مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

31 قتيلا في تفجير انتحاري لتنظيم الدولة الاسلامية في مدينة سوروتش التركية الحدودية مع سوريا

جنازة عدد من ضحايا التفجير الانتحاري في سوروتش قرب الحدود مع تركيا، الاثنين 20 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

شهدت تركيا الاثنين هجوما انتحاريا داميا اوقع 31 قتيلا على الاقل ونحو مئة جريح في مدينة سوروتش القريبة من الحدود السورية، نسبته الحكومة الاسلامية المحافظة التركية الى تنظيم الدولة الاسلامية.

ونسب رئيس الوزراء احمد داود اوغلو بوضوح الهجوم الى تنظيم الدولة الاسلامية. وقال امام الصحافيين في انقرة “ان العناصر الاولى للتحقيق تكشف ان التفجير ناجم عن اعتداء انتحاري قام به داعش” في اشارة الى تسمية مختصرة للتنظيم الجهادي.

وهي المرة الاولى التي يضرب فيها تنظيم الدولة الاسلامية في تركيا منذ ظهور هذا التنظيم الجهادي الذي يحتل منذ اكثر من سنة اجزاء واسعة من الاراضي العراقية والسورية، بعضها قريب من تركيا.

ووقع التفجير الذي تميز بعنفه النادر عند منتصف النهار في حديقة المركز الثقافي في سوروتش حيث تجمع طلاب راغبون بالمشاركة في اعادة اعمار مدينة عين العرب السورية (كوباني) في الجانب الاخر من الحدود المدمرة بفعل المعركة التي دارت بين تنظيم الدولة الاسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية السورية بين ايلول/سبتمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين.

وتظهر الصور التي التقطت بعد الاعتداء كوما من الجثث المقطعة والمغطاة بالدماء ممددة على الارض التي اسودت بفعل الانفجار.

وروى احد سكان سوروتش ويدعى محمد جيليك لوكالة فرانس برس “ان المدينة غارقة في الفوضى”.

وتشير حصيلة الهجوم الى سقوط 31 قتيلا على الاقل ونحو مئة جريح حسب ما قال مسؤول حكومي لفرانس برس طلب عدم الكشف عن اسمه مساء الاثنين.

وقال حاكم منطقة سوروتش عبدالله جيفتشي ان نحو عشرين جريحا ما زالوا مساء الاثنين في حالة “حرجة”.

وسرعان ما ندد الرئيس التركي الاسلامي المحافظ خلال زيارة الى الشطر الشمالي من قبرص الذي تحتله تركيا منذ 1974 ب”هجوم ارهابي” وقال امام الصحافيين “انني اندد والعن باسم شعبي، مرتكبي هذه الوحشية”.

واشارت وسائل اعلام تركية عدة الى امكانية ان تكون امرأة “انتحارية” تناهز العشرين من العمر هي التي نفذت الهجوم. لكن هذه المعلومة لم يؤكدها داود اوغلو.

وبعيد هذا التفجير الاول في مدينة سوروتش التركية، استهدف هجوم اخر بسيارة مفخخة حاجزا امنيا لمقاتلين اكراد في جنوب مدينة كوباني السورية في الجانب الاخر من الحدود كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة على حاجز لوحدات حماية الشعب (الكردية) في جنوب كوباني”، مشيرا الى مقتل عنصرين من الوحدات.

وقال مسؤول تركي لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان هذا الهجوم المتزامن تقريبا في الجهة السورية “يعزز شبهاتنا” ازاء تنظيم الدولة الاسلامية.

ويأتي الهجوم الانتحاري بعد بضعة اسابيع من تعزيز السلطات التركية تدابيرها العسكرية على الحدود مع سوريا غداة الانتصار الذي حققه المقاتلون الاكراد السوريون في مواجهة الجهاديين في المعركة للسيطرة على مدينة سورية حدودية اخرى هي مدينة تل ابيض.

ويعتبر المحللون ان قرار الحكومة الاسلامية المحافظة التركية يهدف في آن الى التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية ووقف تقدم القوات الكردية السورية المقربة من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا منذ 1984 ضد انقرة.

وتأخذ الدول الغربية بانتظام على الحكومة الاسلامية المحافظة في انقرة تغاضيها او حتى تعاطفها مع التنظيمات المتطرفة التي تحارب نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ومنها تنظيم الدولة الاسلامية.

ونفت تركيا على الدوام هذه الاتهامات لكنها رفضت حتى الان المشاركة في التحالف العسكري لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي بقيادة الولايات المتحدة.

لكنها تحت ضغط سيل الانتقادات من قبل حلفائها شددت منذ سنة بشكل جدي تدابير المراقبة في المطارات وعلى الحدود لمنع عبور مجندين اجانب لتنظيم الدولة الاسلامية عبر اراضيها في طريقهم الى سوريا.

وكرر رئيس الحكومة الاثنين “ان تركيا اتخذت على الدوم تدابير ضد داعش والمنظمات المشابهة”.

واعلن البيت الابيض ادانته الشديدة للاعتداء الانتحاري في سوروتش. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان الولايات المتحدة “تدين بشدة الاعتداء المشين” الذي نسبته الحكومة التركية الى تنظيم الدولة الاسلامية.

اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقرب من اردوغان فدان “هذا العمل الوحشي ودعا الاسرة الدولية الى تنسيق فاعل ضد الارهاب”.

واكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جهته ان “فرنسا تقف الى جانب تركيا في هذه المحنة”.

وتستضيف مدينة سوروتش الاف اللاجئين الاكراد السوريين الذين غادروا منطقة كوباني اثناء الهجوم الذين شنه تنظيم الدولة الاسلامية في ايلول/سبتمبر الماضي.

وتسبب ذلك الهجوم والمعارك العنيفة التي تلته طيلة اربعة اشهر بنزوح نحو مئتي الف شخص الى تركيا المجاورة. وبحسب السلطات التركية المحلية فان نحو 35 الف سوري فقط عادوا الى بلادهم منذ انتهاء المعركة.

وفي اواخر حزيران/يونيو شن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما مفاجئا على كوباني مسجلا بذلك عودته الى داخل المدينة من خلال ثلاثة اعتداءات انتحارية. وادت المعارك التي تلت ذلك الى مقتل اكثر من مئتي مدني قبل القضاء على قوات التنظيم المتطرف في المدينة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية