مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

47 قتيلا من الامن بتفجيرين في جنوب اليمن احدهما تبناه تنظيم الدولة الاسلامية

قوات موالية للحكومة اليمنية تنتشر في لحج في 13 ايار/مايو 2016 afp_tickers

قتل 41 عنصرا من قوات الامن اليمنية واصيب اكثر من 50 اخرين في تفجير انتحاري الاحد في مدينة المكلا (جنوب شرق)، تبناه تنظيم الدولة الاسلامية ويأتي في اعقاب طرد تنظيم القاعدة من المنطقة.

وبعدما نجا من التفجير الانتحاري، اصيب مدير امن محافظة حضرموت العميد مبارك العوبثاني بجروح طفيفة امام مكتبه وقتل ستة من عناصره في تفجير ثان بعبوة ناسفة، وفق ما افاد مصدر امني.

والتفجير الاول نفذه انتحاري بحزام ناسف وسط تجمع للمجندين في مقر للشرطة بمنطقة الفوة عند الاطراف الجنوبية الغربية للمكلا، بحسب ما افاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس. وادى ذلك الى مقتل 41 عنصرا امنيا، بعدما توفي عشرة من اصل 62 جريحا متأثرين بجروحهم.

وكانت حصيلة اولى افادت عن مقتل 31 مجندا.

وسارع تنظيم الدولة الاسلامية الى اعلان مسؤوليته عن الهجوم. وافاد بيان نشرته حسابات مؤيدة له على مواقع التواصل، ان احد عناصره “ابو البراء الانصاري”، قام “بتفجير حزامه الناسف وسط تجمع لمرتدي عناصر الامن داخل مبنى النجدة في منطقة فوة بمدينة المكلا”.

واوضح مصدر امني فضل عدم كشف اسمه، ان العوبثاني كان موجودا في مقر الشرطة بالفوة لحظة وقوع التفجير الانتحاري الاول، وغادره بعد ذلك متوجها الى مكتبه، حيث انفجرت العبوة الناسفة لدى وصوله.

الهجوم الثاني هذا الاسبوع –

والهجوم الانتحاري هو الثاني هذا الاسبوع يستهدف قوات الامن في المكلا، ويعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه.

وتبنى التنظيم المتطرف الخميس هجوما على معسكر للجيش في منطقة خلف عند الاطراف الشرقية للمكلا، اودى بـ 15 جنديا على الاقل.

وقال التنظيم في حينه ان التفجير كان عبارة عن هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، بينما اشارت مصادر عسكرية يمنية الى انه نفذ بثلاث سيارات يقودها انتحاريون، واتهمت تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنه.

والاحد، اطلق عناصر قوات الامن النار على سيارة قرب مركز عسكري في خلف، بعد الاشتباه بانها مفخخة وان سائقها انتحاري، بحسب مصدر امني اشار الى ان السائق ابتعد بسيارته ولاذ بالفرار.

ورغم تبنيه هجمات سابقا في صنعاء وعدن، الا ان تفجير الخميس كان الاول الذي يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في حضرموت، المحافظة التي يتمتع فيها منذ اعوام تنظيم القاعدة بنفوذ واسع، كان من اهم مظاهره سيطرته على مدينة المكلا زهاء عام.

وطردت القاعدة من المكلا ومناطق في ساحل حضرموت في 24 نيسان/ابريل، اثر عملية واسعة للقوات الحكومية وقوات خاصة سعودية واماراتية منضوية في اطار التحالف العربي بقيادة الرياض، والذي يدعم منذ آذار/مارس 2015، القوات اليمنية في مواجهة المتمردين.

وكانت هذه العمليات الميدانية اول مرة يعلن فيها التحالف مشاركة قوات برية تابعة له في قتال الجهاديين باليمن.

كذلك اكدت وزارة الدفاع الاميركية ارسال عدد من الجنود الاميركيين لدعم عملية استعادة المكلا والمناطق المجاورة. وهي المرة الاولى تعلن فيها واشنطن ارسال جنود لقتال تنظيم القاعدة في اليمن، علما ان طائرات من دون طيار تابعة لها تستهدف منذ اعوام عناصره وقياداته.

وتنتهز التنظيمات الجهادية النزاع بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف، والحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتعزيز نفوذها في جنوب اليمن.

وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية عددا من الهجمات خلال الاشهر الماضية، خصوصا في مدينة عدن، استهدفت معظمها رموزا لسلطة الحكم، مثل قوات الامن او مسؤولين سياسيين.

وقوض نفوذ الجماعات المسلحة في عدن من قدرة الحكومة على فرض سلطتها في ثاني كبرى مدن البلاد، والتي سبق للرئيس هادي ان اعلنها عاصمة موقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين في ايلول/سبتمبر 2014.

وكانت القوات الحكومية استعادت عدن واربع محافظات جنوبية اخرى، بدعم ميداني مباشر من قوات التحالف العربي، في تموز/يوليو الماضي.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت يواصل وفدا الحكومة والمتمردين مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة في الكويت، والتي يؤمل منها التوصل الى حل للنزاع الذي اودى باكثر من 6400 شخص.

ولا تزال هوة عميقة تفصل بين الطرفين خصوصا تنفيذ قرار مجلس الامن 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المدن وتسليم اسلحتهم الثقيلة. كذلك يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق وقف النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل 10-11 نيسان/ابريل تمهيدا للمشاورات.

وفي مؤتمر صحافي الاحد، ابدى المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد “تفاؤله” بالتوصل الى حل، مقرا في الوقت نفسه بوجود “نقاط صعبة”.

واعتبر ان التنازلات مطلوبة من الجانبين للوصول الى حل سياسي “واضح”، وان “الكرة الآن في ملعب المشاركين في الجلسات”.

وشكل الملف اليمني احدى نقاط البحث بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الاميركي جون كيري في جدة.

واشار بيان للخارجية الاميركية الى ان الطرفين بحثا خلال لقائهما الاحد “في الحاجة الى تثبيت وقف اعمال القتالية (…) والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية