مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

41 مفقودا جديدا وايطاليا مستنفرة من شمالها الى جنوبها لمواجهة تدفق المهاجرين

مهاجرون في مرفأ مسينا في صقلية 15 ابريل 2015 afp_tickers

ما زالت مأساة غرق المهاجرين تضرب البحر المتوسط، واعلنت الشرطة الايطالية ومصادر انسانية الخميس فقدان 41 شخصا بعد غرق مركبهم الاتي من ليبيا.

وقال الناجون الاربعة ان قاربا مطاطيا كان يقل 45 شخصا، غرق اثناء محاولة عبور المتوسط.

ووصل اكثر من الف مهاجر اتين من ليبيا الخميس الى ايطاليا، حيث تسعى البلديات مثل ريجيو دو كالابري الى التعامل مع العدد الكبير من الغرقى والمهاجرين فيما تطلب السلطات مزيدا من المساعدة والتضامن من الاتحاد الأوروبي.

ووصل اكثر من 600 شخص الى تراباني في صقلية الخميس، بعدما عثرت عليهم البحرية الايطالية وخفر السواحل في عرض البحر. وأكثر من 900 كان يتوقع وصولهم الى مرفأين اخرين في صقلية، بحسب ما اعلنت السلطات الايطالية.

لكن 400 مهاجر آخر لم يحظوا بهذه الفرصة، بعدما غرق مركبهم يوم الاحد، وفق ناجين.

والناجون الذين يناهز عددهم 150، بدأوا بمغادرة ريجيو دو كالابري، حيث نقلوا اولا، الى مراكز ايواء في شمال ووسط البلاد.

وعبر وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني في مقابلة لصحيفة كورييري ديلا سيرا الخميس عن استيائه من الاتحاد الاوروبي قائلا ان “المشكلة اوروبية والعلاج ايطالي وهذا غير مقبول. تسعون في المئة من عمليات المراقبة والانقاذ في البحر تقع على عاتقنا”.

من جهته، قال رئيس بلدية ريجيو جيوفاني موراكا ان هذه المدينة التي تعيش في ازمة اقتصادية “تناضل” لمواجهة ازمة الهجرة. واضاف “لقد استقبلنا الكثير من المهاجرين، ولكن ليس بمثل هذه النسبة من الأمراض المعدية. مواردنا في البلدة محدودة، علينا أن نستعين بالمتطوعين”.

واشار جوزيبي برينسي من جمعية “نوفا سوليداريتي” التي تعنى بالمهاجرين المرضى في ساليس على مشارف ريجيو، ان “اللاجئين ينامون على الارض تحت خيمة. لقد وصلوا متعبين جدا وخائفين ومصدومين”.

واضاف ان “هذا الوضع لم يعد يحتمل. سيصل آخرون ولكننا لسنا جاهزين على الاطلاق”.

من جهة اخرى، هناك مهاجرون يصلون في حافلات، صوماليون واريتريون، صغار جدا في السن. كانوا صامتين والتعب يبدو واضحا عليهم، لم يستحموا او يغيروا ملابسهم منذ وصلوا، وبعضهم لديه جروح في الساقين.

هؤلاء وضعوا تحت اشراف متطوعين يرتدون اقنعة وبعضهم بثياب عازلة، بحسب مراسل فرانس برس.

يصل مئات المهاجرين يوميا، من الذين يغادرون من ليبيا بفعل الفوضى في البلاد، الى الشواطئ الإيطالية حيث يتم استقبالهم قبل نقلهم الى مراكز الايواء الايطالية.

والاربعاء، رفض رئيس بلدية كييتي، البلدة الصغيرة في الابروز بوسط ايطاليا، دخول عشرين مهاجرا جديدا الى مركز استقبال لكبار السن والمعوقين. ولعدم وجود اماكن، طلب المحافظون في ايطاليا بناء على تعليمات الحكومة من البلديات والسلطات المحلية إيجاد الاف الاماكن الاضافية على وجه السرعة لتلبية التدفق المتزايد للمهاجرين.

وعمم وزير الداخلية انجلينو الفانو الاثنين توجيهات على مديري المناطق دعاهم فيها الى الاسراع في تأمين 6500 مكان وخصوصا في شمال وسط البلاد.

وقد اثار هذا الطلب غضب عدد كبير من المسؤولين، منهم محافظ منطقة لومبارديا (شمال) روبرتو ماروني، وهو وزير داخلية سابق وعضو حركة رابطة الشمال المعارضة للهجرة.

وقال ماروني الاربعاء “نرفض هذا الاجتياح، لذلك لن نوفر اي مكان في لومبارديا طالما استمر هذا الموقف غير المسؤول للحكومة”.

ولم يسجل بعد اي حادث بين المهاجرين والسكان المحليين، ولكن وزارة الداخلية، وفقا لوسائل الاعلام الايطالية، تنوي مصادرة ثكنة عسكرية لمساعدة السلطات المحلية.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس ان “ايطاليا تتحمل عبئا ضخما نيابة عن اوروبا في ما يتعلق بمشكلة الهجرة”، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيطالية.

ودعت العديد من المنظمات الدولية والإنسانية أوروبا الى الرد وبذل مزيد من الجهد لمنع تفاقم الماساة.

وقالت جوديث ساندرلاند المسؤولة الاقليمية لهيومن رايتس ووتش ان “العدد الكبير للضحايا سيزداد بالتأكيد اذا لم يتخذ الاتحاد الاوروبي خطوات الان للقيام بعمليات اغاثة في البحر المتوسط”.

واحصت منظمة الهجرة الدولية حتى الان وفاة اكثر من 500 مهاجر في البحر المتوسط منذ بداية السنة قبل مأساة الخميس، في مقابل 47 السنة الماضية خلال الفترة نفسها، من دون احتساب 400 فقدوا منذ الاحد.

وفيما تسود المنطقة منذ ايام اجواء مناخية ملائمة، سجل وصول 10500 شخص منذ بداية الشهر الى ايطاليا حيث باتت مراكز ايواء طالبي اللجوء، الدائمة او تلك التي اقيمت على عجل، تستضيف اكثر من 80 الف شخص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية