صورة قديمة لشاطئ وميناء مدينة حيفا كما ظهرت في الشريط التسجيلي "لقاءٌ مع أرض مفقودة"، للمخرجة الفرنسية الفلسطينية ماريز غرغور الذي عُرض للمرة الأولى في سويسرا في إطار الدورة السادسة لمهرجان "فلسطين.. التصوير السينمائي يعني الوجود".
palestine-fce.ch
هذا هو عنوان مهرجان سينمائي يُنظّم سنويا في أهم مدن الغرب السويسري (جنيف ولوزان) ويتركز فيه الإهتمام على السينما الفلسطينية وعلى الصور والأعمال الإبداعية القادمة من تلك المنطقة من العالم أو التي تتحدث عنها.
تم نشر هذا المحتوى على
6دقائق
حيث تستهويني المجتمعات البشرية وفن إعداد التقارير حولها – وهو فضول يغذيه السفر والالتقاء بالاشخاص والقراءة – أقوم بشكل رئيسي بتغطية الموضوعات الرئيسية التي تتناولها المنظمات الدولية التي تقع مقارها في جنيف. الاسم المختصر fb
بدأ العمل في إذاعة سويسرا العالمية منذ عام 1992، وهو يترأس القسم العربي في SWI swissinfo.ch منذ عام 2003.
متحصل على شهادة في الهندسة من جامعة نابولي الإيطالية، ومتخرج من معهد الصحافة وعلوم الإتصال بجامعة فريبورغ السويسرية.
في دورته السادسة التي انتظمت من 23 إلى 29 نوفمبر 2017 في مدينتي جنيف ولوزان، سلط مهرجان “فلسطين.. التصوير السينمائي يعني الوجود”رابط خارجي هذا العام الأضواء على الفترة الفاصلة بين عامي 1917، الذي شهد صدور وعد بلفور، وعام 2017، الذي يُصادف مرور مائة عام على ذلك، وانقضاء 70 عاما على قرار تقسيم فلسطين سنة 1947 من طرف الأمم المتحدة، و50 عاما على حرب الأيام الستة في عام 1967 التي أسفرت عن احتلال إسرائيل وضمها للأراضي التي كان يُفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية حسب ما ورد في القرار الأممي.
“كيف يقوم السينمائيون الفلسطينيون بإعادة الإعتبار إلى تاريخ عانى من التدمير والتحطيم”، هذا هو العنوان الأبرز للمهرجان الذي يقول منظموه إنهم يسعون لـ “المساهمة في الإعتراف بتاريخ الشعب الفلسطيني الذي طالما عاني من النهب والسلب والإنكار”، والذين استضافوا بالمناسبة ستة سينمائيين فلسطينيين وعرب وهم خديجة هباشنة وقيس الزبيدي ونصري حجاج وعبد السلام شحادة وريم شلح ورائد دزدار.
هذا العام، اختار المهرجان تركيز الإهتمام على التوثيق السينمائي والمرئي لمرحلتين رئيسيتين، تبدأ الأولى في عام 1920 وتنتهي في عام 1947 وتغطي كامل فترة الإنتداب البريطاني لفلسطين وتشمل الثانية الفترة الممتدة من عام 1965 إلى عام 1982. فقد عمل السينمائيون الفلسطينيون على استنطاق الذاكرة الوطنية في المرحلة الأولى من خلال تاريخ راديو القدس وروايات أطباء ودبلوماسيين فرنسيين عملوا في القدس وصور رواد السينما الفلسطينية في القاهرة أو صور العائلات في غزة. أما بالنسبة للمرحلة الثانية التي شهدت ظهور السينما الثورية الفلسطينية، وإنتاج العديد من الأشرطة الوثائقية والروائية من طرف مجموعة من السينمائيين الشبان اختاروا المساهمة في نضال الشعب الفلسطيني ضمن أطر منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إنتاج أفلام تتيح إمكانية استعادة تملك صورة ورواية شعب مُكافح.
وبما أن جزءا كبيرا من الأرشيف ومن الأفلام التي أنتجت في تلك الفترة من طرف معهد السينما الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير قد تعرضت للتدمير أو السرقة وخاصة خلال الإجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية في عام 1982، فقد عمل سينمائيون فلسطينيون في صمت طوال العشريات الماضية على تقفي آثارها عبر العالم وتمكنوا من العثور على بعض النسخ منها وأعادوها إلى الحياة من خلال تركيب لبعض المقتطفات منها.
على هامش المهرجان، التقت swissinfo.ch مع عدد من السينمائيين الفلسطينيين المشاركين كان من بينهم المخرج نصري حجاج، الذي لفت إلى أن “الأرشيف والتاريخ كموضوع للمهرجان.. مهمّ جدا لأنه مهم أساسا للفلسطينيين” ذلك أنه من مواليد أحد مخيمات الشتات، و”منذ أن وعى بالحياة.. بدأ رحلة البحث عن مكانه وزمانه”:
خديجة حباشنة، مخرجة سينمائية وكاتبة فلسطينية مقيمة حاليا في الأردن ورئيسة قسم الأرشيف في معهد السينما الفلسطينية، وهي مؤسسة أبصرت النور في الأردن موفى السيتينات، ثم استمرت قائمة في لبنان حتى أوائل الثمانينات، تحدثت عن المصير المجهول للأرشيف السينمائي الفلسطيني الذي فقد إثر الإجتياح الإسرائيلي لبيروت والذي لا زال البحث عنه مستمرا لأن “شخصية أي بشر أو شعب لا تكتمل بدون ذاكرة”:
عبد السلام شحادة، المخرج الفلسطيني لشريط “إلى أبي” الوثائقي الذي عُرض لأول مرة في سويسرا، علّق في تصريحه لـ swissinfo.ch على الصور التي شاهدها في معرض نظم على هامش المهرجان عُرضت فيه أعمال المصور الفرنسي برونو فريت Bruno Fret، وشدد على أهمية الصورة في حياة وتاريخ الفلسطينيين بشكل عام وعلى “ضرورة التعبير عن حالنا وخلق حكاية لأننا نحتاج إلى أن يتم التخاطب معنا نحن الفلسطينيين كبشر وآدميين”:
السينمائي العراقي قيس الزبيدي، مؤلف كتاب “فلسطين في السينما” الصادر عام 2006، الذي وثّق فيه التجارب السينمائية التي تناولت القضية (حوالي 800 عنوان) على مختلف مراحل الصراع، شارك في المهرجان بشريطه التسجيلي الذي أنجزه سنة 1984 بعنوان “فلسطين… سجلّ شعب” الذي جمع فيه وثائق بصرية نادرة، وتضمن تسجيلات لعدد من الحوارات والشهادات التي حصل عليها من طرف شخصيات وأعلام ورواد فلسطينيين لم يعد كثير منهم على قيد الحياة:
قراءة معمّقة
المزيد
شؤون خارجية
نحو 90 ألف شخص يغادرون سويسرا كل عام: من هم ولماذا يرحلون؟
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
“ما الذي جعل الأجيال التي تلت النكسة لا تتمسك بحق العودة”
تم نشر هذا المحتوى على
طارق طفل فلسطيني في الحادية عشرة من عمره، وجد نفسه مع والدته بعد هزيمة يونيو 1967 في مخيم “حرير” بالأردن، لكنه لم يقبل – رغم حداثه سنه – واقع الحدود التي تمنعه من العودة إلى فلسطين، ومن رؤية والده الذي اختفى هناك. هذا الواقع “سيدفع الطفل إلى جملة من المغامرات التي تعكس الأوضاع التي كانت سائدة أواخر الستينات والتي كانت…
“صداع” فلسطيني: عندما تصطدم الأحلام الفردية بالهوية الجماعية
تم نشر هذا المحتوى على
فيلم “صُداع” (Fix Me) الذي عُرض مؤخرا في مهرجان فريبورغ السينمائي الدولي، يحكي مسيرة فردية مُكبلة بأبعاد ودلالات جماعية. القصة بدأت بصداع نصفي عادي. لكن الألــم المترتب عنه حقيقي ورمزي في الآن نفسه. فمنذ سنوات ورائد أنضوني يعيش مُتحمَّلا هذا الجرح المجازي لشعب مضطهد ولماض يصعب تقبــُّله. ولمواجهة هذا الألم، تسلّح المخرج الفلسطيني بجرعة من…
تظاهرة فنية شبابية تنقل “مونولوجات غزة” إلى العالم مرورا بسويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
ويعتبر هذا الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الأعنف من بين الإعتداءات التي تعرض لها الفلسطينيون حيث سقط ضحيته خلال 22 يوما 1380 فلسطيني (من بينهم 431 طفلا) وجرح 5380 آخرون (من بينهم 1872 طفلاً) بينما دُمرت الكثير من المنازل والمدارس وقصفت حتى المستشفيات وأماكن العبادة والمراكز الثقافية ومبان تابعة للأمم المتحدة. هذا العنف واستمرار…
“عايشين”.. عندما ترصُد كاميرا السويسري فاديموف مآسي سكان غزة!
تم نشر هذا المحتوى على
"عايشين".. عمل توثيقي يصوّر الصمت الذي لفّ قطاع غزة بعد أيام قليلة من توقّف هدير الدبابات الإسرئيلية وقصف الطيران الحربي عن قصف حياة الاطفال الأبرياء خلال الغزو الإسرئيلي للقطاع عام 2009.
تهاني سليم.. صرخة فلسطينية مُـدوّيـة على ركـح سويسري
تم نشر هذا المحتوى على
وتهدف تهاني من خلال وقوفها على خشبة المسرح إلى لفت نظر المجتمع السويسري إلى الحقيقة الفلسطينية وأبعادها الإنسانية العميقة، التي يعسر اختزالها في عملية السلام المتعثرة أو الحروب الصغيرة المتواصلة في القطاع أو الضفة. وخلف التعتيم والصور المشوهة التي تقدمها وسائل الإعلام عن أوضاع هذا الشعب، تقول تهاني سليم: “هناك قضية إنسانية وسياسية عادلة، وهناك…
تم نشر هذا المحتوى على
هذا ما حاول عينة من المخرجين العرب الإسرائيليين الشباب تأكيده من خلال حضورهم الملفت في رُكن “الأبواب المفتوحة” في مهرجان لوكارنو في دورته الستين (1 – 11 أغسطس 2007). شارك عدد من المخرجين الشباب العرب الإسرائيليين في رُكن “الأبواب المفتوحة” في مهرجان لوكارنو بعينة من الأفلام التي عكست واقع السكان العرب الإسرائيليين وطموحاتهم وانشغالاتهم. وإذا…
تم نشر هذا المحتوى على
شريطان وثائقيان سافرا بالمشاهدين إلى الضفة الغربية، حيث يولدُ الاحتلال فقرا تشكو منه العيون والأجساد، لكن بكرامة ومقاومة مدهشتين، بينما اقترح فيلم ثالث تصورا جميلا للعيش معا. تميز اليوم الثاني من الدورة الـ 19 لمهرجان فريبورغ السينمائي الدولي التي تتواصل من 6 إلى 13 مارس بانطلاق سلسلة الأفلام والأشرطة الوثائقية التي اقترحها الموزع السينمائي السويسري…
تم نشر هذا المحتوى على
آلان بوتاريلي، الذي اقترح البانوراما وأدار ندوة الجمعة التي شارك فيها مخرجون سينمائيون بارزون، حاول قدر المستطاع عدم تحول النقاش إلى جدل سياسي، لكن واقع المنطقة كان أقوى. كيف يمكن لسينما بلاد صغيرة تعيش في سلام منذ أكثر من 150 سنة مثل سويسرا أن تتحدث عن منطقة، مثل فلسطين وإسرائيل، ليست أكبر منها جغرافيا وتتخبط…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.