مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

28 قتيلا في غارات على مخيم للنازحين في ادلب وهدوء في حلب

تظاهرة ضد النظام في حي بستان القصر في حلب 5 مايو 2016 afp_tickers

قتل 28 شخصا على الاقل بينهم نساء وأطفال في غارات جوية على مخيم للنازحين في شمال سوريا، في مجزرة جديدة سارعت الامم المتحدة الى المطالبة باجراء تحقيق فوري فيها، فيما بدت الهدنة صامدة في حلب.

واستهدفت غارات جوية مخيما للاجئين في محافظة ادلب (شمال) يأوي عائلات فرت من المعارك في منطقة حلب المجاورة، بحسب منظمة حقوقية وناشطين.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الغارات استهدفت مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي الخاضعة بغالبيتها لسيطرة جبهة النصرة وحلفائها.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن جميع الضحايا من المدنيين.

ولم يشر عبد الرحمن إلى الجهة المسؤولة عن هذه الغارات، علما أن كلا من طيران النظام والطيران الروسي وطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يشن غارات في سوريا.

وأكد المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب خطورة اصابة بعض الجرحى.

واتهم مدير وكالة “شهبا برس” المحلية للأنباء القريبة من المعارضة مأمون الخطيب نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء هذه الغارات.

وقال الخطيب إن طائرتين “لنظام الأسد استهدفتا بأربعة صواريخ مخيم غطاء الرحمة في قرية الكمونة قرب مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا في ريف إدلب الشمالي، حيث سقط صاروخان قرب المخيم ما أدى إلى حالة هلع وهروب عدد كبير من النازحين خارج المخيم، ليسقط بعدها صاروخان داخل المخيم ويتسببان بحريق عشرة خيم بالكامل”.

وأضاف أن هذا المخيم وكل المخيمات لا تأوي إلا مدنيين، مشيرا إلى أن غالبية سكان المخيم هم من نازحي ريف حلب الشمالي.

وأظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رجال الانقاذ يخمدون حريقا اجتاح الخيم.

ولم يتسن التأكد من اتهامات الخطيب للنظام السوري وسط تحليق طائرات جيوش مختلفة في سماء البلاد.

وفي نيويورك، طالب منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين باجراء تحقيق فوري في الغارة، معربا عن شعوره ب”الرعب والاشمئزاز” ازاءها.

وقال اوبراين “اذا اكتشفنا ان هذا الهجوم المروع قد استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، فقد يشكل جريمة حرب”، مضيفا “لقد شعرت بالرعب والاشمئزاز ازاء الانباء المتعلقة بمقتل مدنيين اليوم في غارات جوية اصابت منشأتين لجأ اليهما نازحون بحثا عن ملاذ”.

– هدنة صامدة في حلب –

ومن جهة اخرى، بدت التهدئة التي اعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سوريا حيث عادت الحركة الى الشوارع بعد حوالى اسبوعين على تصعيد عسكري عنيف.

ولم تسجل اي غارات جوية الخميس، كما لم تسمع اصوات رصاص وقذائف في المدينة منذ دخول تهدئة من 48 ساعة حيز التنفيذ الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ ليل الاربعاء).

وعادت الحركة الى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما اغلقوها لايام عدة تحت وطأة القصف. كما عادت خدمة المياه والكهرباء فيما ارسل المجلس المحلي جرافات لازالة الركام من الطرقات وبدأ الباعة ينظفون مداخل المتاجر، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وقال محمد حلواني البالغ 31 عاما والذي يدير مقهى انترنت لوكالة فرانس برس “طبعا الوضع افضل عندما يكون هنالك هدنة حيث يشعر السكان بالراحة ويقومون بالنزول للشوارع وتعود الحركة للمدينة”، مضيفا “لكن الخوف ما زال مسيطرا على السكان خشية من عودة القصف مرة ثانية فتعود المجازر والقتل”.

لكن رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل اطيافا واسعة من المعارضة السورية، طالب الخميس المجتمع الدولي بالضغط على النظام كي يوقف “انتهاكاته المتكررة” للهدنة ولا يندفع الى شن “هجوم عسكري واسع النطاق” على حلب.

وقال حجاب في تصريح لوكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني انه “اذا لم تكن هناك عواقب على الانتهاكات المتكررة من قبل النظام وروسيا، فما من شيء يمنعهما من شن هجوم عسكري واسع النطاق على حلب اذا ما شعرا بانهما يتعرضان للضغط للتوصل لتسوية بشأن عملية انتقال سياسي”.

واضاف “يتعين على المجتمع الدولي فرض اجراءات مشددة وممارسة ضغوط متزايدة على اولئك الذين ينتهكون الهدنة — وحينها فقط تكون هناك فرصة لان تحترم هذه الهدنة وتصمد”.

– حفل موسيقي في تدمر –

وبعد مفاوضات مكثفة، اعلنت واشنطن وموسكو مساء الاربعاء اتفاق تهدئة في حلب لمدة 48 ساعة، بعد انهيار اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سوريا قبل شهرين، لكنه انهار في مدينة حلب التي شهدت تصعيدا عسكريا منذ 22 نيسان/ابريل.

ويزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع المقبل باريس ثم لندن، لاجراء مباحثات تتناول بصورة اساسية سبل التوصل الى تسوية دبلوماسية للنزاع الدائر في سوريا، وفق ما اعلنت وزارته الخميس.

من جهة اخرى اعلنت جبهة النصرة عبر تويتر عن شن معركة جديدة جنوبي حلب للسيطرة على منطقة خان طومان.

ميدانيا قتل 12 مدنيا على الاقل واصيب اربعون آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة في محافظة حمص، بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية صباح الخميس على حقل الشاعر للغاز في المحافظة بحسب المرصد.

وكان التنظيم الجهادي مني في محافظة حمص بهزيمة كبرى في 27 اذار/مارس مع استعادة الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي السيطرة على مدينة تدمر الاثرية حيث دمر الجهاديون كنوزا اثرية.

وشهدت تدمر الخميس حدثا بدا سورياليا مع قيادة قائد الاوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغياف حفلا سمفونيا في المسرح الاثري امام نحو 400 متفرج بينهم رجال دين وصحافيون وجنود روس وسكان بمن فيهم اطفال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية