مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

45 قتيلا في الغارات الجوية الكثيفة المتواصلة على احياء حلب الشرقية

جريح يتلقى العلاج في مستشفى ميداني في شرق حلب 24 سبتمبر 2016 afp_tickers

قتل 45 مدنيا على الاقل السبت في أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، والتي استمرت لليوم الخامس على التوالي عرضة لغارات جوية كثيفة يشنها النظام وروسيا بعد فشل المحادثات الاميركية الروسية في إرساء هدنة في البلاد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان بين القتلى سبعة أشخاص كانوا من القلائل الذين خرجوا لشراء الغذاء وقتلوا في قصف بينما كانوا ينتظرون دورهم أمام احد المخازن لشراء اللبن في حي بستان القصر.

وتحدث مراسل لوكالة فرانس برس عن أشلاء بشرية على الارض وبرك من الدم، بينما اكتظت العيادات بأعداد كبيرة من الجرحى.

وأعلنت الامم المتحدة ان مليوني شخص تقريبا يعانون من انقطاع المياه في حلب، بعد ان قصفت قوات النظام احدى محطات الضخ وقامت الفصائل المقاتلة بوقف العمل في محطة أخرى تضخ نحو الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، انتقاما.

والسبت، عبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عن صدمته الشديدة ازاء التصعيد العسكري “المروع” في مدينة حلب، معتبرا أن “الاستخدام المنهجي الواضح” للقنابل الحارقة والقنابل الشديدة القوة في مناطق سكنية قد “يرقى الى جرائم حرب”.

ولم تتمكن روسيا والولايات المتحدة، رغم سلسلة اجتماعات عقدها وزيرا خارجيتيهما سيرغي لافروف وجون كيري، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، من التفاهم حول إحياء هدنة انهارت الاثنين بعد سبعة ايام على بدء تطبيقها، وتبادلتا الاتهامات حول هذا الفشل الدبلوماسي.

وكان الوزيران لافروف وكيري اتفقا على إرساء هدنة دخلت حيز التنفيذ في 12 ايلول/سبتمبر، قبل ان يؤدي تصعيد متزايد على الارض الى انتهائها.

وتشهد حلب، التي كانت قبل الحرب العاصمة الاقتصادية للبلاد، والمنقسمة منذ 2012 الى أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية يسيطر عليها النظام، قصفا عنيفا من قوات النظام السوري وحليفه الروسي منذ الاثنين.

– “نحارب نيابة عن العالم” –

وفي مؤتمر صحافي في اسطنبول، ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض السبت ب”المجازر” التي يرتكبها النظام السوري وحليفه الروسي في حلب، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها.

من جهته، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة قطر والسعودية بارسال “آلاف المرتزقة المسلحين بأحدث الاسلحة” الى سوريا لمحاربة نظام الرئيس بشار الاسد.

وتابع “فيما فتحت تركيا حدودها أمام عشرات الالاف من الارهابيين الذين قدموا من مختلف أصقاع الارض وقدمت لهم الدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب باشراف الاستخبارات التركية والغربية”.

واضاف وزير الخارجية السوري “اننا فى سوريا نحارب الارهاب نيابة عن العالم”.

وفي تصريح أمام الصحافيين في نيويورك، قال منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب إن روسيا فقدت حقها بأن تكون راعية للعملية الدبلوماسية في سوريا إلى جانب الولايات المتحدة.

وأكد حجاب أن “أطفال سوريا ليسوا إرهابيين”، معتبرا أن “على المجتمع الدولي وضع حد لذلك”.

وقبيل لقاء في بوسطن السبت مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني والإيطالي، اعتبر كيري أن الوضع في حلب “غير مقبول”.

وقال إن “على روسيا أن تكون قدوة، وليس أن تشكل سابقة، سابقة غير مقبولة، للعالم أجمع إذا ما أمكنني القول”.

والسبت، اسفرت الغارات الجوية لقوات النظام وروسيا على الاحياء الشرقية لحلب عن مقتل 45 مدنيا بينهم عشرة اطفال واربع نساء وفق المرصد السوري.

وقتل الجمعة 47 مدنيا بينهم سبعة اطفال جراء القصف.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان النظام يستهدف خصوصا حي بستان القصر حيث قتل سبعة مدنيين السبت “لانه يريد إرغام السكان على المغادرة واستعادة السيطرة عليه”.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الاحياء الشرقية من حلب ان حجم الدمار كبير خصوصا في حيي الكلاسة وبستان القصر حيث باتت بعض شوارعهما مغلقة تقريبا بسبب انهيار الابنية.

وفي هذا السياق، اعتبر الاتحاد الأوروبي السبت أن الهجمات ضد المدنيين في مدينة حلب تشكل “انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”، و”إهانة” للعالم كله.

– المسعفون عاجزون –

وبات متطوعو “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني في حلب الشرقية، مع كثافة الغارات عاجزين عن التحرك خصوصا بعدما استهدفت الغارات صباحا مركزين تابعين لهم، ولم يتبق لهم سوى سيارتين للاسعاف.

وتجد سيارات الاسعاف صعوبة في التحرك بسبب نقص المحروقات والركام المتناثر على الارض الذي فصل الاحياء عن بعضها وجعل بعض الطرق غير سالكة.

وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن “صواريخ جديدة” تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه “الهزة الارضية”.

وقال مراسل فرانس برس ان تأثيرها مدمر، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة “بعمق خمسة أمتار تقريبا” شاهدها في بعض أماكن سقوط الصواريخ.

وتشكل مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري وهي الاكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011.

الى ذلك، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان قافلة مساعدات انسانية تضم 36 شاحنة تمكنت السبت من دخول حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في حمص (وسط).

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية