مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

6700 من الروهينغا قتلوا في الشهر الاول من اعمال العنف في بورما (اطباء بلا حدود)

لاجئون من الروهينغا على متن عوامة مصنوعة من الخيزران والاوعية البلاستيكية في طريقهم الى بنغلادش، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

أعلنت منظمة اطباء بلا حدود الخميس ان 6700 من افراد الروهينغا على الاقل بينهم 730 طفلا، قتلوا خلال الشهر الاول من الحملة العسكرية في غرب بورما.

وهذه أعلى حصيلة للقتلى جراء اعمال العنف التي اندلعت في 25 آب/اغسطس الماضي وأدت الى أزمة لجوء ضخمة مع فرار اكثر من 620 الفا من الروهينغا من بورما الى بنغلادش خلال فترة ثلاثة أشهر.

وقالت المنظمة ان “6700 من افراد الروهينغا وفق اكثر التقديرات تحفظا قتلوا بما في ذلك 730 طفلا تقل اعمارهم عن الخمس سنوات”.

وأجرت المنظمة ستة تحقيقات شملت أكثر من 11,426 شخصا في مخيمات الروهينغا خلال الشهر الاول من اندلاع الازمة.

وصرح سيدني وونغ مدير اطباء المنظمة “التقينا ناجين من العنف في ميانمار (الاسم الآخر لبورما) الذين يقيمون حاليا في مخيمات مكتظة وتفتقر الى الشروط الصحية في بنغلادش”.

واضاف ان “ما اكتشفناه مروع سواء في عدد الذين تحدثوا عن مقتل احد افراد العائلة نتيجة للعنف او الطرق المروعة التي قيل انهم قتلوا او اصيبوا بجروح خطيرة فيها”.

وأثارت روايات اللاجئين الروهينغا المتطابقة عن قيام رجال الامن وعصابات من البوذيين الراخين بطردهم من منازلهم واطلاق النار والاغتصاب واضرام النار مما حول مئات القرى الى رماد، الصدمة في العالم.

وتقول مجموعات حقوق الانسان ان اجراءات القمع تعد ذروة سنوات من الاضطهاد والتمييز ضد المسلمين في بورما ذات الغالبية البوذية، حيث هم محرومون من الجنسية وينظر اليهم كدخلاء.

في وقت سابق هذا الشهر قال المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين ان اجراءات القمع العسكرية تحمل “مؤشرات على إبادة”.

وكشفت منظمة اطباء بلا حدود ان 69 بالمئة من القتلى سقطوا بالرصاص. وحسب التحقيقات، سقط تسعة بالمئة عندما احرقوا احياء في بيوتهم بينما قتل خمسة بالمئة نتيجة الضرب المبرح.

اما الاطفال، فقد قتل ستون بالمئة منهم بالرصاص، بحسب المنظمة.

– استهداف الروهينغا –

قالت منظمة اطباء بلا حدود ان ارتفاع عدد القتلى يتزامن مع بدء “عمليات تنظيف” من جانب الجيش وميليشيات محلية في اواخر آب/اغسطس وتظهر ان “الروهينغا كانوا مستهدفين”.

ولم تعلق حكومة بورما على التقرير.

لكنها دائما ما نفت حصول انتهاكات في راخين وتقول ان الاجراءات القمعية رد متناسق على المسلحين الروهينغا الذين هاجموا مواقع للشرطة في 25 آب/اغسطس مما اسفر عن مقتل حوالى عشرة مسؤولين.

وقال الجيش ان الحصيلة الرسمية للقتلى هي 400 شخص، بينهم 376 من “الارهابيين” الروهينغا كما برأ قواته من اي تجاوزات في تحقيق داخلي اجراه.

وقال المحلل السياسي المستقل ريتشارد هورسي المقيم في رانغون ان تقديرات منظمة اطباء بلا حدود “تثير الصدمة، وستؤدي بشكل حتمي الى تجدد التركيز الدولي على مسالة المحاسبة”.

ومنعت السلطات لجنة دولية لتقصي الحقائق من دخول منطقة النزاع في شمال ولاية راخين.

وزار المحققون مخيمات للاجئين في بنغلادش اواخر تشرين الاول/اكتوبر وقالوا –استنادات الى مقابلات — ان العدد الاجمالي للقتلى غير معروف لكن “قد يكون كبيرا جدا”.

والروهينغا غير معترف بهم كمجموعة اتنية في بورما ومحرومون من حقوقهم القانونية.

وقبل اندلاع الازمة الاخيرة كانت بنغلادش تستضيف مئات آلاف الروهينغا الذين فروا من موجات اضطهاد سابقة.

وقال محمد زبير، استاذ من الروهينغا ومسؤول محلي لاجئ في بنغلادش منذ 25 عاما لوكالة فرانس برس “اعتقد ان ارقام منظمة اطباء بلا حدود أقل من الحقيقة”.

واضاف “كل اسرة من الروهينغا تقريبا لديها العديد من الافراد الذين قتلوا في اعمال العنف. عندما فر الناس من قراهم في راخين، شاهدوا جثثا على الطرق وفي المنازل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية