مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

270 قتيلا من قوات النظام في سيطرة “الدولة الاسلامية” على حقل غاز وسط سوريا

شوارع حمص المدمرة في 12 ايار/مايو 2014 afp_tickers

ارتفعت حصيلة قتلى سيطرة “الدولة الاسلامية” على حقل الشاعر للغاز وسط سوريا الى 270 قتيلا على الاقل، اعدم العديد منهم ميدانيا، في الهجوم الاكثر دموية في سوريا يشنه هذا التنظيم الذي يسيطر كذلك على مناطق من العراق.

واستعادت القوات السورية السبت اجزاء من الحقل الواقع شرق حمص (وسط)، بعد يومين من هجوم “الدولة الاسلامية” الذي يعد الاكثر دموية له في سوريا منذ ظهوره فيها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس بعد ظهر السبت “سيطر النظام على اجزاء واسعة من حقل الشاعر للغاز في ريف حمص، ويحاول السيطرة على المناطق المحيطة به كذلك”.

اضاف “ثمة تقدم واضح للنظام في الحقل”، مشيرا الى ان القوات النظامية لجأت الى سلاح الطيران الذي “نفذ غارات عدة على مناطق في اطراف حقل الشاعر، مع استمرار الاشتباكات مع مقاتلي الدولة الاسلامية”.

وادت هذه المعارك التي بدأت ليل الجمعة، الى مقتل 40 عنصرا من “الدولة الاسلامية”، و11 جنديا من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وكان عبد الرحمن افاد فجرا ان حصيلة هجوم الخميس ارتفعت الى 270 قتيلا على الاقل، بينهم 11 مدنيا، فيما الآخرون من عناصر القوات النظامية والدفاع الوطني وحراس الحقل.

واعدم عدد كبير من هؤلاء بالرصاص، بينما قتل الآخرون في المعركة. الى ذلك، لا يزال مصير 90 شخصا آخرين مجهولا، بحسب المرصد.

واوضح عبد الرحمن ان “هذا هو الهجوم الاكثر دموية ينفذه الدولة الاسلامية في سوريا”، منذ ظهور هذا التنظيم في البلاد في ربيع 2013، مشيرا الى الهجوم “نفذه مئات المقاتلين عبر اربعة محاور”.

وفي حين لم تنشر وسائل الاعلام السورية الرسمية اي خبر عن الهجوم، تداولت صفحات موالية لنظام الرئيس بشار الاسد، صورا لجثث قالت انها تعود الى “شهداء حقل النفط في جبل الشاعر في بادية حمص”، بحسب صفحة “شبكة اخبار حمص الاسد المؤيدة” على موقع فيسبوك.

وكتب احد مستخدمي موقع “تويتر” قائلا “مجزرة قذرة راح ضحيتها العشرات من عناصر الجيش السوري والعمال والمهندسين العاملين في الحقل”، متحدثا عن “صور مؤلمة لشهدائنا”.

واظهرت اشرطة مصورة تداولتها امس حسابات جهادية على مواقع التواصل، ولا يمكن التأكد من صحتها، عشرات الجثث المكدسة في حقل واقع في منطقة صحراوية، تعود في غالبيتها الى رجال بملابس عسكرية، بعضهم مصاب بطلقات في الرأس.

ويظهر في شريط آخر مقاتل يقوم بضرب احدى الجثث بحذاء على الرأس، قبل ان ينتقل المصور ليظهر نحو اربعين جثة مكدسة في مجموعتين منفصلتين، اضافة الى جثث اخرى ملقاة بشكل افرادي.

وفي شريط آخر عنوانه “أبو لقمان الالماني بين جثث النصيرية في معركة شاعر”، بدا مقاتل وامامه نحو عشرين جثة مكدسة فوق بعضها البعض، قبل ان يتحدث باللغة الالمانية، ويردد بين الحين والآخر كلمات وعبارات بالعربية، منها “خنازير، حيوانات”، و”من فضل الله عز وجل”، و”كفار”…

ودان عبد الرحمن عمليات القتل، قائلا ان “المرصد يدين الاعدامات الميدانية بصفتها جريمة حرب، بغض النظر عن الطرف الذي يرتكبها”.

وسبق للتنظيم الجهادي ان نفذ سلسلة اعدامات ميدانية علنية في مناطق سيطرته، ومارس الخطف والقتل والتطبيق المتشدد للشريعة الاسلامية.

والسبت، قال المرصد ان عناصر التنظيم قاموا برجم امرأة حتى الموت بتهمة “الزنى” في شمال سوريا، وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة.

وقام العناصر ليل الجمعة بتطبيق “حد الرجم بحق امراة أخرى من مدينة الرقة ليل أمس (الجمعة) بتهمة +الزنى+ في ساحة قرب الملعب البلدي (…) حيث رجمها مقاتلون من الدولة الإسلامية، حتى الموت”.

واشار الى ان سكان المدينة التي تعد ابرز معاقل التنظيم في سوريا، “رفضوا المشاركة في عملية الرجم، فنفذها حصرا عناصر من الدولة الاسلامية” بعد احضار سيارة مليئة بالحجارة.

وكان عناصر من التنظيم قاموا ليل الخميس برجم ارملة تبلغ من العمر 26 عاما، في مدينة الطبقة في ريف الرقة، للتهمة ذاتها، وذلك للمرة الاولى.

ومع بداية ظهوره في سوريا كامتداد لتنظيم “دولة العراق الاسلامية” بزعامة ابو بكر البغدادي، قوبل تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” باستحسان مقاتلي المعارضة الباحثين عن اي مساعدة ضد النظام. الا ان هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع لجوء عناصر التنظيم الى تجاوزات و”اساءات”، دفعت المعارضين لاتهامه بانه يسعى الى تحقيق “مآرب” النظام.

وتدور منذ كانون الثاني/يناير، معارك بين التنظيم وتشكيلات اخرى من المعارضة ابرزها “الجبهة الاسلامية”، في مناطق عدة من سوريا.

وافاد المرصد السبت عن مقتل ستة مقاتلين من الجبهة في تفجير انتحاري من “الدولة الاسلامية” سيارته المفخخة قرب حاجز لها شمال شرق حلب.

وكان تنظيم “داعش” اعلن قبل نحو اسبوعين اقامة “الخلافة الاسلامية” وتبديل اسمه ليصبح “الدولة الاسلامية”. وعزز خلال الاسابيع الماضية مناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها، تزامنا مع الهجوم الذي يشنه منذ اكثر من شهر في العراق وسيطرته على مناطق في شماله وغربه.

وفي محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، والتي باتت تحت سيطرة التنظيم بشكل شبه كامل باستثناء بعض احياء مدينة دير الزور ومطارها العسكري (تحت سيطرة النظام)، تدور معارك في الريف الغربي بين القوات النظامية و”الدولة الاسلامية”، بحسب المرصد.

في ريف دمشق، قتل تسعة اشخاص على الاقل وسقط عدد من الجرحى في تفجير سيارة مفخخة في مدينة دوما (شمال شرق) الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب المرصد.

واودى النزاع السوري بحياة اكثر من 170 الف شخص، بحسب المرصد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية