مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

58 قتيلا على الاقل في اعنف زلزال يضرب المكسيك منذ قرن

عنصران من الجيش المكسيكي يتفقدان الأضرار الناتجة عن الزلزال الذي ضرب المكسيك في ميناء فيراكوز في 7 أيلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

قتل 58 شخصا على الاقل في زلزال ضرب ليل الخميس الجمعة ساحل المكسيك الجنوبي المطل على المحيط الهادئ وبلغت قوته 8,2 درجات، في اعنف زلزال يضرب هذا البلد منذ مئة عام.

ووقع الزلزال في الساعة 23,49 (4,49 ت غ) وبث الرعب في نفوس عدد كبير من السكان الذين كانوا يستعدون للنوم مذكرا بزلزال ايلول/سبتمبر 1985 الذي خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل.

والولايتان الاكثر تضررا هما اواكساكا وشياباس الجنوبيتان اللتان سقط فيهما الغالبية العظمى من القتلى (55 من اصل 58)، واللتان حذرت السلطات من احتمال وجود ضحايا تحت انقاض المباني فيهما.

وقال لويس فيليبي بوينتي المنسق الوطني للحماية المدنية في تغريدة على تويتر ان “الوكالة الوطنية للطوارئ احصت 58 قتيلا جراء زلزال 7 ايلول/سبتمبر، وهم 45 في اواكساكا و10 في شياباس و3 في تاباسكو”.

وكان بوينتي صرح في وقت سابق لتلفزيون ميلينيو ان الضرر الاكبر سجل في مدينة خوشيتان بولاية اواكساكا حيث انتشل 17 شخصا من تحت الانقاض.

وقال “هناك منازل انهارت على من فيها”، مشيرا الى ان المدينة شهدت ايضا انهيار فندق بالكامل وتضرر مبنى البلدية جزئيا، في حين تضرر الكثير من المنازل بشدة.

وصرّح رئيس المكسيك انريكيه بينا نييتو خلال زيارة الى المركز الوطني لمراقبة الكوارث انه “الزلزال الأقوى (في المكسيك) خلال قرن كامل” في وقت تستعد البلاد مساء لمواجهة الاعصار كاتيا الذي سيضرب ولاية فيراكروز الشرقية ورفع إلى الفئة الثانية.

واضاف في وقت لاحق ان “اكثر من مئتي شخص اصيبوا بجروح”.

وفي ولاية تاباسكو (جنوب شرق)، لقي طفل حتفه بعدما انهار منزل عليه، كما توفي رضيع عندما قطع الزلزال التيار الكهربائي عن جهاز التنفس الاصطناعي.

واعربت اونيليا غويرا وهي من سكان اوكساكا كانت موجودة في مكسيكو عند وقوع الزلزال عن “قلقها” وذلك قبل ان تغادر.

وقالت هذه الممرضة (51 عاما) التي يقع منزلها في سالينا كروز قرب جوشيتان لفرانس برس ان “والدي وابني وحيدان هناك”.

ورفع ليلا تحذير من حصول تسونامي شمل منطقة واسعة تمتد من وسط المكسيك حتى الاكوادور.

ووصلت تداعيات الزلزال الى غواتيمالا حيث اصيب اربعة اشخاص.

وشعر سكان العاصمة المكسيكية بالزلزال علما بانها تبعد حوالى الف كلم عن مركزه.

– خمسون مليونا –

وخرج المئات بثياب النوم الى الشوارع بعد توجيه تحذير من زلزال وشيك.

وحدد المركز الأميركي للجيولوجيا مركز الزلزال في المحيط الهادئ على بعد حوالى 100 كيلومتر قبالة مدينة تونالا على ساحل ولاية شياباس، موضحا ان قوته بلغت 8,1 درجات على عمق 69,7 كلم.

واوضح الرئيس المكسيكي ان خمسين مليون شخص من أصل 120 مليونا هم تعداد السكان شعروا به.

في الشوارع، جلس السكان بملابس النوم على الأرصفة وهم يلتفون بالبطانيات ويراقبون المباني وهي تهتز أمامهم.

وقالت إحدى سكان شمال العاصمة مايارو اورتيغا، وهي متخصصة في علم النفس تبلغ 31 عاما، لوكالة فرانس برس بعد أن خرجت بسرعة من المبنى “سمعت دويا (…) ورأيت إشارات المرور تتحرك بطريقة غريبة”.

وروى كريستيان رودريغيز وهو سائق سيارة أجرة يبلغ 28 عاما لفرانس برس “كنت أقود السيارة عندما بدأت الأرض تهتز وشعرت بالسيارة ترتجّ”.

وأعلن وزير التربية المكسيكي اوريليو نونو إغلاق المدارس الجمعة في ولايتي أواكساكا وتشياباس.

وشعر سكان غواتيمالا بالزلزال وأفادت وسائل إعلام محلية عن انقطاع في التيار الكهربائي في بعض المناطق الغربية القريبة من الحدود.

وتقع المكسيك عند نقطة التقاء خمس صفائح تكتونية يؤدي احتكاك بعضها ببعضها الآخر الى نشاط زلزالي كبير.

وفي أيلول/سبتمبر 1985، دمّر زلزال بلغت شدته 8,1 درجات جزءا كبيرا من العاصمة وأسفر عن سقوط اكثر من عشرة آلاف قتيل. وحدد مركزه على بعد حوالى 400 كلم على ساحل الأطلسي.

ومنذ تلك المأساة، عززت السلطات المكسيكية قوانين البناء وطوّرت نظام تحذير يعتمد على أجهزة استشعار مثبتة على السواحل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية