مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

العرض الصحفي
Keystone

آخر التطورات حول وضع الرهائن في غزة والصهيونية وحلّ الدولتين. تساؤلات حول مآلات التصعيد بين إيران وإسرائيل. التأثير الإقليمي والدولي للحوثيين على ديناميكيات السياسة وتطورات الاقتصاد العالمي وتشابكها مع الصراعات الدائرة في المنطقة. هذه أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف السويسرية هذا الأسبوع.


 “لا يمكننا معرفة مكان وجود الرهائن”

استضافت الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) ميريانا سبولياريك، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمناقشة دور المنظمة في الحرب الإسرائيلية الفلسطينية الدائرة حاليًا، وذلك بمناسبة مرور 100 يوم على بدايتها.

واستهلّت سبولياريك مداخلتها بالقول إنها كانت قد عاينت “وضعية إنسانية كارثية” خلال زيارتها إلى قطاع غزّة في ديسمبر الماضي.

كما أوضحت أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواجه منذ بداية الحرب صعوبات في الاضطلاع بمهمّتها في قطاع غزة على أكمل وجه. حيث أنّ المنظمة لا تملك حيّزًا للعمل الإنساني كافيا لضمان حماية السكان المدنيين.ات، حسب قولها، وأنه، على وجه الخصوص، لا يمكنها الوصول إلى الرهائن.

يأتي تصريح سبولياريك الأخير في وقت كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وعد بحصول الرهائن المحتجزين.ات في قطاع غزة على الدواء “في الأيام المقبلة”، ولكن بالنسبة لميريانا سبولياريك إيغر، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يبدو من الصعب الوفاء بهذا الوعد، لأن المنظمة لا تعرف مكان وجود الرهائن من النساء والرجال.

وأكّدت رئيسة المنظمة في المقابلة نفسِها تعويلَها على التوصّل إلى اتفاق بين طرفي النزاع، قصد التمكّن من معرفة مكان وجود الرهائن، و توصيل الأدوية التي يحتاجون.جن إليها.

(المصدر: آر تي أسرابط خارجي، 14 يناير 2024، بالفرنسية)

“هدف الجيش الإسرائيلي هو جعل غزّة غير صالحة للسّكن”

أجرت صحيفة لوتون الناطقة بالفرنسية مقابلة مع المؤرّخ الإسرائيلي شلومو ساند طرح فيها رأيه بأن “هدف الجيش الإسرائيلي هو جعل غزة غير صالحة للسكن، لعدم قدرته على طرد سكانها، نساء ورجالاً”.

وكرّس شلومو ساند، بروفيسور التاريخ الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، مسيرته لمهمّة تفكيك الخطاب الصهيوني الرسمي من خلال التخلص من “أساطيره” التي تتكرر باستمرار في إسرائيل. حيث يلقي الضوء في كتابه الأخير، ” شعبان لدولة واحدة؟ إعادة قراءة تاريخ الصهيونية”، على جزء غير معروف من النقاش الصهيوني في فترة التأسيس من خلال الإصرار على تفكير المثقفين.ات اليهود ودفاعهم.هن عن دولة ثنائية القومية، يكون فيها الإسرائيليون.يات والفلسطينيون.ات مواطنين.ات في نفس الكيان الفدرالي.

وبيّن ساند في المقابلة أنه غير واثق من إمكانية استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف الوضع الحالي في غزة. حيث يعتقد أن إسرائيل ارتكبت، ومازالت ترتكب، جرائم حرب هناك، وأنه من الممكن أن تتحوّل هذه الجرائم إلى إبادة جماعية في غضون أسابيع أو أيام قليلة. شارحا بالقول إنّ “الإبادة الجماعية هي نيّة وتنفيذ لتلك النيّة لتصفية شعب. إنها أمر نادر جدا في التاريخ”.

وعن موقفه الإيديولوجي والسياسي من الصهيونية، قال شلومو ساند في معرض المقابلة: “كإسرائيلي، أنا لست صهيونيًا ولم أكن كذلك أبدًا. لكن في هذا الكتاب، اتخذت خطوات لفهم رغبة هؤلاء الصهاينة المسالمين.ات بالفرار من أوروبا وبناء شيء جديد في الشرق الأوسط، الصهاينة الذين ترددوا.ددن، لأن لديهم.هن ضميرًا مذنبًا، في الاستيلاء على أراضي الغير وإعلان أنها كانت مملوكة لليهود لمدة 2000 سنة.”

ومضى في الشرح قائلاً إنّ “الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص هو أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء الناس اعتقدوا واعتقدن أن الفلاّحين.ات العرب في فلسطين، كانوا وكنّ أحفادًا حقيقيين.يات للعبرانيين.ات القدمى، أي أحفادًا وحفيدات حقيقيين.ات لرعايا مملكة يهوذا القديمة. وأعتقد أيضًا أنّ ذلك صحيح، كما أوضحته في بعض كتبي التي حاولت فيها تفكيك بعض الأساطير الصهيونية.”

(المصدر: لوتونرابط خارجي، 16 يناير 2024، بالفرنسية)

التصعيد بين إيران وإسرائيل: هل تتحوّل مناطق أخرى إلى جبهات حرب بالوكالة؟

سلطت عدة صحف سويسرية الضوء على تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع امتداد نيران الحرب الدائرة في غزة إلى اليمن وإيران وسوريا ولبنان والعراق.

صحيفة نويه تسرخر تسايتونغ  تناولت الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنتها إيران في العراق وسوريا، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم. وزعمت إيران أن الهجمات تأتي كرد فعل على مقتل الجنرال الإيراني رازي الموسوي في سوريا وتفجيرات مدينة كرمان الإيرانية. وأعلنت طهران أنها هاجمت منشأة للمخابرات الإسرائيلية الموساد في أربيل ردا على ذلك. ولم يتم تأكيد هذا بعد.

ورأى مراسل شؤون الشرق الأوسط دانيل بوم، أن منطقة كردستان في شمال العراق قد تكون جبهة حرب أخرى في هذا الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران. حيث “يذكرنا الهجوم الصاروخي بواقعة مماثلة في مارس 2022. ففي ذلك الوقت، استهدفت إيران أيضًا مركز تجسس إسرائيلي مزعوم في أربيل. وعلى حد علمنا، فقد أصاب الهجوم بالفعل مقر إقامة رجل أعمال كردي يعمل في مجال النفط. وتحتفظ الحكومة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي بعلاقات جيدة مع تل أبيب، وتقوم بتزويد إسرائيل العدو اللدود لطهران بالنفط. ومن الممكن أن يكون هذا هو الدافع وراء الهجوم “.

وأشار المراسل إلى أن “إيران كانت تنفذ حتى الآن عملياتها القذرة من خلال الميليشيات الشيعية المتحالفة معها في العراق، والتي اخترقت مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية هناك. ومنذ أكتوبر الماضي أطلقت الميليشيات عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار على المنشآت العسكرية الأمريكية. وردت الولايات المتحدة فقتلت مؤخرا قائد ميليشيا موالية لإيران في بغداد. كما تدخل حلفاء إيران في لبنان واليمن في عمليات عسكرية تستهدف إسرائيل وأميركا”.

رغم ذلك، يبدو أن طهران تريد تجنب المزيد من التوسع في الحرب عبر شن هجوم مباشر على إسرائيل وبدلاً من ذلك، فإنها تتحول إلى المسارح الثانوية مثل العراق أو اليمن أو سوريا، حسب الصحيفة.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 16 يناير 2024، بالألمانية)

جماعة الحوثيين تشكّل تحدياً للغرب

ومن إيران إلى اليمن، التي شهدت أيضاً تصعيداً عسكرياً على مدار الأشهر السابقة مع اندلاع الحرب في غزة. حيث حللت صحيفة تاغيس انتسايغر التأثير الإقليمي والدولي لجماعة الحوثيين على ديناميكيات السياسة، وتطورات الاقتصاد العالمي، وتشابكها مع الصراعات الدائرة في المنطقة.

وكتب المراسل برند دوريس أن شن جماعة الحوثيين هجمات على السفن في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، أدى إلى تعطيل طرق الشحن وارتفاع أسعار النفط. حيث إنه “ليس من الضروري أن ينجح الحوثيون في إغراق السفن أو تهديد إسرائيل حقًا. إنه لنجاح كبير أن تبحر السفن عبر قناة السويس بنسبة 30% على الأقل، مما يعني ارتفاع أسعار النفط وتفريغ المستودعات في بعض الدول الأوروبية. هذه العمليات تُظهر أن الحوثيين هم أكثر من مجرد مجموعة غريبة – فهم ذوو أهمية”.

ونوه المراسل إلى أن الحوثيين، رغم تصويرهم في كثير من الأحيان على أنهم متطرفون، فإن لهم تأثيرًا محسوبًا على الديناميكيات الإقليمية وقدرةً على تأجيج التوترات.

وعلى الرغم من التحديات الداخلية التي يواجهونها في حكم البلاد، فقد تمكنوا من الحفاظ على الدعم الشعبي من خلال تصوير أنفسهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما يتردد صداه لدى بعض شرائح السكان في اليمن وأجزاء أخرى من العالم العربي.

وشدد المراسل على أن الصراع الحوثي متشابك مع قضايا إقليمية أوسع ولا يمكن حله بمفرده، بما في ذلك القضية الفلسطينية. حيث كتب: “الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى لن تفعل الكثير لحل المشاكل الأساسية في المنطقة – قضية فلسطين التي لم يتم حلها وإرهاب حماس والأعمال الإسرائيلية الوحشية في غزة ولا التنافس الإيراني السعودي، الذي أدى إلى نشأة جماعات إرهابية في العديد من الدول”.

(المصدر: صحيفة تاغيس انتسايغررابط خارجي، 12 يناير 2024، بالألمانية)


فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

هل يستطيع منتدى دافوس كسرَ الجمود بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي؟

تايم لاين: سويسرا والصراع في الشرق الأوسط

+ عام 2024: “منعطف حاسم” في مستقبل الديمقراطية

+   اقتراع مارس 2024: الراتب التقاعدي الثالث عشر في صناديق الاقتراع

+  “جروح لا تندمل”… أطفال وطفلات سريلانكا والتبنّي غير القانوني

+  كيف توائم سويسرا بين الشغف بالأسلحة وضمان الأمن؟

+ ستة أسباب تجعل سويسرا واحدة من أكثر الدول عولمة

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 26 يناير مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية