد الاوروبي خلال تظاهرة في لندن لمعارضي بريكست في 01 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

اعرب 23 بلدا من أعضاء الاتحاد الاوروبي الاثنين عن الرغبة بالدخول في “تعاون” عسكري معزز، على امل الوصول الى تكامل دفاعي اوروبي.

واعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد فيديريكا موغيريني، في ختام توقيع الدول الاعضاء ال 23 في الاتحاد الاوروبي وثيقة أدرجت فيها “الالتزامات” ال 20 التي ترسي قواعد “تعاون منظم دائم”، “اننا نعيش لحظة تاريخية للدفاع الاوروبي”.

وتعتبر موغيريني ان هذه الاداة الجديدة “ستسمح بزيادة تطوير قدراتنا العسكرية لتعزيز استقلاليتنا الاستراتيجية”.

ومنذ اخفاق انشاء “المجموعة الدفاعية الاوروبية” قبل ستين عاما، لم ينجح الاوروبيون يوما بالتقدم في هذا المجال، اذ ان معظم البلدان تتمسك بما تعتبره امرا مرتبطا بسيادتها الوطنية حصرا.

لكن الازمات المتتالية منذ 2014 — ضم القرم الى روسيا في 2014 والنزاع في شرق اوكرانيا وموجة اللاجئين — ثم التصويت على بريكست في بريطانيا ووصول دونالد ترامب الى السلطة في الولايات المتحدة، غيرت المعطيات.

– “مكمل للحلف الأطلسي-

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عند وصوله الى بروكسل، للاجتماع بنظرائه ووزراء الدفاع في الاتحاد الاوروبي، ان هذه المبادرة “رد على تزايد الاعتداءات” في خريف 2015، وكذلك “رد على أزمة القرم”.

من جهتها، شددت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون در ليين على القول “كان من المهم لنا، خصوصا بعد انتخاب الرئيس الاميركي (دونالد ترامب) ان نتمكن من تنظيم صفوفنا بشكل مستقل، بصفتنا اوروبيين. هذا امر مكمل لحلف شمال الأطلسي، ونحن نرى ان احدا لن يستطيع بدلا منا ايجاد حل للمشاكل الامنية التي تواجهها اوروبا في محيطها. يجب ان نقوم بذلك نحن بأنفسنا”.

نظريا، هذا التعاون المعزز يمكن ان يؤدي الى انشاء مقر قيادة عملاني لوحدات قتالية للاتحاد الاوروبي او منصة لوجستية للعمليات.

لكن وفي مرحلة أولى، يمكن ان يتخذ ذلك خصوصا شكل مشاريع — بالنسبة للبعض — تطوير معدات (دبابات وطائرات بلا طيار وأقمار اصطناعية وطائرات للنقل العسكري) — او حتى مستشفى ميداني اوروبي.

وأوضحت موغيريني ان أكثر من خمسين مشروعا للتعاون طرحت، معبرة عن املها في ان يسمح “التعاون المنظم الدائم” بضمان “توفير كبير في الاموال” للصناعة الدفاعية الاوروبية، “المجزأة” كثيرا اليوم، بالمقارنة مع المنافسة الاميركية.

ويرى معظم الدبلوماسيين والخبراء ان الرؤية الفرنسية لهذه المبادرة التي تعد متشددة وتميل الى المشاركة في مهمات تنطوي على خطورة، طغت عليها الرؤية الالمانية التي ترغب في اشراك أكبر عدد ممكن من البلدان.

وقال فريديريك مورو الخبير في القضايا الدفاعية الذي يستطلع البرلمان الاوروبي آراءه باستمرار، ان العدد الكبير للمشاركين، فيما سيتم اختيار المشاريع بالاجماع، يعني “انه لن تتوافر اي فرصة للانطلاق”.

لكن مصادر عدة في بروكسل تؤكد ان الدول التي ستنضم الى هذه المبادرة ستتعهد “زيادة ميزانيتها الدفاعية بانتظام” والتعهدات التي ستوقعها الاثنين “ملزمة قانونيا”.

-فكرة واعدة-

يعد المشاركون ايضا بـ “سد” بعض “الثغرات الاستراتيجية” للجيوش الاوروبية، مع اهداف طموحة للاستثمار في الابحاث (2% من الموازنات الدفاعية).

والهدف المعلن ايضا هو التمكن من تشكيل مهمات عسكرية للاتحاد الاوروبي بسرعة اكبر وهو امر يصطدم بعدم حماس الدول على ارسال جنود.

واعترضت بريطانيا الحريصة على حلف شمال الاطلسي تقليديا وتملك أكبر ميزانية عسكرية في الاتحاد الاوروبي، بشدة وباستمرار على اي اقتراح يطرح من قريب او بعيد انشاء “جيش اوروبي”، معتبرة ان الدفاع عن أراضي اوروبا مهمة محصورة بالحلف.

لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي المقرر في آذار/مارس 2019، يقترب، ولم تشأ لندن التي استبعدت نفسها مثل الدنمارك من التعاون المنظم الدائم، ان تعرقل هذه المبادرة، التي يصفها وزير خارجيتها بوريس جونسون بأنها “فكرة واعدة”.

ويريد الاتحاد الاوروبي ايضا انشاء صندوق له لتحفيز صناعة الدفاع الاوروبية، على ان تخصص له ميزانية بقيمة 5,5 مليارات يورو سنويا. كما انشأ في الربيع اول مقر لقيادة العسكرية يشرف على ثلاث عمليات غير قتالية في افريقيا.

ولم تنضم ايرلندا والبرتغال ومالطا في هذه المرحلة الى مبادرة “التعاون المنظم الدائم” التي ستطلق رسميا في كانون الاول/ديسمبر المقبل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية